تقرير إيطالي يكشف: مليشيا الدعم السريع تواصل قصف الفاشر واستهداف الصحفيين

سودافاكس – سلّط تقرير صادر عن موقع “إل مانيفستو” الإيطالي الضوء على الكارثة الإنسانية التي تعيشها مدينة الفاشر في إقليم دارفور، نتيجة حصارٍ خانقٍ مستمر منذ أكثر من 16 شهرًا، وسط قصفٍ متواصلٍ وتجويعٍ ممنهجٍ تمارسه قوات الدعم السريع ضد المدنيين.

مجازر جديدة ومعاناة المدنيين في الفاشر

ذكرت الصحفية الإيطالية آنافلافيا ميرلوتسي أن المدينة شهدت مؤخرًا غارات عنيفة أدّت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم نساء حوامل وأطفال، مشيرة إلى أن الصحفيين الذين يغطون الأحداث أصبحوا هدفًا مباشرًا للهجمات. ونقلت الكاتبة عن نقابة أطباء السودان أن القصف المدفعي استهدف عمدًا المباني السكنية، ما أدى إلى صعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى المصابين، الذين توفي كثير منهم بسبب نقص الرعاية الطبية.

انهيار الوضع الإنساني وإغلاق المطابخ المجتمعية

أوضحت ميرلوتسي أن الوضع الغذائي في الفاشر بلغ مرحلة حرجة، بعد إغلاق المطابخ المجتمعية التابعة لمنظمات مثل الهلال الأحمر السوداني والصليب الأحمر الدولي منذ يوم الأحد الماضي، نتيجة نفاد المخزونات واستهداف تلك المراكز بالقصف. وكان آخر هجوم وقع في مخيم أبو شوك للنازحين بتاريخ 30 سبتمبر/أيلول، وأسفر عن مقتل 23 شخصًا. وأضافت أن المدينة محاصرة منذ أبريل/نيسان 2024، ولم تتلق أي مساعدات إنسانية برّية منذ أكثر من 16 شهرًا بسبب النهب وإغلاق الطرق المؤدية إليها.

فشل إيصال المساعدات الجوية وتصاعد الهجمات

أشارت الكاتبة إلى أن محاولات الجيش السوداني لإيصال الإمدادات جوًا باءت بالفشل نتيجة تصاعد هجمات قوات الدعم السريع، لافتة إلى أن آخر عملية إنزال جوي للمساعدات تمت في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد خمسة أشهر من العملية السابقة.

استهداف متعمّد للصحفيين في الفاشر

بحسب التقرير، فقد استهدفت مليشيا الدعم السريع منزل الصحفي النور سليمان يوم الجمعة، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى السعودي، وهو آخر مستشفى يعمل في المدينة، قبل أن يفارق الحياة صباح السبت. وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على الخطر الكبير الذي يواجهه الصحفيون في الفاشر، الذين يواصلون تغطية الأحداث رغم الجوع والملاحقة اليومية.

تحذيرات دولية من تصاعد العنف ضد الصحفيين

ذكرت الكاتبة أن لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، واصلت تحذيراتها من الانتهاكات الممنهجة بحق الإعلاميين، مؤكدة أن إحدى الصحفيات تعرضت مؤخرًا لاعتداء جنسي جماعي بسبب تغطيتها للوضع في دارفور. وفي تقريرها الأخير الصادر في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2025، نقلت اللجنة عن أحد الصحفيين المحليين قوله: “نحن جائعون، مطاردون، لكننا نواصل تغطية الأحداث. أصواتنا هي كل ما تبقى لنا.”

نداءات أممية لتوفير ممر آمن للمدنيين

من جانبه، دعا فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إلى ضرورة تأمين ممر إنساني آمن وطوعي لسكان الفاشر، مشددًا على أن الفظائع ليست حتمية إذا التزمت جميع الأطراف باحترام القانون الدولي الإنساني.

تمديد عمل لجنة تقصّي الحقائق الدولية بشأن السودان

استجابةً لتفاقم الأزمة، صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال دورته الستين في جنيف على تمديد ولاية لجنة تقصّي الحقائق المستقلة بشأن السودان لعام إضافي، بهدف متابعة التحقيق في الانتهاكات الميدانية وتوثيقها.

أسئلة مفتوحة حول مستقبل الحرب في السودان

اختتمت ميرلوتسي تقريرها بالتساؤل: متى ستُتخذ إجراءات فعلية لإنهاء هذه الحرب، وهل سيتحقق السلام قبل أن تلتهم المجاعة ما تبقّى من سكان الفاشر؟

سودافاكس

Exit mobile version