مقتل نائب الناطق باسم القوة المشتركة خلال صد هجوم للدعم السريع على الفاشر

سودافاكس – في خضم التصعيد المتواصل للمعارك بمدينة الفاشر، أعلنت حركة العدل والمساواة السودانية، بقيادة جبريل إبراهيم، مقتل أحد أبرز كوادرها الإعلامية، القيادي جوليوس عيساوي، خلال اشتباكات عنيفة اندلعت فجر الجمعة 17 أكتوبر 2025 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وقال معتصم أحمد صالح، وزير الموارد البشرية وأمين الشؤون السياسية بالحركة، إن جوليوس، الذي كان يشغل منصب عضو اللجنة الإعلامية للحركة ونائب الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، لقي حتفه أثناء دفاعه عن مدينة الفاشر، مشيدًا بدوره في المعركة الإعلامية والعسكرية ضد “الميليشيات المتمردة”، بحسب تعبيره.

🔥 ثلاثي ناري: هجوم واسع من ثلاثة محاور

وبحسب مصادر ميدانية، فقد شنت قوات الدعم السريع هجومًا من ثلاثة محاور رئيسية (الشمالي، الغربي، والشمالي الغربي)، مستخدمة المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، في محاولة لاختراق دفاعات الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، والتي ما تزال تُعد آخر معاقل القوات النظامية في إقليم دارفور.

استمر القتال العنيف لأكثر من أربع ساعات، حيث تصدت القوات الحكومية مدعومة بـالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية للهجوم، موقعة خسائر كبيرة في صفوف قوات الدعم السريع، بحسب إفادات عسكرية.

🌫️ مدنيون بين النار والدخان

أفادت تقارير من داخل المدينة أن الهجوم رافقته حالة من الهلع وسط السكان المدنيين، لا سيما في حي الدرجة القريب من ساحة المعركة، والذي يضم آلاف النازحين. وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من عدة مواقع داخل الفاشر، نتيجة القصف المكثف بالطائرات المسيّرة والمدفعية، ما يثير مخاوف متزايدة من تفاقم الوضع الإنساني.

⚔️ الفاشر.. آخر معاقل الجيش بدارفور

معركة الفاشر تمثل، بحسب مراقبين، معركة الحسم في إقليم دارفور، حيث تسعى قوات الدعم السريع لإسقاط المدينة بالكامل بهدف إحكام سيطرتها على الإقليم. وتُعد الفاشر نقطة استراتيجية لوجودها السياسي والعسكري، إضافة إلى أنها مقر حكومة ولاية شمال دارفور وموطن للعديد من القيادات الميدانية المناوئة للدعم السريع.

💬 ماذا يعني مقتل جوليوس عيساوي؟

مقتل القيادي جوليوس عيساوي يعكس تصاعد حجم الخسائر البشرية بين صفوف القوات المساندة للجيش السوداني، وخصوصًا تلك المنتمية إلى حركات الكفاح المسلح التي انضمت إلى الاتفاق السياسي في جوبا، واختارت الاصطفاف مع الدولة في مواجهة الدعم السريع.

كما يبرز مقتل عيساوي الدور المتزايد لحركات الكفاح المسلح في الجبهة الإعلامية والسياسية، إذ كان الراحل من الأصوات البارزة في توثيق انتهاكات الدعم السريع والترويج لرواية الحركات والجيش حول المعارك في دارفور.

🧭 تحليل: هل تغير الفاشر معادلة الحرب؟

مع استمرار الحصار على الفاشر، تتزايد المخاوف من تحول المدينة إلى ساحة معركة شاملة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية. سقوطها المحتمل بيد قوات الدعم السريع قد يعني:

ضياع السيطرة الرسمية على دارفور بالكامل

ضربة قاسية لتحالف الحركات المسلحة المساندة للجيش

تقويض فرص التسوية السياسية التي تراهن على توازن القوى بين الأطراف

📌 الخلاصة:

سقوط جوليوس عيساوي ليس مجرد فقدان لقيادي ميداني، بل هو إشارة إلى حجم التحديات التي تواجه الحكومة السودانية والقوات المتحالفة معها، في وقت أصبحت فيه الفاشر آخر رمق للوجود الرسمي في إقليمٍ تمزقه الحرب وتُهدده الكارثة.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.