“ترندات” أبعدت السودانيين عن ضغوط الواقع في 2025

سودافاكس ـ شهد السودان خلال العام الجاري، الذي شارف على نهايته، موجة من الأحداث التي تحولت إلى ترندات وحديث الساعة في مختلف أوساط البلاد، لا سيما تلك المتعلقة بالمشاهير من ممثلين و فنانين ولاعبين و سياسيين وعسكريين ومؤثرين. أخبار يتم تداولها على نطاق واسع لأيام، قبل أن تفسح المجال لقضايا جديدة، في مشهد يعكس شغف السودانيين بكل ما يلامس حياتهم اليومية وفضاءهم العام.

و بجانب الأحداث الكبرى السياسية والأمنية والاقتصادية، اختار السودانيون على منصات التواصل الاجتماعي، الابتعاد عن ضغوط الواقع، في أوقات كثيرة، وتحويل محتواهم الرقمي إلى مساحات للفرح والإبداع الشعبي. من كرة القدم إلى الدراما التلفزيونية، ومن تحديات الرقص إلى فيديوهات الذكاء الاصطناعي الغريبة، رسمت منصات “فيسبوك” و”تيك توك” و”إنستغرام” و”إكس” لوحة نابضة بالحياة من الترندات التي اجتاحت البلاد.

الرقص والموسيقى… لغة شبابية جديدة
و في فضاء آخر، اجتاحت تحديات الرقص والموسيقى منصات “فيسبوك” و”تيك توك” و”إنستغرام”، من بينها إيقاع “الرجفة” و أغنية “بقى ليك بمبي” وأغاني الراب مثل “دنيا»” لمغني الراب سولجا و “مولوتوف” لحليم تاج السر. هذه المقاطع مزجت بين الإيقاعات السودانية التقليدية والحركات العصرية، حاصدة عشرات الآلاف من المشاهدات، ومعبرة عن هوية شبابية تبحث عن طرق جديدة للتعبير.

و لم تقتصر موجة الترندات على الشاشات، بل وصلت أيضا إلى الفصول الدراسية، حيث انتشر مؤخرا مقطع يظهر طالبا يؤدي رقصة “الرجفة” أمام المعلم داخل الصف. سرعان ما سرى الفيديو كالنار في الهشيم على منصات التواصل، ما أثار غضبا واسعا وأدى إلى فصله من المدرسة، قبل أن يصدر الطالب لاحقا فيديو آخر يعتذر فيه عن تصرفه. هذه الواقعة أثارت نقاشا حول تأثير الظواهر الرقمية على الحياة اليومية وحدود حرية التعبير داخل المؤسسات التعليمية، مؤكدة كيف أصبحت الترندات جزءا من ثقافة الشباب اليومية في السودان، حتى في الفضاءات الأكثر رسمية.

خلافات الفنانين وأبرزها… جدل لا يهدأ
على الساحة الفنية، اشتعلت منصات التواصل بسلسلة من الخلافات والجدالات. تصدرت تصريحات الفنان جمال فرفور وقرار فصله من النقابة واجهة النقاش، وسط انقسام حاد بين مؤيد ومعارض. وفي المقابل، عاد الفنان أحمد الصادق، المعروف بلقب “الإمبراطور”، إلى الساحة الغنائية بعد غياب طويل بسبب مشكلات صحية في صوته، و ظهر بصوت مبحوح خلال حفل خُصص لدعم ضحايا مدينة الفاشر، ما أثار موجة واسعة من التعاطف والنقاش حول تجربته الفنية.

و خلال الأيام الماضية، أثار الفنان السوداني محمد تروس جدلا واسعا بعد خلع بعض ملابسه أثناء عرض مسرحي حاشد، في خطوة اعتبرها البعض جرأة فنية، بينما رآها آخرون تجاوزا للتقاليد، لتعود من جديد الأسئلة حول حدود التعبير الفني والحضور المسرحي في السودان.

هذه الوقائع مجتمعة جعلت الخلافات الفنية واحدة من أبرز محركات الترند هذا العام.

كرة القدم… فرحة سودانية تهز الشارع الرقمي
لم يكن فوز المنتخب السوداني على لبنان مجرد نتيجة رياضية عابرة، بل كان انفجارا من الفرح الجماعي اجتاح الشوارع ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث قاد هذا الانتصار السودان إلى نهائيات كأس العرب في قطر، معيدا ألق “صقور الجديان” على الساحة الكروية العربية.

المشاركة في بطولة كأس العرب، لم تشهد فقط تنافسا على أرض الملعب، بل كانت مناسبة لانفجار مشاعر الفرح بين السودانيين، الذين امتلأت منصاتهم الاجتماعية بصور وفيديوهات لشباب يرتدون ألوان المنتخب الوطني ويرقصون على أنغام الأغاني الشعبية. تحولت هذه المقاطع واللقطات، سواء داخل الملعب أو خارجه، إلى ترندات متصدرة، حصدت آلاف التفاعلات خلال ساعات قليلة، لتصبح أيقونة للاحتفال الرياضي السوداني.

و لا يقتصر الأمر على المنتخب الوطني، فمباريات الهلال في البطولات الأفريقية تحظى أيضا بنفس التفاعل الكبير، حيث تتحول كل أهدافه وانتصاراته إلى ترندات يتابعها السودانيون بحماس.

سودانيون يخطفون الأضواء في الدراما المصرية
رمضان هذا العام حمل حضورا لافتا للفن السوداني على الشاشة المصرية. الممثلة إسلام مبارك لفتت الأنظار بأدائها المتقن في مسلسل “أشغال شقة جدا”، كما عادت للتألق في فيلم «ضي» وحصدت عدة جوائز دولية، مايؤكد صعود الفن السوداني على الساحة الدولية. كذلك قدّم محمود ميسرة السراج تجربة تمثيلية قوية في مسلسل “سيد الناس”، حصدت إشادة واسعة من الجمهور والنقاد.

و تحولت مشاهد إسلام مبارك المشتركة مع الممثل المصري مصطفى غريب في “أشغال شقة جدا” إلى ترندات رائجة على مواقع التواصل، مؤكدة تصاعد الحضور السوداني في الدراما العربية.

مايكل جاكسون وسبايدرمان على مائدة إفطار سودانية
الذكاء الاصطناعي بدوره كان حاضرا بقوة، عبر فيديو أثار دهشة واسعة، ظهر فيه أسطورة البوب الأميركي مايكل جاكسون وهو يسكب عصير الكركديه، بينما يجلس أبطال السينما الأميركية الخارقين، “سبايدرمان” و”سوبرمان” حول صوانٍ عامرة بالأطباق السودانية الشهيرة في مائدة إفطار رمضانية سودانية. الفيديو جمع بين الخيال والهوية المحلية، ولاقى تفاعلا كبيرا، مؤكدا جاذبية المحتوى المبتكر.

الميمز… سخرية من تفاصيل الحياة اليومية
ولم تغب الميمز الساخرة عن المشهد، خصوصًا تلك المرتبطة بانقطاع الإنترنت تحت وسم #OfflineInSudan، حيث حوّل المستخدمون معاناتهم اليومية إلى مادة للضحك والتفاعل، في واحدة من أكثر الترندات تداولا.

العربية




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.