سوداني يصعد الى منصب عمدة مدينة في استراليا
في حدث يُعد منعطفًا مهمًا في مسار التمثيل السياسي للمجتمعات المتنوعة في أستراليا، انتخب مجلس مدينة ماريبيرنونغ في ولاية فيكتوريا محمد سمرة عمدة للفترة 2025–2026، ليصبح أول أسترالي من أصل سوداني يتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد. ويعكس هذا الاختيار التزام المدينة بقيم الشمولية والتنوع الثقافي التي تتميز بها المنطقة.
إعلان نتيجة القبول للجامعات السودانية للدفعة المؤجلة 2024 رسمياً
فوز لافت في جلسة انتخابية حاسمة
وجاء فوز سمرة، البالغ من العمر 27 عامًا وأحد أبرز الوجوه السياسية الشابة، بعد حصوله على أربعة أصوات مقابل صوت واحد لرئيس البلدية السابق براديب تيواري، الذي قرر الترشح لولاية جديدة في اللحظات الأخيرة.
وصوتت لصالحه المستشارات بيرناديت توماس وسامانثا ميريديث وإيلينا بيريرا وسوزان ينجي، فيما نال تيواري صوت المستشار كوك لام فقط.
وانتقل المجلس لاحقًا لانتخاب سامانثا ميريديث نائبة للعمدة بعد فوزها بثلاثة أصوات مقابل صوتين.
من لاجئ إلى أحد أبرز القيادات الشابة في فيكتوريا
وُلد محمد سمرة في السودان ووصل إلى أستراليا كلاجئ في أوائل الألفية، قبل أن ينشأ في ضاحية برايبروك غرب ملبورن. واستفاد منذ صغره من برامج دعم الشباب، خاصة مبادرات مؤسسة Les Twentyman، التي أسهمت في تمكينه ودفعه للاندماج المجتمعي.
وأسس لاحقًا مؤسسة Endeavour Youth Foundation المعنية بتمكين الشباب، وهو ما أهّله للفوز بجائزة “الشاب الفيكتوري لعام 2025” تقديرًا لجهوده.
مدينة متعددة الثقافات تحتفي بانتخابه
يحظى سمرة بتقدير واسع داخل ماريبيرنونغ، وهي مدينة معروفة بتنوعها الثقافي وارتفاع نسبة المهاجرين واللاجئين فيها، ما جعل انتخابه منسجمًا مع روح المجتمع المحلي وتطلعاته.
برنامج عمل يرتكز على الشفافية وتمكين الشباب
وعقب انتخابه، أعرب سمرة عن امتنانه للثقة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستكون “محورية” للمدينة، ومتعهدًا بقيادة تقوم على المساءلة والاستماع وبناء الثقة. كما شدد على الاستثمار في برامج الشباب، وتوفير فرص تدريب وتشغيل جديدة، وتعزيز التواصل بين المجلس والسكان.
إشادات متبادلة وروح تعاون للمستقبل
ورغم المنافسة، أثنى سمرة على أداء سلفه تيواري، مؤكدًا أنه “قام بعمل مذهل خلال ولايته”.
من جهته، رحّب تيواري بهذا الانتخاب “التاريخي”، معتبرًا أنه يعكس قدرة المجتمع على احتضان قيادات جديدة متنوعة.
كما أكدت نائبة العمدة سامانثا ميريديث التزامها بالعمل الجماعي، مشددة على أن ماريبيرنونغ “مدينة تحتفي بالتنوع وتضع المجتمع في قلب أولوياتها”.
