ثورة في زراعة الأعضاء: كلى الخنازير المعدلة جينياً تتفوق على البشرية

سودافاكس – في تطور علمي غير مسبوق قد يغيّر مستقبل زراعة الأعضاء، يقود الجراح الأميركي البارز الدكتور روبرت مونتغومري، مدير معهد الزرع بجامعة نيويورك لانغون، تجربة سريرية رائدة لزراعة كلى خنازير معدلة جينياً في مرضى أحياء، بهدف مواجهة النقص الحاد في الأعضاء البشرية المتاحة للزرع.

خطوة جديدة لتحويل الخنازير إلى بنك للأعضاء البشرية

وقد أُجريت بالفعل أول عملية ضمن هذه التجربة، مع توقع تنفيذ عملية ثانية خلال شهر يناير المقبل، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى العالم.

هل تتفوق أعضاء الخنازير على الأعضاء البشرية؟

وفي تصريحات لصحيفة “الغارديان”، أكد مونتغومري أن أعضاء الخنازير قد تصبح مستقبلاً أفضل من الأعضاء البشرية، موضحاً أن التعديلات الجينية المستمرة تتيح تحسين خصائصها وتقليل خطر الرفض المناعي.
وأشار إلى أن هذه الميزة غير متوفرة في الأعضاء البشرية، قائلاً إن القدرة على التعديل والتحسين المستمر قد تمنح أعضاء الخنازير أفضلية طبية على المدى الطويل.

من أبحاث طويلة إلى تجارب سريرية واعدة

يأتي هذا التقدم بعد عقود من الأبحاث في مجال زراعة الأعضاء بين الأنواع، والذي كان يُنظر إليه سابقاً كمجال بعيد المنال. إلا أن التطورات الحديثة في الهندسة الوراثية وإنشاء خنازير معدلة جينياً قلبت المعادلة.
وكان مونتغومري قد قاد عام 2021 أول عملية زرع كلية خنزير معدل جينياً في إنسان متوفى دماغياً، ما أثبت عدم حدوث رفض فوري، ومهّد الطريق للتجارب على المرضى الأحياء.
كما أظهرت الدراسات أن زرع غدة التيموس مع الكلية يسهم في تحسين التوافق المناعي، ما قد يقلل مستقبلاً من الاعتماد على أدوية تثبيط المناعة. وتشير الأبحاث إلى أن:

الكلى والقلوب هي الأعضاء الأكثر وعداً للزرع من الخنازيرالرئتان أكثر تعقيداً من الناحية الطبيةزراعة الكبد لا تزال غير واضحة النتائج
ويستند مونتغومري أيضاً إلى تجربة شخصية، إذ خضع عام 2018 لزراعة قلب بشري مصاب بفيروس التهاب الكبد C، مؤكداً أنه لن يتردد مستقبلاً في التفكير بزراعة قلب خنزير معدل جينياً إذا لزم الأمر.
ومع تسجيل آلاف الوفيات سنوياً بسبب نقص الأعضاء، يُنظر إلى هذا التقدم على أنه أمل حقيقي لملايين المرضى حول العالم.