ما العمر المناسب لمنح الطفل هاتفاً ذكياً؟ دراسة أمريكية تكشف مفاجآت خطيرة

دراسة أمريكية كبيرة تربط بين امتلاك الطفل هاتفاً ذكيّاً قبل سن 12 عاماً وبين ارتفاع خطر الاكتئاب، السمنة، وقلة النوم عنده في سنوات لاحقة، مما يطرح تساؤلاً ملحّاً حول الزمن المناسب لإدخال الهاتف إلى حياة الطفل. حلّل باحثون بيانات أكثر من 10,500 طفل ومراهق مشارك في أطول دراسة تتبّع تطور الدماغ والصحة في الولايات المتحدة منذ الطفولة حتى المراهقة.
النتائج أظهرت أن الأطفال الذين حصلوا على أول هاتف ذكي قبل بلوغهم سن 12، كانوا أكثر عرضة بنحو 30 إلى 40% لمشكلات نفسية وجسدية مقارنة بغيرهم. على سبيل المثال، ازدادت لديهم مؤشرات الاكتئاب وزيادة الوزن واضطراب النوم، وبالتالي تراجعت نوعية الحياة. كما لاحظ الباحثون أن أولئك الأطفال -بعد مرور عام واحد على اقتنائهم الهاتف- عانوا من تفاقم في أعراض الاكتئاب وساعات نوم أقل من نظرائهم الذين لم يحصلوا على الهاتف بعد.
الدراسة لا تدّعي أن الهاتف بذاته «سبب مباشر» لهذه المشكلات، لكنها تؤكد أن تفعيل استخدام الهاتف في مرحلة حرجة لنمو الدماغ – دون رقابة أو توجيه- قد يصاحبه سلوكيات وتعريضات بيئية تقلل من النوم الصحي، وتقلل النشاط البدني، وتزيد من الانعزال الرقمي، وكلها عوامل معروفة لمخاطر نفسية وجسدية على المدى الطويل. ويُؤكد الباحثون أن القرار لا يجب أن يُتخذ على عادته هديةً توقيتيةً، بل يُتخذ خياراً يتطلب تفكيراً واعياً في نضج الطفل وقدرته على استخدام الهاتف بمسؤولية، مع تحديد قواعد صارمة للاستخدام.


