عبد الماجد عبد الحميد : إلى وزير الإعلام .. الاستقالة وحدها لاتكفي !!

سودافاكس ـ خواتيم الأسبوع الماضي قدّم لي الأستاذ محمد الفاتح نائب رئيس الإتحاد العام للصحفيين دعوة لحضور إجتماع مع رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس حول قضايا وهموم الصحفيين والإعلاميين وسألني الأستاذ محمد الفاتح إن كنت لا أمانع في مقابلة رئيس الوزراء لموقفي الناقد له منذ جلوسه علي كرسي رئيس الوزراء !! .. قلت لنائب رئيس إتحاد الصحفيين ليس لدي موقف شخصي مع رئيس الوزراء وما كتبته هو ما أراه صحيحاً .. من حقي أن أقول ما أراه صحيحاً ومن حق رئيس الوزراء والمحيطين به أن ينتقدوا موقفي ويجندوا أقلاماً و(أصوات) للرد علي ما أكتبه .. لكن هذا لايحول بيني ومقابلة رئيس الوزراء للتفاكر معه حول قضايا الصحافة والصحفيين ..
■ في طريقنا إلي مكتب رئيس الوزراء سألت الأستاذ محمد الفاتح مرة أخري : هل أخطرتم الأخ خالد الإعيسر وزير الإعلام بموعد لقائنا مع رئيس الوزراء ؟ .. أجابني الأستاذ محمد بأنهم أخطروا وزير الإعلام قبل يومين وأنه علي علم مسبق بموعد لقائنا مع الدكتور كامل إدريس .. ليس من الحصافة أن ندلف إلي مكتب رئيس الوزراء والتفاكر معه حول قضايا الصحفيين والإعلاميين دون إخطار مسبق لوزير الإعلام والذي لايملك سلطة فعلية علي الجهاز النقابي للصحفيين لكنه في ختام الأمر هو وزير المظلّة التي يلتقي تحتها الإعلاميون والصحفيون بمختلف مشاربهم ..
■ أشكر طاقم مكتب رئيس الوزراء الذي أحسن استقبالنا ظهر ذلك اليوم .. سألت أحد المقربين من رئيس الوزراء إن كانت قد تمت دعوة وزير الإعلام لحضور هذا اللقاء .. أجابني بلطف : لا ..
■ لمدة ساعتين من الزمان تحدثنا طويلاً مع الدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء حول عدة ملفات وقضايا تتعلق بهموم ومشاكل الصحافة والصحفيين .. ومن تلك القضايا .. قانون الصحافة والمطبوعات .. قانون المعلوماتية الذي يحتاج إلي حوار عميق مع الصحفيين والإعلاميين .. تحدثنا مع رئيس الوزراء حول التضييق الذي يجده الصحفيون والإعلاميون في أداء مهامهم وخاصة تقييد البلاغات وحظرهم من السفر .. نقلنا لرئيس الوزراء الظروف الإنسانية القاهرة التي يعيشها عدد من الصحفيين والإعلاميين .. فوجئت حقاً باستجابة رئيس الوزراء الفورية حيث قاطع حديثنا ووجه بمعالجة مشاكلهم فوراً وهو ما حدث فعلاً عقب نهاية الإجتماع والذي تطرقنا فيه أيضاً لكيفية دعم الدولة لصندوق كفالة ورعاية الإعلاميين لمقابلة الطوارئ الإنسانية التي تتطلب تنسيقاً مع عدة جهات وقطاعات حكومية وطوعية .. ومما تطرقنا له أيضاً استكمال مشروع إسكان الصحفيين الذي قطع شوطاً بعيداً خلال السنوات الماضية وهومشروع يتطلب تطويراً ومراجعة للتجربة التي صاحبتها إيجابيات وسلبيات كثيرة أهمها أن الصحفيين والإعلاميين لم يستفيدوا من مشروع الإسكان وآن الوقت لمراجعته مع الحكومة الإتحادية وأجهزتها المختلفة ..
■ وافق رئيس الوزراء مشكوراً علي مقترح الإتحاد بأن يتم تضمين خسائر المؤسسات الإعلامية الخاصة ضمن مشروع التعويض الذي تقدمه لجنة إعادة الإعمار ذلك أن دور الصحف اليومية والمتخصصة والقنوات والإذاعات الخاصة كانت تشكل قاعدة عمل لقطاع واسع من الصحفيين الذين وجدوا أنفسهم بلاغطاء من عمل ووظيفة بسبب التخريب والتدمير الممنهج الذي أوقعته مليشيات وعصابات التمرد داخل وخارج الخرطوم ..والشكر موصول لرئيس الوزراء الذي وافق مشكوراً أيضاً علي مقترح مساهمة الحكومة في توفير سكن ومقر عمل مؤقت للصحفيين والإعلاميين العائدين إلي الخرطوم ريثما يتمكنوا من تدبير مقار سكن وعمل عقب العودة ..
■ ثلاث قضايا طرحنا فيها رأياً وملاحظات لرئيس الوزراء ووافق مشكوراً أيضاً علي مراجعتها .. ●الملاحظة الأولي ضرورة أن تتعامل أجهزة الحكومة بحسم مع فوضي الأجسام واللافتات الصحفية التي لا تحمل تصديقاً رسمياً من الجهات المختصة ومع ذلك تنشط هذه الأجسام واللافتات بكثافة وممايؤسف له أن الحكومة تستجيب وتحضر لقاءاتهم وتقوم بتمويل أنشطتهم !! .. ●الملاحظة الثانية تتعلق بغياب أو تغييب إدارة الإعلام والعلاقات العامة بمجلس الوزراء .. قلت للدكتور كامل إدريس إن غياب إدارة الإعلام بمجلس الوزراء يقف وراء غياب أخبار وأنشطة مجلس الوزراء التي يتم نشرها حالياً عبر منصة واحدة تملك وحدها حصرية نشر أخبار ولقاءات رئيس الوزراء وبقية الوزارات .. مما علمته من د. كامل إدريس أنه لم يتم تعيين مدير لإدارة الإعلام بمجلس الوزراء حتي اللحظة وهو أمر مؤسف بحق لأنّها كانت حتي وقت قريب من أنشط الإدارات الإعلامية بالمؤسسات الحكومية .. وآمل أن يتم تعيين مدير لهذه الإدارة بأعجل ماتيسر لتقوم بدورها المفقود في الوقت الراهن ..
● قبل أن نطوي بساط الحديث مع رئيس الوزراء أتاح لنا فرصة الإدلاء بالرأي حول الضجة بشأن تعيين الملحقيين الإعلاميين .. مما قلته لدكتور كامل في هذا الصدد أن يترك مجلس الوزراء لوزارة الإعلام تحديد شاغلي هذه المناصب بالتنسيق مع الإدارات التي تتبع لوزارة الإعلام علي أن يتم اختيار رمزي لبعض الوجوه الصحفية والإعلامية لتكون ضمن قائمة الملحقين وذلك من باب التقدير لخدمتهم الطويلة الممتازة في مجال الإعلام وهو ما كان معمولاً به في سنواتٍ خلت وهوما أكده د. كامل الذي ذكر أسماء بعينها عملت في ملحقيات إعلامية بالخارج وفق هذا التقدير ..
■ أثناء حديثنا معه تطرق د. كامل إدريس لموضوع مراسلة قناة العربية بالسودان .. لكن تسارع مواضيع اللقاء والتنبيه المتكررمن إدارة مكتب د. كامل بتجاوزنا للموعد المخصص مع رئيس الوزراء ، لم نجد وقتاً لنعرف كيف يفكر رئيس الوزراء لمعالجة موضوع قناة العربية .. ولو كنت أعلم أن رئيس الوزراء بكل ثقله سيرمي خلف عودة القناة لمباشرة مهامها ويهاتف بنفسه الصحفية لينا يعقوب وينقل لها خبر السماح لها بمباشرة مهام عملها بعد القرار الذي أصدرته وزارة الإعلام ، لو كنت أعلم أن رئيس الوزراء سيفعل هذا لأستكثرت له من النصح الصريح وأخليت رقبتي من أمانة النصيحة .
■ أمَا وقد فعلها رئيس الوزراء فإني أقول له : لقد جانبت الصواب .. وفضّلت مجاملتك لقناة العربية ومديرة مكتبها بالسودان علي مؤسسية العمل الرسمي للدولة ولم تلق بالاً ولا خاطراً للوزير خالد الإعيسر الذي يعتبر القرار بكل تأكيد صفعة قوية علي وجه مسؤوليته كوزير مختص ..
■ قبل أن نقول كلمتنا لوزير الإعلام آمل أن يراعي مكتب الدكتور كامل إدريس أهمية اتباع البروتوكول والتقدير المؤسسي في تحركات وزيارات وحتي مجاملات رئيس الوزراء وذلك بأن يكون الوزير أو المسؤول المختص علي علم بالزيارة أو القرار أو حتي المهاتفة التي ينوي رئيس الوزراء إجراءها مع طرف آخر .. ويكفي ما تتناقله مجالس السياسة والموانئ بمدينة بورتسودان عن المشادة الكلامية الحادة التي وقعت قبل أيام وبحضور رئيس الوزراء بين اثنين من كبار المسؤولين بالدولة بسبب عدم الإخطار المسبق لمدير المؤسسة التي زارها رئيس الوزراء وفوجئ المدير الذي كان خارج مكتبه بحضور د. كامل إدريس ووفده الكريم ..
■ بعد نهاية لقائنا مع رئيس الوزراء سجلنا زيارة لمكتب الأخ خالد الإعيسر لإطلاعه علي مخرجات حديثنا مع د. كامل إدريس .. لم نجد الأخ الإعيسر .. واليوم أبعث له بملخص مادار مع رئيس الوزراء وغبار مهاتفة رئيس الوزراء لمدير مكتب العربية يغطي الآفاق ..
■ أقول للأخ الوزير خالد الإعيسر : لا تتقدم باستقالتك لأنهم لايستحقون تكريمهم بالاستقالة .. باشر مهامك في ظل هذه الفوضي الخلّاقة .. يقيني أن اللهَ سبحانه وتعالي سيبعث لهذه الأمة من يقودها إلي غايات تشبه تضحيات هذا الشعب السوداني الصابر علي ضعف الرجال وقلة حيلتهم !!
■ حسبنا الله ونعم الوكيل ..

عبد الماجد عبد الحميد

Exit mobile version