البحر للجميع؟ مؤرخ إثيوبي يفتح باب الصراع على البحر الأحمر

سودافاكس – أثار المؤرخ الإثيوبي البروفيسور آدم كامل جدلًا واسعًا بتصريحاته التي وصفها البعض بـ”التحريضية”، حين كشف أن البحر الأحمر كان يُعرف تاريخيًا باسم “بحر الحبشة”، مشيرًا إلى أن هذا الاسم يعبّر عن الارتباط التاريخي للحضارة الإثيوبية بالسواحل البحرية، ويعزز – حسب رأيه – أحقية إثيوبيا في المطالبة بمنفذ بحري.
🌊 التاريخ البحري لإثيوبيا كما يراه المؤرخ
وقال البروفيسور آدم كامل إن إثيوبيا كانت تملك منفذًا بحريًا معترفًا به حتى العقود الأخيرة، وإن فقدان هذا المنفذ لم يكن نتيجة صراع مباشر، بل جاء نتيجة “قرارات إدارية داخلية غير مدروسة”، واتُّخذت – على حد زعمه – تحت ضغوط خارجية من قوى إقليمية ودولية.
وأضاف:
“خسرنا ميناءنا بسبب حسابات سياسية ضيقة. واليوم، إثيوبيا ذات الـ130 مليون نسمة، لا يمكن أن تستمر بدون شريان بحري.”
⚠️ تحذير من استمرار الوضع الراهن
أوضح المؤرخ أن إثيوبيا تواجه وضعًا اقتصاديًا ومعيشيًا متأزمًا بسبب غياب منفذ بحري، ما يجعلها تدفع مبالغ باهظة من النقد الأجنبي لاستئجار خدمات الموانئ من دول الجوار. كما دعا إلى ضرورة حشد الجهود الدبلوماسية والسياسية لاستعادة هذا “الحق التاريخي”، محذرًا من أن الاستمرار في هذا الوضع قد يُفضي إلى تفجر توترات إقليمية جديدة.
🇪🇷 اتهام مباشر لإريتريا ومطالبة بمراجعة الدور المصري
اتهم آدم كامل الحكومة الإريترية بالتسبب في خسارة إثيوبيا لمنفذها البحري، معتبرًا أن استقلال إريتريا جاء على حساب “الحقوق البحرية الإثيوبية”. كما لمّح إلى أن دور مصر في هذا الملف يجب أن يُراجع، لفهم ما وصفه بـ”طبيعة الضغوط” التي فُرضت على الحكومات الإثيوبية السابقة.
🛠 مقترحات للخروج من الأزمة
قدم المؤرخ عدة مقترحات، من أبرزها:
التفاوض السلمي مع دول الجوار المطلة على البحر الأحمر
استثمار مشترك في موانئ جديدة تخدم جميع الأطراف
إنشاء منفذ بحري صناعي داخل أراضي إثيوبيا عبر مد مياه البحر الأحمر إلى الداخل (وهي فكرة قال إنها خضعت سابقًا لدراسات جدوى)
💬 البحر مثل النيل.. للجميع
اختتم البروفيسور حديثه بدعوة للحوار والتعاون الإقليمي قائلاً:
“كما أن نهر النيل مورد مشترك، فإن البحر الأحمر كذلك، لا يمكن احتكاره، ويجب أن يكون للجميع.”
وأكد أن الحل يجب أن يقوم على المنفعة المتبادلة لا الصراع، مشيرًا إلى أن الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي مرهونان بالتعاون وليس التصعيد.
📌 تحليل: ما وراء التصريحات
تأتي تصريحات البروفيسور آدم كامل في سياق حملة إثيوبية غير رسمية لتبرير مطالب متصاعدة بالحصول على منفذ بحري.
تزامن ذلك مع تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد تحدث فيها عن حق بلاده في “الوصول إلى البحر”.
بينما تراقب دول مثل إريتريا وجيبوتي ومصر هذه التحركات بحذر، نظرًا لاحتمالية تأثيرها على الأمن الإقليمي وتوازن المصالح في البحر الأحمر.
🧭 سؤال يفرض نفسه:
هل تمهد هذه التصريحات لنهج سياسي جديد في إثيوبيا يسعى لتدويل “حقها البحري”؟
أم أنها مجرد محاولة لصنع أوراق ضغط دبلوماسي وسط أزمات داخلية واقتصادية متفاقمة؟



