تركي آل الشيخ.. في السودان

تركي آل الشيخ.. في السودان

عثمان ميرغني

المستشار في الديوان الملكي السعودي تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، يقود زمام النهضة الثقافية والفنية في المملكة العربية السعودية. وقد نجح في توسيع مساحات الإبداع لتشمل الشعوب والدول العربية. فلماذا لا يسعى السودان للاستفادة من خبرة وتجربة ودعم المملكة العربية السعودية لاستيعاب أدوات الثقافة والإبداع في صناعة السلام المجتمعي في السودان؟

الإبداع المسرحي والفني والثقافي عمومًا من أهم أسلحة الشعوب في مثل الظروف التي يمر بها السودان. والحرب في خواتيمها، يحتاج السودان اليوم إلى التركيز على صناعة الإبداع لترميم ما دمرته الحرب من جدران المجتمع السوداني.

بصورة محددة، نحتاج في خطوة البداية إلى دعم من المستشار تركي آل الشيخ في مشروعات مسرحية وفنية تبدأ بتحديث المسرح القومي في أم درمان، أحد أعرق الصروح الفنية التي شهدت خشبتها عروضًا لا يزال التاريخ الفني والمسرحي السوداني يوثقها. وفي يوم من الأيام كانت المواسم المسرحية مثل التقويم المدرسي، لها مواقيت محددة على مدار العام، ويحتفي الشعب السوداني بالروائع التي ترتقي خشبة المسرح القومي. نجوم كبار في تاريخ المسرح والأدب والفن السوداني ولدوا وترعرعت مواهبهم في تلك البقعة المباركة على الضفة الغربية للنيل.
كما يحتاج مسرح قاعة الصداقة إلى التأهيل، وبالطبع مسارح أخرى في مدن السودان المختلفة.

لكن الأهم من ذلك كله: تخليد المواقف والصور الإنسانية والبطولة للمجتمع السوداني من خلال إنتاج أفلام روائية وتوثيقية بمعايير عالمية تصلح للعرض في مختلف البلدان وبعدة لغات.

عندما تحمس الرئيس ترامب واستجاب لطلب صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قال ترامب: «لقد أقنعني الأمير محمد بن سلمان بأن السودان بلد له حضارة وتاريخ». من المدخل ذاته ينبغي أن يخاطب السودان العالم كله، من مدخل الحضارة والتاريخ. لدينا الكثير مما يمكن أن يبهر العالم إذا أُنتج بأدوات السينما الحديثة بأفضل صورة تعكس حضارة وتاريخ السودان.

حضارة كرمة (حوالي 2500 ق.م)، مملكة كوش، حضارة مروي التي لا تزال آثارها شاخصة رغم آلاف السنين، سلطنة دارفور، مملكة المسبعات، مملكة تقلي، وغيرها.
الثقافة بأدواتها الإبداعية تصنع أمة كاملة، وتثبت جذورها التاريخية والحضارية.
أقترح التواصل رسميًا مع سعادة المستشار تركي آل الشيخ لفتح باب تعاون رفيع مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في هذا المجال الذي يحظى بصيت رنان شعبيًا ويخلده التاريخ المشترك.

#حديث_المدينة الثلاثاء 23 ديسمبر 2025




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.