استعدادًا للحرب: أوروبا تتجه لفرض التجنيد الإجباري على النساء

سودافاكس – تشهد أوروبا تحولات غير مسبوقة تعكس ارتفاع مستوى القلق الأمني في القارة، مع تزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوروبي. وفي خطوة كانت تُعد “خطًا أحمر” قبل سنوات قليلة، بدأت عدة دول أوروبية اتخاذ إجراءات لفرض التجنيد الإجباري على النساء ضمن استعداداتها العسكرية المتصاعدة.

“داعش” ليبيا يجند نساء من دول إفريقية بينها السودان

الدنمارك تبدأ التجنيد الإجباري للفتيات بعمر 18 عامًا

ووفق صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية، ستصبح الدنمارك أول دولة أوروبية تُطبّق التجنيد الإجباري على الفتيات، حيث سيُطلب من كل فتاة تبلغ 18 عامًا، بدءًا من أبريل المقبل، الحضور إلى مراكز التقييم العسكري والخضوع لنفس إجراءات “اليانصيب العسكري” المطبّقة على الرجال. وفي حال عدم وجود عدد كافٍ من المتطوعين، قد تجد آلاف الشابات أنفسهن مجندات رغمًا عنهن.

ويأتي هذا التحوّل الجذري على خلفية الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي أعادت القلق الأمني إلى الواجهة. وتقول شابة دنماركية مرشّحة للخدمة: «لا أريد أن أموت.. ولا أريد أن أعود منكسرة من الحرب». بينما ترى أخريات أن الخطوة تعكس مساواة كاملة في الواجب الوطني، وتصفها المتطوعة سارة (19 عامًا) بأنها «شرف ودور ليس حكرًا على الرجال».

النرويج والسويد والبلطيق.. السبق في التجنيد النسائي

وسبق لعدد من الدول الأوروبية، مثل النرويج والسويد، أن طبّقت التجنيد الإجباري على النساء منذ سنوات. بينما تتجه دول البلطيق—لاتفيا، ليتوانيا، وإستونيا—إلى الخطوة ذاتها بوتيرة متسارعة، باعتبارها الأكثر تعرضًا للتهديد الروسي المباشر.

وقال وزير الدفاع اللاتفي: «نعيش بجوار دولة معتدية، ولا يمكننا ترك نصف المجتمع خارج منظومة الدفاع». كما تواجه هذه الدول أزمة ديموغرافية خانقة تهدد قدرتها المستقبلية على توفير كوادر عسكرية كافية، ما يجعل النساء عنصرًا رئيسيًا في خطط دفاعها الجديدة.

تحديات داخل الجيوش الأوروبية

ورغم كل هذه التحركات، لا تخلو الخطوة من تحديات. فقد كشف تقرير دنماركي أن أكثر من 20% من المجندات تعرضن لتحرش أو عنف داخل الثكنات، وهو ما يدفع الحكومات الأوروبية إلى تعزيز البنية التنظيمية والرقابية داخل المؤسسات العسكرية لتجهيزها لاستقبال أعداد أكبر من المجندات.

تجربة أوكرانيا… نموذج أوروبي جديد

في الخلفية، تُقدّم أوكرانيا نموذجًا عمليًا لما يمكن أن يبدو عليه الجيش الحديث؛ إذ يقاتل في صفوف جيشها أكثر من 70 ألف امرأة، وهو ما أصبح مصدر إلهام للعديد من الدول الأوروبية التي تعمل على إعادة تشكيل عقيدتها الدفاعية.

ومع تصاعد التوترات في شرق أوروبا وتحذيرات القادة الأوروبيين من مستقبل مجهول، تبدو القارة وكأنها تعيد بناء نفسها لمواجهة مرحلة جيوسياسية أكثر قسوة.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.