محمد عثمان إبراهيم: أفكار للإصلاح وتصحيح المسار

أفكار للإصلاح وتصحيح المسار
محمد عثمان إبراهيم
لأسباب تاريخية وثقافية وسياسية وعملية متعلقة ببنية الدولة بتاعتنا ومؤسساتها فإن الرئيس ينبغي أن يكون من #الإقليم_الشمالي التاريخي (ولايتي الشمالية ونهر النيل).
أي مغامر من خارج الإقليمين ديل سيواجه متاعب كبيرة ولن يستطيع الإستمرار في السلطة وتسيير شؤون الدولة والحكومة اليومية.

صحيح ليس لدينا #دولة_عميقة بالمعنى المتعارف عليه، وليست لدينا دولة سطحية ذاتو مع الناس لكن ما لدينا يكفي للتأسيس الحاد والبناء عليه.
البشير والبرهان استنفدا فرص نهر النيل والحقيقة كانت إدارتهما للبلاد كارثية، وأعتقد أننا ينبغي أن نتقبل بأريحية إعطاء فرصة أخرى للشمالية.
البرهان هو أذكى عسكري حكم السودان، وربما هو أذكى حاكم تولى السلطة إذ لم يعرف عن الراحلين الأزهري والصادق المهدي التوقد الذهني والإبتكار، ولكنهما كانا أفنديين ذوي مقدرات ذهنية متوسطة.

خطورة ذكاء البرهان إنه ذكاء منكفئ على الذات، وهو يحاول الظهور بمظهر بسيط مثل أي ضابط جيش مكار، ولكنه ليس بسيطاً البتة.
لذلك ينبغي التعامل معه بحذر شديد وبما يتوفر من الحيلة.
لأغلاق كل البؤر ذات القدرات التنافسية العالية، قام البرهان بتعيين مالك عقار نائباً له في مجلس السيادة، والفريق كباشي نائباً له في قيادة الجيش بدون صلاحيات حقيقية، وسلم هيئة الأركان لجنرال خامل وكسول لا يخشى جانبه هو الفريق محمد عثمان الحسين.

إنتبه البرهان منذ وقت مبكر لخطورة الفريق ياسر العطا على سلطته فقام برميه عدة مرات تحت عجلات قطار حكومته إذ ورطه أولاً في كوارث #لجنة_التمكين فيما جعل نقض قرارات تلك اللجنة في يد ضابط أدنى رتبة من العطا وهو الفريق إبراهيم جابر.
ورط العطا في العلاقات الوثيقة مع ما يسمى بقوى الحرية والتغيير، وهي جماعة معزولة جماهيرياً ومرتهنة للخارج يقودها خونة وأجراء ضعيفو القدرات وقليلو الإستقامة الأخلاقية، وينتمون كأفراد إلى شرائح إجتماعية لا ينظر إليها بإحترام كبير في المجتمع.

ورط العطا أيضاً في سلسلة من التصريحات الهوجاء عصفت بصورته كرجل دولة واثق بذاته خصوصاً حين تقرأ مع أحاديثه الملونة (Colourful) عن لقائه بصدام ووضعه القيود الحديدية على الرئيس المعزول البشير، وغيرها حتى شكاواه الأخيرة من تغلغل الجنجويد في جهاز الدولة.
أبعد البرهان العطا عن العمل اليومي للدولة وأبقاه في الجيش دون صلاحيات حقيقية في منصب مراسمي وهو مساعد القائد العام لكنه لا يستطيع أمر قادة الفرق بتحريك طاولة من مكانها.

أقدم هذه الأفكار للإصلاحيين الذين يفكرون في تصحيح مسار البلاد حتى لا يقعوا في الخطأ نفسه مرة ثانية.
بعبارة أخرى عليهم البحث عن المعدن النفيسة تحت الطبقة الأولى وليس في القشرة السطحية.
والله من وراء القصد وهو يهدي سواء السبيل 🙏




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.