تأثير الحرمان من الشمس على المزاج والمناعة – العلم يجيب

تؤكد الأبحاث الحديثة أن لأشعة الشمس دورًا محوريًا في الحفاظ على التوازن الجسدي والنفسي للإنسان، إذ يتجاوز تأثيرها مجرد توفير الضوء والدفء ليصل إلى دعم المزاج وتقوية الجهاز المناعي. ويكشف الخبراء أن الحرمان من الشمس لفترات طويلة قد يؤدي إلى مجموعة من الاضطرابات الصحية التي ترتبط بنقص الفيتامينات واختلال الإيقاع الحيوي للجسم.

ويُعد نقص فيتامين (D) أبرز نتائج غياب التعرض للشمس، حيث تعتمد عملية إنتاج هذا الفيتامين الحيوي على امتصاص الجلد للأشعة فوق البنفسجية. ويرتبط انخفاضه بضعف المناعة وزيادة قابلية الإصابة بالالتهابات المتكررة، إضافة إلى ارتفاع مخاطر الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، فضلًا عن تأثيره السلبي على صحة العظام والعضلات.

دراسة علمية تحذّر من مخاطر غير متوقعة لـ«سكر الدايت» على صحة الكبد

هجليج تشتعل: عشرات القتلى في اشتباكات بين جنوب السودان والدعم السريع

كما يؤثر غياب الضوء الطبيعي بصورة مباشرة على الصحة النفسية، إذ يلعب دورًا مهمًا في تحفيز إنتاج «السيروتونين» المعروف بهرمون السعادة. ويؤدي انخفاض هذا الهرمون إلى ظهور أعراض الاكتئاب الموسمي، والشعور بالخمول وضعف التركيز، وهي أعراض تزداد شيوعًا في البيئات قليلة التعرض لأشعة الشمس.

ولا يتوقف التأثير عند ذلك؛ فاضطراب التعرض للضوء الطبيعي يؤدي إلى خلل في الساعة البيولوجية المسؤولة عن تنظيم النوم والاستيقاظ. ويترتب على ذلك مشاكل في النوم وزيادة مستويات التوتر، وهو ما يؤثر بدوره على كفاءة الجهاز المناعي. كما يرفع غياب الشمس مستويات هرمون «الكورتيزول»، المرتبط بالتوتر المزمن، مما يضعف القدرة الدفاعية للجسم ويزيد احتمالات الالتهاب.

ويشير المختصون إلى إمكانية تعويض نقص التعرض للشمس عبر خطوات بسيطة، أبرزها تخصيص 10 إلى 20 دقيقة يوميًا للتعرض المباشر لأشعة الشمس على الوجه أو اليدين، إضافة إلى ممارسة الأنشطة الخارجية خلال ساعات النهار. وفي حال صعوبة ذلك، يمكن اللجوء إلى مكملات فيتامين (D) بعد استشارة الطبيب.

الخلاصة:
يمتد تأثير الحرمان من أشعة الشمس إلى المزاج والمناعة على حد سواء، عبر خفض مستويات فيتامين (D)، واضطراب السيروتونين، وتأثير الساعة البيولوجية. ويبقى التعرض اليومي المعتدل للشمس عنصرًا أساسيًا للحفاظ على صحة متوازنة.

Exit mobile version