زيارة ديبي إلى أبوظبي تثير الجدل: تعاون اقتصادي أم دعم للحرب في السودان؟

الإمارات وتشاد تعززان شراكتهما وسط اتهامات بالمشاركة في الحرب الدائرة بالسودان

تثير الزيارة التي يقوم بها رئيس جمهورية تشاد، المشير محمد إدريس ديبي إتنو، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي للمشاركة في فعاليات الطاولة المستديرة للخطة الوطنية للتنمية “تشاد كونيكشن 2030″، جدلاً واسعاً في الأوساط الإقليمية، نظراً لتزامنها مع تصاعد التقارير التي تتحدث عن تورط كل من الإمارات وتشاد في الحرب الدائرة بالسودان ودعمهما المفتوح لميليشيا الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني والشعب في دارفور والخرطوم ومناطق أخرى.

محمد كاكا

تشاد تغلق الحدود مع السودان بسبب رسوم فرضتها الدعم السريع

غطاء اقتصادي لعلاقات عسكرية مثيرة للجدل

ورغم الطابع الاقتصادي الذي تحاول الزيارة الظهور به، يرى مراقبون أن التحركات الإماراتية والتشادية تأتي في إطار تثبيت النفوذ في المنطقة عبر دعم أطراف الصراع في السودان، خصوصاً بعد أن كشفت تقارير دولية وإعلامية عن شحنات سلاح وتمويلات تمر عبر الأراضي التشادية قادمة من أبوظبي إلى ميليشيا الدعم السريع، في خرق واضح للقرارات الدولية المتعلقة بحظر تسليح الأطراف المتورطة في الحرب.

الفساد أم الولاء للدعم السريع؟ لغز اعتقال أقرب رجال الرئيس التشادي “يوسف بوي”

احتفاء رسمي وتجاهل للجرائم في السودان

اللافت في الاستقبال الكبير الذي حظي به ديبي في مطار زايد الدولي من قبل مسؤولين إماراتيين، أنه يأتي في وقت تتعرض فيه مدن سودانية لقصف عنيف وجرائم مروعة على يد الميليشيا التي تتلقى دعماً لوجستياً وعسكرياً مستمراً، ما يجعل هذا اللقاء محط انتقادات حادة من قبل الناشطين والمهتمين بالشأن السوداني الذين اعتبروا أن الحديث عن التنمية في ظل دعم الحرب هو ازدواجية فاضحة في المواقف.

تساؤلات حول أهداف الطاولة المستديرة

ومن المقرر أن تُعقد الطاولة المستديرة يومي 10 و11 نوفمبر 2025، بحضور رجال أعمال ومستثمرين من الإمارات وتشاد، غير أن الحدث بات يُنظر إليه على نطاق واسع بوصفه غطاء دبلوماسياً لعلاقات عسكرية خفية تُسهم في تأجيج النزاع السوداني وتمديد معاناة الملايين من المدنيين.

وفي الوقت الذي يروّج فيه الجانبان لشعار التنمية والشراكة الاقتصادية، يتساءل مراقبون: كيف يمكن الحديث عن تنمية إقليمية فيما تُستخدم موارد الدول لدعم الميليشيات وتسليح الحروب؟

 

سودافاكس – وكالات




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.