سودافاكس – قُتل ستة مدنيين على الأقل، وأُصيب 12 آخرون، في قصف مدفعي شنّته قوات الحركة الشعبية – قيادة عبد العزيز الحلو على مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، ما أدى إلى تدمير أجزاء رئيسية من مستشفى المدينة التعليمي. وقالت شبكة أطباء السودان إن القصف استهدف الأحياء السكنية والمرافق الصحية بشكل متعمّد، معتبرةً ما جرى جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والمستشفيات.
حصار مزدوج من الدعم السريع والحركة الشعبية
تفرض قوات الدعم السريع والحركة الشعبية حصارًا مشتركًا على مدينتي الدلنج وكادقلي منذ أكثر من عامين، يمنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية، بما في ذلك المحاصيل الزراعية، مما تسبب في أزمة جوع خانقة داخل المدينتين. ووفقًا لتقارير ميدانية، تنفذ القوتان بين الحين والآخر قصفًا مدفعيًا وهجمات بطائرات مسيّرة على المدينتين، أودت بحياة عشرات المدنيين وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والخدمات العامة.
شبكة أطباء السودان: استهداف المدنيين جريمة حرب
جاء في بيان شبكة أطباء السودان أن القصف الأخير أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، مضيفة أن استهداف المرافق الطبية يمثل انتهاكًا واضحًا للاتفاقيات الدولية. ودعت الشبكة المنظمات الأممية والحقوقية إلى توثيق الانتهاكات وتقديم الدعم الطبي والإغاثي العاجل للجرحى والمتضررين، في ظل الحصار الذي تعيشه المدينة.
تدمير قسم الأشعة بمستشفى الدلنج
وفي بيان منفصل، أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء أن القصف أدى إلى تدمير قسم الأشعة والتصوير الطبي بمستشفى الدلنج التعليمي، وهو أحد أهم المرافق الصحية في المنطقة، مما زاد من تفاقم الوضع الإنساني والطبي. وأشارت اللجنة إلى أن المدينة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية المنقذة للحياة، محذرة من أن استمرار استهداف المستشفيات سيؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية بالكامل في جنوب كردفان.
دعوات للتدخل الدولي ووقف استهداف المدنيين
طالبت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء وشبكة أطباء السودان المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والطبية المحلية والدولية، بالتدخل العاجل لتأمين الإمدادات الطبية ووقف استهداف المدنيين والمرافق الصحية فورًا. كما شددتا على ضرورة إدانة الجرائم بوضوح وفتح تحقيقات دولية لمحاسبة المسؤولين عن القصف والحصار الذي وصفوه بـ«الجريمة الممنهجة ضد الإنسانية».
الدعم السريع تتخذ “طيبة” قاعدة لشن الهجمات
تتمركز قوات الدعم السريع في بلدة طيبة الواقعة عند ملتقى الطرق المؤدية إلى الدلنج والدبيبات وأبو زبد، وتتخذها قاعدة لشن هجمات برية متكررة على المدينة قبل تحالفها مع الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو. ويؤكد شهود محليون أن القصف المدفعي الأخير هو الأعنف منذ شهور، ما أثار موجة نزوح جديدة بين السكان المدنيين الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة.
