رشان أوشي: تحاول الإمارات إشعال جبهة إقليم النيل الأزرق

تحاول الإمارات إشعال جبهة إقليم النيل الأزرق، وذلك بانخراط إثيوبيا في دعم مجموعات مسلحة تتحرك على الحدود الإثيوبية–السودانية، حيث تعمل حالياً على بناء قدرات ميليشيا “جوزيف تكة” المنشق عن الحركة الشعبية منذ العام 2020م.
أنشأت إثيوبيا معسكرات تدريب على الحدود، فيما دفعت “أبوظبي” بسيارات مقاتلة وراجمات حديثة إلى ميليشيا “تكة”، إضافة إلى مسيرات انتحارية ظلت خلال الأسابيع الماضية تهاجم مدينة الدمازين، مركز الإقليم.
وفي غرب كردفان، تبدو مساعي “أبوظبي” للسيطرة على البنية الاقتصادية جزءاً من استراتيجية تهدف إلى إضعاف موارد الدولة حتى تعجز عن تمويل المعركة، ومن ثمّ ترضخ لضغوط الرباعية وغيرها. كما تمنح هذه الاستراتيجية الأطراف المتحالفة مع التمرد قدرة أكبر على التأثير وإعادة تشكيل التوازنات المحلية.
غير أن التحدي الأخطر يتجاوز الحركة الميدانية. فالمعطيات الراهنة تشير إلى محاولات أعمق لإعادة تشكيل البنى المجتمعية عبر استثمار الانقسامات التاريخية، وهي مقاربة تفتح الباب أمام نزعات انفصالية قادرة على تفكيك ما تبقى من تماسك الأطراف.
ومع تراجع حضور الدولة في بعض المناطق، إما بانسحاب الجيش أو ببطء العمليات العسكرية لاستعادتها،يتعمق الشعور العام بالخذلان، وتتزايد قابلية المجتمعات للانزلاق نحو النزعات الانفصالية.
إن الانسحابات العسكرية المتكررة تضعف الوحدة الوطنية في مواجهة النزعات الانفصالية، وقد يتحول التصدع الحالي، إن استمر، إلى انهيار كامل للبنية الوطنية.
رشان اوشي

Exit mobile version