رغم الحرب.. أسعار العقارات في الخرطوم تتجه للارتفاع

سودافاكس – أكد خبير في مجال العقارات أن سوق العقار في الخرطوم لا يزال يتمتع بقدرة على الصمود رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والحرب التي ألقت بظلالها على مختلف القطاعات. وقال الخبير إنه تواصل مع عدد من سماسرة العقارات لمعرفة حركة البيع والشراء في السوق، مشيراً إلى أنه توصل لقناعة بعدم بيع بيته أو أرضه أو دكانه، لأن الأسعار في تصاعد مستمر.
الاقتصاد السوداني بلا “كتالوج” واضح
وأوضح الخبير أن الاقتصاد السوداني لا تحكمه دراسات أو نظريات اقتصادية دقيقة، مدللاً على ذلك بالفترة التي سبقت الحرب، حيث كانت المنازل تُعرض للبيع بمبالغ ضخمة تصل إلى آلاف الدولارات. وأضاف أن البعض قد يرى أن ضعف الطلب وارتفاع العرض حالياً يقللان من فرص البيع، وهو منطق صحيح نظرياً، لكنه يصطدم بواقع أن الخرطوم ما زالت مدينة تجذب كل أطياف الشعب السوداني.
الخرطوم رغم الجراح تبقى محط الأنظار
وأشار الخبير إلى أن الخرطوم، رغم ما لحق بها من أضرار وسرقات خلال فترة وجود الميليشيا، لا تزال مدينة حيوية تحتاج إلى سنوات للتعافي الكامل، لافتاً إلى أن انخفاض الأسعار الحالي مرتبط بانعدام الدخل لدى غالبية المواطنين، وليس بانهيار حقيقي في القيمة العقارية.
عاملان رئيسيان يؤثران على سوق العقار
وبيّن الخبير أن هناك عاملين أساسيين لا يمكن تجاهلهما عند الحديث عن أسعار الأراضي والعقارات في السودان، وهما حجم السيولة التي ستتوفر بعد موسم الحصاد، وضعف تنوع السوق. وأضاف أن الوضع لم يتغير كثيراً عما قبل الحرب، فالأموال التي تُستثمر في الزراعة خلال الخريف عادة ما تعود للسوق بعد الحصاد، إلا أن هذه الدورة الاقتصادية تباطأت بسبب تقلص الأنشطة التجارية.
احتمالات ارتفاع الطلب بعد الحصاد
رجّح الخبير أن جزءاً من عائدات الزراعة سيُوجَّه إلى الاستثمار في العقارات للحفاظ على الكتلة النقدية، ما قد يؤدي إلى انتعاش متوسط في الطلب خاصة في المناطق المصنفة درجة أولى مثل الرياض، المنشية، أبراج شارع النيل، نمرة 2، الطائف، والمعمورة.
تراجع ارتباط الأسعار بالخدمات
وقال الخبير إن تسعير العقارات لم يعد مرتبطاً بتوافر الخدمات كما كان في السابق، موضحاً أن مناطق مثل مطري الحلفايا في بحري كانت أغلى من مناطق مكتملة الخدمات مثل السامراب والدروشاب، رغم افتقارها للبنى التحتية، مما يعكس طبيعة السوق العقاري غير المنطقية.
الفرق بين الغلاء والتضخم في سوق العقار
نوّه الخبير إلى ضرورة التفريق بين الغلاء والتضخم، موضحاً أن الغلاء يعني ارتفاع الأسعار رغم ثبات سعر العملات الأجنبية والذهب، بينما التضخم يرتبط بارتفاع هذه القيم معاً. وضرب مثالاً بسيدة اشترت أسورة ذهب قبل الحرب بقيمة 100 ألف جنيه ووزنها 5 جرامات، وأصبحت قيمتها اليوم أكثر من مليون جنيه بسبب التضخم.
الإعمار يتجه إلى الأرياف لكن الخرطوم باقية
واختتم الخبير حديثه بالإشارة إلى أن حركة الإعمار والنشاط الاقتصادي تتجه تدريجياً نحو الأرياف حيث انتقلت معظم المصانع، إلا أن الخرطوم ستظل القلب النابض للسودان ومركز الجذب العقاري الأول مهما تأخرت عملية التعافي.



