السودان يعلن التعبئة العامة لمعركة وجود ودعوة لاستنفار شامل

السودان يعلن التعبئة العامة لمعركة وجود ودعوة لاستنفار شامل
استنفار وطني شامل… ومساران لحماية البلاد
الحكومة: الدفاع عن الوطن حق لا يقبل المساومة
“جيش واحد… شعب واحد” تجسّد وحدة الصف الوطني
تقرير. د. إسماعيل الحكيم
يقف السودان اليوم حكومة وشعباً في وجه الإمبريالية العالمية التي تظهر خلاف ما تبطن وهي تغض الطرف علناَ عن جرائم وانتهاكات مليشيات آل دقلو الإرهابية في حق المواطنين العزل ، ففي لحظة تتكثّف فيها ظلال المؤامرة على جسد الوطن، ويعلو فيها غبار المدافع فوق أسوار المدن، يجد السودان نفسه أمام واحدة من أخطر منعطفاته حربٌ لم يكن طرفها خيارًا، ولا اشتعالها رغبة، لكنها فُرضت عليه فرضًا، حين تجرأت قوى إقليمية ودولية ، تزيد على ثماني عشرة دولة على دعم مليشيا متمردة تحاول انتزاع روح البلاد.
ومع اتساع رقعة العدوان ، تتجه أنظار السودانيين إلى جيشهم، القوة الوطنية الأخيرة التي تقف بين الوطن وسقوطه، لتعلن الدولة ساعة الحقيقة ، التعبئة العامة واستنفار المجتمع بأسره في معركة وجود لا تقبل الحياد.
وفى المؤتمر التنويرى لوزارة الثقافة والإعلام والسياحة والذي تنظمه وكالة السودان للأنباء اليوم والذى إستضاف اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية بحضور رئيسها الفريق الركن بشير مكي الباهي وعضوية اللجنة ، اشار الباهي الى اهمية الاستنفار والمقاومة الشعبية باعتبارها كيان وطني جامع للدفاع عن الأرض والعرض والعقيدة وحماية سيادة البلاد لمواجهة العدوان الخارجي والتأمين الداخلي.
من جهته وجه الاستاذ خالد الإعيسر وزير الثقافة والإعلام والسياحة رسالة إلى الشعب السوداني ، داعياً الي الإلتفاف حول قيادته والتكاتف مع الجيش في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد من غزو عالمي تشنه أكثر من ثمانية عشر دولة على راسها دولة الإمارات العربية المتحدة .
وأعلن الإعيسر أن الدفاع عن الأرض حق مكفول لأهل السودان جميعهم بعيداً عن إنتمائتهم الايدلوجية او الحزبية ، حتى يتم تحرير كل شبر من ارض الوطن من رجس مليشيا آل دقلو الإرهابية.
استنفار وطني شامل… ومساران لحماية البلاد
وفي سياق الاستنفار الوطنى الشامل، دفعت اللجنة القومية للاستنفار بنداء القائد العام للجيش الفريق البرهان إلى كل مكوّنات المجتمع السوداني والذي أعلن من خلاله الإستنفار والتعبئة العامة ، مؤكدة أن ردّ العدوان واجب وطني لا تخاذل فيه، وأن حماية الأرض حق مكفول لأهلها وفرض عين على كل قادر دون النظر إلى الإنتماءات والأيدلوجية والحزبية.
انطلاق الاستنفار في مسارين متوازيين:
حيث شمل الاستنفار مسار المقاتلين لمن يستطيع حمل السلاح والانخراط مباشرة في صفوف القوات النظامية، للمشاركة في صدّ الهجمة الواسعة التي تستهدف السودان دولة وشعبًا وموارد.
ومسار الدعم والإسناد لمن يقدّم الدعم المادي واللوجستي والخدمي، بما يعزز صمود المؤسسات المدنية وتطبيع الحياة في المناطق الآمنة، والإسهام في إعادة تأهيل وإعمار ما دمرته الحرب.
ويعكس هذا التنظيم رؤية شاملة تتعامل مع الحرب باعتبارها معركة وطن, لا حراكًا عسكريًا محدودًا، وباعتبار المجتمع شريكًا أصيلًا في صناعة النصر وصون الاستقلال.
استجابة رئيس الوزراء وحكومات الولايات: فتح المعسكرات وتحويل الموارد
وتجاوبًا مع نداء النفرة والمقاومة الشعبية، أعلنت رئاسة الوزراء ووزارات الدفاع والداخلية عن سلسلة إجراءات تنفيذية لدعم الاستنفار الشعبي ، شملت هذه الإجراءات ، فتح معسكرات تدريب في الولايات لاستقبال المتطوعين الراغبين في الالتحاق بمسار المقاتلين، وتهيئة برامج تدريبية وسلاسل لوجستية لتأهيل المجندين ومساندة الجبهات.
وتحويل أجزاء من الموازنات والاعتمادات المحلية لدعم المجهود الحربي وتأمين الخدمات الأساسية المتصلة بالصمود المدني، بما في ذلك توجيه بنود إنفاق طارئة لصالح الإمدادات العسكرية والإسناد اللوجستي. وقد أعلن الولاة ان الميزانيات يتم توجيها نحو الأولويات الأمنية والحربية.
وقد ظهر تنسيق حكومي–محلي لتأمين البنية التحتية في المناطق الآمنة، وتسخير مؤسسات الولايات للمساهمة في الإسناد المدني مثل استقبال النازحين، ودعم المستشفيات الميدانية، وتأهيل الطرق الحيوية بما يخدم مسار تطبيع الحياة والإعمار.
وجاءت تلك التدابير في سياق الإعلان الرسمي عن تعبئة شاملة، ورغبة في استثمار كل موارد الدولة المحلية والإدارية لصالح الجبهة الداخلية، مع التأكيد الرسمي على أن هذه الخطوات تجري ضمن إطار قيادي حكومي موحّد وتحت إشراف الأجهزة العسكرية والمدنية المشتركة.
الحكومة: الدفاع عن الوطن حق لا يقبل المساومة
وفي موازاة ذلك، شدّدت الحكومة السودانية على أن الدفاع عن الأرض حق أصيل مكفول لكل السودانيين دون تمييز بينهم وأن السودان اليوم يواجه حربًا معقّدة الأطراف والأجندات، تجاوزت حدود التمرد المحلي إلى مخطط خارجي يستهدف وحدة البلاد وسيادتها. وأوضحت أن المعركة الراهنة لم تعد تُقاس بمعايير السياسة اليومية، بل بمعايير الصمود الوطني، وأن المرحلة تتطلب اصطفافًا شاملاً خلف القوات المسلحة، باعتبارها الداعم الوحيد لهيبة الدولة وعمودها الصلب في وجه الفوضى والصلف العالمي.
قرارات مجلس الأمن والدفاع… نحو مرحلة جديدة
وفي اجتماعه الأخير، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني التعبئة العامة، موجّهًا الجهود المدنية والعسكرية نحو مسار واحد يخدم أولويات المرحلة: الدفاع، الصمود، والإعمار.
كما أكّد المجلس أن مستقبل السودان لن يُرسم إلا عبر حوار سوداني–سوداني، يعبّر عن تطلعات الشعب ويعيد صياغة المرحلة المقبلة بروح وطنية خالصة، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية والأطماع الإقليمية.
شعار المرحلة: جيش واحد… شعب واحد
وفي ظل ما يواجهه السودان من تحديات، برز شعار المرحلة: “جيش واحد… شعب واحد” ليجسّد وحدة الصف الوطني، ويؤكد أن التماسك بين الجيش والشعب هو خط الدفاع الأخير والركيزة التي يُبنى عليها مستقبل البلاد واستقرارها.
إرادة شعب لا تنكسر فى مواجهه العدوان:
السودان اليوم يقف على أعتاب معركة عنوانها الكرامة والسيادة. والمجتمع السوداني، بكل فئاته، أمام امتحان تاريخي يستدعي الوعي والوقوف خلف مؤسساته الوطنية. فالعدوان واسع، والرهان كبير، لكن إرادة السودانيين التي لم تنكسر يومًا قادرة على أن تحوّل هذه المحنة إلى ميلاد جديد لوطن أقوى وأصلب وان التشكيك الذي تمارسه المليشيا وأعوانه لن يزيد أهل السودان إلا وحدة وتماسكاً وثقة في جيشه.
سونا



