تضارب الأنباء حول مفاوضات سرية في واشنطن لوقف حرب السودان

سودافاكس – تضاربت المعلومات خلال الساعات الماضية بشأن مفاوضات غير مباشرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تُجرى في العاصمة الأمريكية واشنطن، تحت رعاية الرباعية الدولية وبإشراف مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إطار الجهود الرامية إلى وقف الحرب في السودان.

استراتيجية واشنطن الجديدة تجاه السودان: هل تنجح في وقف الدماء؟

نفي رسمي من مجلس السيادة ووزارة الخارجية

نفى مسؤول رفيع في مجلس السيادة السوداني صحة الأنباء المتداولة حول وجود أي تفاوض رسمي بين الحكومة السودانية والمليشيا المسلحة في واشنطن.

وأكد أن موقف الحكومة “واضح ومعلن”، مشددًا على أنها لن تقبل بوجود دولة الإمارات ضمن الرباعية الدولية المعنية بالوساطة.
كما نقلت مصادر عن الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية تأكيده أنه لا توجد أي مفاوضات جارية في العاصمة الأمريكية.

مصادر: مفاوضات غير مباشرة بإشراف أمريكي

في المقابل، ذكرت صفحة الجزيرة مباشر أن الطرفين دخلا في مفاوضات غير مباشرة بوساطة أمريكية في واشنطن.

ونقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة – رفضت الكشف عن هويتها – أن المفاوضات تتناول مقترحًا أمريكيًا يهدف إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية في السودان، تستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل لتمكين وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة، وعلى رأسها مدينة الفاشر.

امتداد لمفاوضات جدة والمنامة

وأوضحت منصات مقربة من قوات الدعم السريع أن المحادثات الجارية في واشنطن تأتي امتدادًا لمفاوضات جدة التي رعتها السعودية والولايات المتحدة، وكذلك لمحادثات غير رسمية أُجريت في العاصمة البحرينية المنامة.

وتركز هذه الجولة على الترتيبات الأمنية والإنسانية والسياسية التي تمهد للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

الواثق البرير: لا سلام يُفرض من الخارج

وفي سياق متصل، قال الواثق البرير، الأمين العام لحزب الأمة القومي، إن أي دعم خارجي يتجاوز الإرادة الوطنية أو يتعامل مع القوى المدنية “كمجرد واجهة”، سيُعيد إنتاج الأزمة السودانية من جديد.
وأوضح أن المطلوب من المجتمع الدولي هو أن يكون شريكًا في بناء السلام لا مهندسًا لتوازنات مؤقتة، مشيرًا إلى أن الشعب السوداني يجب أن يُعامل كـ “شريك كامل الأهلية في تقرير مصيره”.
وأضاف البرير في مقال له أن ما يجري في السودان “ليس مجرد حرب على السلطة، بل حرب على فكرة الوطن ذاته”، معتبرًا أن الخلاص لن يأتي إلا عبر مشروع مدني جامع يعيد تعريف الدولة والمواطنة، ويستند إلى قيم العدالة والمساءلة وحق الحياة.

واختتم قائلاً:

“السلام الحقيقي لا يُفرض من الخارج، ولا يُشترى في أسواق الوساطات، بل يولد من إرادة السودانيين أنفسهم حين يقررون أن الحرب ليست قدرهم، وأن كرامة الإنسان أهم من كراسي الحكم.”




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.