جبريل ابراهيم يتهم الإمارات بدعم الإبادة في الفاشر

انتقد رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، بشدة، المنظمات الدولية لعجزها عن إيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، متهماً قوات الدعم السريع بارتكاب “جرائم بشعة” بدعم مباشر من الإمارات العربية المتحدة.

الجزيرة نت: حميدتي يحاول التنصل مما يجري في الفاشر

سيطرة الدعم السريع على الفاشر واتهامات بارتكاب جرائم حرب

في 26 أكتوبر 2025، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، ووفقاً لشهادات محلية وتقارير حقوقية، ارتكب عناصرها جرائم قتل جماعي وانتهاكات ضد المدنيين العزّل، وصفتها منظمات حقوقية بأنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وتصل إلى حد الإبادة الجماعية.

جبريل إبراهيم: “الموتى لا يأكلون”

وقال إبراهيم في خطاب مصور: “المنظمات التي عجزت عن إيصال المساعدات إلى الفاشر يجب أن تعي أن الموتى لا يأكلون”، متهماً بعض الجهات الدولية بـ”التحيز” في تقديم الإغاثة إلى مناطق خاضعة لسيطرة الميليشيات، بينما “تتجاهل” المناطق الآمنة التي تضم آلاف النازحين.

اتهامات بازدواجية المعايير وتغييرات دبلوماسية حازمة

ووصف جبريل ما يجري بأنه ازدواجية في المعايير بالتعامل مع الأزمة الإنسانية في السودان، مؤكداً أن الحكومة “لن تقبل بهذا النهج بعد اليوم”. وأشار إلى أن قرارات وزارة الخارجية بطرد ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديرة العمليات التابعة للأمم المتحدة تمثل “بداية لتصحيح المسار”.

اتهامات مباشرة للإمارات ودعمها لقوات الدعم السريع

ووجه رئيس حركة العدل والمساواة اتهامات حادة إلى ما سماه “نظام أبو ظبي”، متهماً إياه بدعم قوات الدعم السريع وتسليحها، قائلاً: “إن عصابات نظام أبو ظبي الإرهابية ترتكب جرائم حرب وإبادة جماعية في الفاشر”.

رسالة إلى المجتمع الدولي

وأضاف إبراهيم في خطابه: “إلى الدول التي التزمت صمتاً مخزياً تجاه جرائم الإبادة، وتغاضت عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن فك الحصار عن الفاشر، نقول إن التاريخ لا ينسى”.

وأشار إلى أن الصمت الدولي شجّع على تكرار جرائم الإبادة كما حدث في الجنينة، وود النورة، ورواندا، وسريبرينيتسا، مؤكداً أن “الشعب السوداني سيرد الصاع صاعين للمجرمين والخونة”.

تحذيرات من مخطط إقليمي لإعادة تشكيل المنطقة

وأكد جبريل أن الدعم الخارجي الذي تتلقاه قوات الدعم السريع و”عبث نظام أبو ظبي بالأمن الإقليمي” يهدف إلى إعادة تشكيل خريطة المنطقة بأكملها، لكنه شدد على أن “إرادة الشعب السوداني أقوى”، وأن المخطط “سيفشل أمام وحدة الشعب ووعيه”.

إقرار حكومي بالعجز ودعوة لمراجعة الأداء

وأقر إبراهيم بتحمل الحكومة مسؤولية “العجز عن نجدة الفاشر”، داعياً إلى مراجعة الأداء الحكومي وتقويم التخطيط والتنفيذ في المرحلة السابقة، مع التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية لحماية البلاد من “الاختراق ومشاريع التآمر”.

رسالة تحدٍ: لن تُفرض علينا خارطة طريق عرجاء

واختتم جبريل خطابه بالقول: “من يظن أن هذه النكبة ستدفعنا إلى التخلي عن حقوقنا أو القبول بخارطة طريق عرجاء، يجهل طبيعة هذا الشعب… لن تستطيع أي قوة كونية فرض وجود عصابات إرهابية في مستقبل السودان”.

خلفية: مبادرة رباعية لإنهاء الحرب

يُذكر أن وزراء خارجية الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، ومصر) كانوا قد اتفقوا في 12 سبتمبر الماضي على هدنة إنسانية مدتها ثلاثة أشهر تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية انتقالية شاملة، غير أن التطورات الميدانية في دارفور عرقلت تنفيذ الاتفاق.

Exit mobile version