فلاي دبي تتحدى قرار مقديشو بشأن التأشيرة الإلكترونية لرحلات أرض الصومال

في خطوة من شأنها تعميق الخلاف بين مقديشو و هرجيسا، انضمت شركة فلاي دبي إلى الخطوط الجوية الإثيوبية في تجاهل نظام التأشيرة الإلكترونية الإلزامية الذي فرضته الحكومة الفيدرالية الصومالية على المسافرين المتجهين إلى أرض الصومال، مما يعكس توتراً متصاعداً في ملف السيادة والسيطرة على المنافذ الجوية بين الطرفين.

تراجع الجنيه السوداني و علاقته بالامارات و صادرات الذهب

فلاي دبي تسمح بالسفر إلى هرجيسا دون تأشيرة صومالية

أفادت تقارير إعلامية بأن شركة فلاي دبي سمحت للركاب بالسفر إلى هرجيسا دون الحاجة إلى الحصول على التأشيرة الإلكترونية الصومالية التي أطلقتها مقديشو مؤخراً، لتصبح بذلك ثاني شركة طيران دولية تتجاهل القرار بعد الخطوط الجوية الإثيوبية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من إعلان الحكومة الفيدرالية الصومالية فرض تأشيرة إلكترونية إلزامية على جميع المسافرين الأجانب إلى أي منطقة داخل الصومال، بما في ذلك أرض الصومال، بهدف توحيد أنظمة الدخول وزيادة الإيرادات الحكومية.

رفض من سلطات أرض الصومال لتطبيق القرار الفيدرالي

من جهتها، رفضت سلطات أرض الصومال تطبيق نظام التأشيرة الإلكترونية الصومالي، وأصدرت توجيهات رسمية لشركات الطيران العاملة في مطار هرجيسا بعدم الالتزام بتعليمات مقديشو، مهددةً بفرض حظر على الشركات المخالفة خلال 15 يوماً.

وأكدت حكومة هرجيسا أن القرار يمسّ سيادتها الإدارية، مشددة على أن أرض الصومال تدير شؤونها الداخلية والخارجية بمعزل عن الحكومة الفيدرالية منذ أكثر من ثلاثة عقود.

خلاف سياسي يتجدد بين مقديشو وهرجيسا

يُبرز الخلاف الأخير الانقسام السياسي العميق بين مقديشو وهرجيسا، إذ تدير أرض الصومال مؤسساتها المستقلة — من حكومة وجيش وعملة — لكنها لا تزال غير معترف بها دولياً كدولة مستقلة.

ويرى مراقبون أن الخطوة التي اتخذتها شركتا فلاي دبي والخطوط الإثيوبية تُعتبر اعترافاً غير مباشر بالوضع القائم لأرض الصومال، وتقويضاً لمحاولات الحكومة الصومالية تعزيز سلطتها على كامل أراضي البلاد.

انعكاسات اقتصادية على الحكومة الصومالية

يحمل هذا الخلاف بعداً اقتصادياً واضحاً، إذ يُتوقع أن تفقد الحكومة الصومالية إيرادات التأشيرات القادمة من المسافرين الذين يدخلون عبر مطارات أرض الصومال، وهو ما قد يؤثر على خطة مقديشو لتنمية الإيرادات السيادية عبر نظام التأشيرة الإلكتروني.

شركات الطيران تتحدى قرارات مقديشو

يُنظر إلى قرار فلاي دبي والخطوط الإثيوبية بعدم الالتزام بالتأشيرة الإلكترونية الصومالية على أنه تحدٍ مباشر لسلطة الحكومة الفيدرالية، ويزيد من تعقيد جهودها الرامية إلى فرض نظام موحّد للدخول إلى البلاد.

وتشير التحليلات إلى أن هذا الموقف قد يدفع شركات أخرى لإعادة تقييم التزاماتها تجاه القوانين الصومالية الاتحادية في المناطق الخارجة عن السيطرة المباشرة لمقديشو.

تداعيات سياسية على وحدة الصومال

يرى خبراء أن الموقف الأخير يُبرز هشاشة العلاقة بين الحكومة الفيدرالية في مقديشو وإدارة أرض الصومال، ويضع ملف الوحدة الوطنية أمام اختبار جديد في ظل تنازع السلطات على الموارد والسيادة الحدودية.

مقديشو تتمسك بتطبيق نظام التأشيرة الإلكتروني

رغم الجدل المتصاعد، أكدت مصادر حكومية في مقديشو أن نظام التأشيرة الإلكترونية سيبقى سارياً في جميع المناطق الصومالية، معتبرة أن أي خرق من قبل شركات الطيران يُعد انتهاكاً للسيادة الوطنية ويستوجب إجراءات قانونية.

مستقبل العلاقات بين الصومال وأرض الصومال

يبدو أن ملف السيطرة على المنافذ الجوية والمعابر الحدودية سيبقى من أبرز نقاط الخلاف بين مقديشو وهرجيسا في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تزايد التدخلات الإقليمية وتباين مواقف شركات الطيران الدولية.

ملخص

بإصرارها على تجاهل قرار مقديشو، تؤكد فلاي دبي والخطوط الإثيوبية أن واقع الانقسام السياسي في الصومال ما زال عميقاً، وأن محاولات الحكومة الفيدرالية لبسط سيطرتها الكاملة على أراضي البلاد تواجه تحديات معقدة من الداخل والخارج على حد سواء.