أعلى معدل بطالة للسعوديين خلال عام.. ما الأسباب؟

سودافاكس – سجل معدل البطالة بين السعوديين أعلى مستوياته خلال عام، بعدما بلغ 7.5% بنهاية الربع الثالث من عام 2025، متأثراً بارتفاع أعداد المتعطلين عن العمل بين الذكور والإناث، وفق بيانات رسمية صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء.
ارتفاع البطالة رغم مستهدفات رؤية 2030
وتستهدف رؤية السعودية 2030 خفض معدل البطالة إلى 5% بحلول نهاية العقد، بعد أن كان المستهدف السابق 7%، وهو الهدف الذي تحقق فعلياً بنهاية عام 2024، قبل أن يعاود المؤشر الارتفاع مجدداً، ما دفع الجهات الحكومية إلى إعادة تقييم مستهدفاتها.
بطالة الذكور والإناث عند أعلى مستوياتها
وأظهرت البيانات أن معدل البطالة بين الذكور السعوديين بلغ 5%، مسجلاً أعلى مستوى له منذ الربع الأول من عام 2022، في حين ارتفع معدل البطالة بين السعوديات إلى 12.1%، وهو أعلى مستوى خلال أربعة فصول متتالية.
في المقابل، ارتفع معدل البطالة الإجمالي في المملكة بشكل محدود، مدعوماً باستقرار معدلات البطالة بين غير السعوديين، ما أسهم في الحد من تسارع الارتفاع في المعدل العام.
معدلات البطالة في السعودية خلال 2025
| الفئة | الربع الأول 2025 | الربع الثاني 2025 | الربع الثالث 2025 |
|---|---|---|---|
| السعوديون | 6.3% | 6.8% | 7.5% |
| غير السعوديين | 0.8% | 1.4% | 1.4% |
| الإجمالي | 2.8% | 3.2% | 3.4% |
تباطؤ النمو الاقتصادي يضغط على سوق العمل
يتزامن هذا الارتفاع في البطالة مع خفض السعودية تقديراتها لنمو الاقتصاد خلال الربع الثالث من العام الجاري إلى 4.8%، عقب مراجعة نمو الأنشطة غير النفطية، التي سجلت أضعف وتيرة توسع منذ عام 2020.
انفجار في الوظائف القيادية بالسعودية: رواتب تصل إلى 80 ألف ريال اليوم
البطالة قبل وبعد رؤية 2030
وبحسب التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024، بلغ معدل البطالة بين السعوديين 12.3% في عام 2016، قبل أن يشهد انخفاضاً تدريجياً مدفوعاً بحزم الإصلاحات الاقتصادية وتوسع الأنشطة غير النفطية.
ووصل المعدل إلى أدنى مستوى تاريخي عند 6.35% بنهاية الربع الأول من 2025، متجاوزاً المستهدف السابق للرؤية قبل أكثر من خمس سنوات، ما شجع الحكومة على رفع سقف الطموح بخفض البطالة إلى 5% بحلول 2030.
الاقتصاد غير النفطي يقود التحولات الهيكلية
ويعكس مسار البطالة تحولات هيكلية أوسع في الاقتصاد السعودي، مع ارتفاع مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي من 46% قبل إطلاق الرؤية إلى 56% حالياً، بحسب تصريحات وزير الاقتصاد والتخطيط.
وتتوقع وزارة المالية أن يحقق الاقتصاد السعودي نمواً بنسبة 4.6%، مدفوعاً بشكل رئيسي بالأنشطة غير النفطية.
عوامل موسمية وتحولات قطاعية وراء الارتفاع
من جانبه، أرجع الدكتور بند الجعيد، أستاذ الإعلام الاقتصادي بجامعة الملك عبدالعزيز، ارتفاع البطالة إلى عوامل موسمية مرتبطة ببعض الأنشطة الاقتصادية، إضافة إلى تحولات سوق العمل، خاصة في أنماط العمل المرن والقطاعات التقنية.
واستبعد الجعيد أن يكون لتقلب أسعار النفط منذ بداية عام 2025 تأثير مباشر على سوق العمل، مؤكداً أن معدلات البطالة لا تزال ضمن مسار إيجابي وعلى مستويات منخفضة تاريخياً.
وأشار إلى أن من أبرز المؤشرات الإيجابية ارتفاع مشاركة السعوديات في سوق العمل منذ إطلاق الرؤية، مع فرص أكبر مستقبلاً لخفض البطالة وتعزيز وجود المرأة في المناصب القيادية بالقطاع الخاص.



