دولة الجنوب .. عودة لغة النفط
قال وزير البترول في جنوب السودان إن بلاده ستحفر 30 بئراً نفطية جديدة هذا العام وستزيد بشكل كبير إنتاجها من الخام مع سعيها لبلوغ مستوىً مستهدف قدره 350 ألف برميل يومياً بحلول منتصف 2018.
ويحاول منتج النفط الناضج الوحيد في شرق أفريقيا اجتذاب استثمارات جديدة لإعادة تنشيط قطاعه النفطي حيث تراجع الإنتاج إلى 130 ألف برميل يوميا وسط تحديات أمنية.
مفاوضات متعثرة
وأبلغ وزير البترول، إيزكيل لول جاتكوث، الصحفيين على هامش مؤتمر نفطي أفريقي في “كيب تاون” بجنوب أفريقيا عزم بلادة على مضاعفة إنتاجها من النفط قائلا “نحن نقدر أنه بحلول نهاية العام سنصل إلى 200 ألف برميل يومياً. وسنعمل على ضمان أن يصل إلى مستواه المعتاد..”
وفي يناير قال الوزير إن البلد، الذي انفصل عن السودان في 2011 لكنه هوى إلى حرب أهلية بعد ذلك بعامين تقريباً، يأمل في مضاعفة إنتاجه النفطي في السنة المالية التي تبدأ في أول يوليو.ويقول جاتكوث إن جنوب السودان سيستأنف أيضاً مفاوضات متعثرة مع شركتي تالو أويل وتوتال بشأن القطعتين ب1 وب2 بعد أن أوقف المحادثات المباشرة في أبريل بسبب “اختلافات تعذر التوافق بسببها”
وأضاف قائلا “لكن الآن أنهما كتبتا إليّ تقولان إنهما مهتمتان باستئناف التفاوض حتى يمكننا الوصول لاتفاق”.
تكرير وتسويق
وقال جاتكوث إن القطعتين ب1 وب2 كانتا جزءاً من منطقة مساحتها 120 ألف كيلومتر مربع معروفة باسم (المنطقة ب) التي جرى تقسيمها إلى ثلاثة تراخيص في 2012 ومن المعتقد أنها غنية بالنفط والغاز رغم أن أعمال الحفر التي أجريت هناك قليلة جداً.
والمشغلون النفطيون الرئيسيون في جنوب السودان، الذي يملك احتياطيات مؤكدة تبلغ حوالي 3.5 مليار برميل من النفط، هم شركة البترول الوطنية الصينية وشركة بتروناس الماليزية المملوكة للدولة وشركة أو.إن.جي.سي فيدش الهندية.
وقال جاتكوث في وقت سابق إن جنوب السودان يعتزم زيادة طاقته لتكرير النفط لتوريد الوقود إلى دول مجاورة. وأضاف قائلا “نحن نركز على أربع أو خمس مصافٍ نفطية حتى يمكننا في النهاية أن يكون بمقدورنا البيع إلى إثيوبيا والسودان وكينيا وأوغندا”. وقال جاتكوت إن أول مصفاة نفطية في البلاد، وهي مصفاة بناها الروس طاقتها عشرة آلاف برميل يومياً في منطقة أعالي النيل، من المتوقع أن تبدأ التشغيل في أغسطس.ومن بين المصافي قيد الدراسة مصفاة بطاقة قدرها 60 ألف برميل يوميا بالقرب من الحدود الإثيوبية وأيضا مصفاة طاقتها 50 ألف برميل يوميًا في منطقة فلوج الغنية بالنفط .
هجوم مسلح
لقى أحد الركاب مصرعه وأصيب ثلاثة آخرون وذلك في هجوم لمسلحين على حافلة ركاب في الطريق بين جوبا ونمولي ،هذا إلي جانب نهب البضائع .
وقال المتحدث باسم الشرطة في جنوب السودان،دانيال جاستن ، أن حافلة ركاب تحركت قبل الطوف، تعرضت لكمين من قبل مسلحين في منطقة “لوو” القريبة من “نمولي”،مما تسبب في مقتل أحد الركاب وإصابة ثلاثة آخرين تم نقلهم إلى مستشفى “نمولي” الحدودية مع يوغندا.
من ناحية أخرى أكد جاستن مقتل أحد المواطنين بحي “قوري” بمدينة جوبا مساء السبت وذلك في هجوم على مجمع للمواطنين بالحي ،مبيناً أن الجناه لاذوا بالفرار ولم تتمكن قوات الشرطة من القبض عليهم.
ضحايا المابان
كشف محافظ مقاطعة جنوب غرب المابان ،سعد لوك ،عن تدخل مسؤولي مقاطعات المابان لاحتواء الأزمة التي نشبت مؤخراً بين لاجئي ولاية النيل الأزرق السودانية،مبيناً أن الصراع السياسي داخل الشعبية شمال هو السبب الرئيسي وراء الأزمة والتي تسبب في مقتل وجرح العشرات. .
وقال المحافظ إن واجبهم الحكومي يتطلب التدخل لحسم الصراع الذي نشب بمخيمات لاجئي النيل الأزرق بإعتبارهم دولة مضيفة للاجئين،مؤكداً أن اللاجئيين استخدموا الأسلحة في الاشتباكات التي وقعت مؤخراً في الوقت الذي لا يسمح للاجئين بالدخول للمخيمات وهم يحملون الأسلحة.
وأوضح المحافظ أنهم استطلعوا الإدارات الأهلية لمعرفة الحيثيات التي تسببت في المواجهات التي بدأت في الثاني والعشرين من مايو المنصرم،و وجدوا وفقاً لإفاداتهم أن السبب الرئيسي هو أن بعض اللاجئين أيدوا القرارات الأخيرة التي أصدرها مجلس تحرير جبال النوبة التابع للحركة الشعبية شمال ،مما دعا إلى اعتقالهم بواسطة الطرف الرافض لقرارات مجلس جبال النوبة،هذا إلى جانب اتهامهم قيادة الشعبية بتكوين لجنة خاصة بالمخيمات غالبيتها من قبيلة الإنقسنا ،ولذلك وجدت رفضاً واسعاً من قبل القبائل الأخرى ،بينما السبب الثالث هو مطالبة بقية القبائل بإطلاق سراح قيادي تم اعتقاله بواسطة قيادة الحركة الشعبية بالنيل الأزرق ،مشيراً إلي أن هذة الأسباب الثلاثة هي التي فاقمت الأزمة داخل مخيمات لاجئي النيل الأزرق..
وكانت قيادات بالحركة الشعبية شمال بالنيل الأزرق قد اتهموا مالك عقار وأنصاره بالضلوع في مقتل واعتقال عدد من قيادات الجيش الشعبي من بينهم على بندر على خلفية خلافات مع مالك عقار.
مجاعة أبيي
حذر رئيس إدارية ،أبيي كوال ألور ، ،من مجاعة محتملة في المنطقة ،نتيجة لندرة الغذاء والضغط السكاني الذي تشهده منطقة “أبيي” على خلفية إحتضانها للفارين من بلدة “واو” و ولاية “قوقريال” ،جاء ذلك في تصريحات للصحفيين بمدينة “جوبا” عقب التقائه رئيس مجلس الولايات بدولة جنوب السودان.
وقال ألور إن المنطقة تشهد ندرة في الغذاء ،في ظل تدفق الفارين من الأحداث ببلدة “واو” والنزاع العشائري بمنطقة “قوقريال” ،مبيناً أن الأوضاع الأمنية في “أبيي” إستقرت نوعاً ما. هذا وانتقد ألور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الـ(يونسفا) المنتشرة بالمنطقة ،على خلفية عدم تنفيذها أي مشاريع تنموية بالمنطقة منذ قدومها قبل خمس سنوات،مطالباً المنظمات بتوفير المساعدات قبل وقوع المجاعة.
مخاطر الـ”إيبولا”
كشف وزير الصحة بولاية مريدي الجديدة بغرب الاستوائية المجاورة لدولة الكونغو،أوسيا ديمو ،عن تشكيل فرق لتوعية مواطنو الولاية من خطر الإصابة بمرض الإيبولا ،وذلك على خلفية ظهور المرض بدولة الكونغو المجاورة لدولة جنوب السودان.
وأوضح الوزير في تصريحات صحفية أن ولاية مريدي من الولايات المتاخمة لدولة الكونغو التي أظهرت تقارير من منظمة الصحة العالمية إنها تعاني من وباء اـ”إيبولا” ،مبيناً أن حكومة الولاية لم تظل متفرجة بل قامت بتشكيل لجنة وذلك بتوعية المواطنين من مخاطر الإصابة بوباء الـ”إيبولا” وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة الاتتحادية في جوبا وبقية المنظمات العالمية العاملة في مجال الصحة بدولة جنوب السودان.
إيقاف حملات التطعيم
أكد وزير الصحة بولاية “بوما” شرقي جنوب السودان، كونج سايمون، بأن حملات التطعيم ضد مرض الحصبة الذي كان من المقرر أن يبدأ الأسبوع المقبل في ولايته ، قد تم تأجيله ، وقال سايمون إن وزارة الصحة القومية لم ترسل اللقاحات و الحقن الخاصة بالتطعيم إلى ولايته مشيراً إلى أن الوزارة قامت بتأجيل حملات التطعيم بسبب الحادثة التي وقعت في ولاية “كبويتا” اثناء التطعيم والتي أدت إلى وفاة (15) طفلاً ، لحين الانتهاء من التحقيقات لمعرفة الملابسات.
أكد موقع” اسوشييتد برس” مشاركة عناصر من الـ(إف بى آي ) الأمريكية فى التحقيق مع الجنود المتهمين بعمليات والاغتصاب والقتل والتعذيب في جنوب السودان، وقال الموقع إن العناصر التابعة للمؤسسة الأمريكية حضروا الجلسة الثانية فى محاكمة المتهمين.
وكان 13 جندياً من جنوب السودان مثلوا أمام محكمة عسكرية بعد اتهامهم باغتصاب 5 من عاملات الإغاثة الأجانب، وقتل زميلهم المحلى فى قضية ينظر لها كاختبار لقدرة الحكومة على محاكمة جرائم الحرب.
وهذا الهجوم هو أحد أسوأ الهجمات التى تستهدف عمال إغاثة فى الحرب الأهلية فى جنوب السودان. ووقع الهجوم يوم 11 يوليو عام 2016 بعدما انتصرت قوات الرئيس سلفا كير فى معركة استمرت ثلاثة أيام فى جوبا على قوات المعارضة الموالية لريك مشار النائب السابق للرئيس.
ووفقا لـ”رويترز” فإن المحاكمة المزمع انعقادها اليوم تم تأجيلها لأكثر من مرة بعد إعلان جوبا القبض على الجنود المتورطين فى الحادث.
ويقول الموقع فى مثل هذا الوقت هاجم مسلحون فندق “تيران” فى العاصمة جوبا لعدة ساعات. وأضافوا أن الضحايا اتصلوا بقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة على بعد ميل تقريبا وتوسلوا للمساعدة لكن لم يأت أحد.
وأقيل قائد العمليات العسكرية فى بعثة حفظ السلام كما استقال المسؤول السياسى بالبعثة بسبب الحادث،وقال كبير المدعين أبوكوك محمد رمضان فى مرافعته الافتتاحية “المهم هنا للمحكمة هو نظر القضية بطريقة ملائمة”.
وكثيرا ما يتهم محققو الأمم المتحدة وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان الجيش والمتمردين بالقتل والتعذيب والاغتصاب منذ بدء الحرب الأهلية فى عام 2013 وقالوا إن هذه الجرائم تمر غالبًا دون عقاب، وقال مايك وودوارد ،مدير فندق تيران، متحدثا عن الحادث أمام المحكمة إن ما بين 50 و100 جندى وصلوا إلى الفندق بعد ظهر يوم 11 يوليو، وبعدها بساعة بدأوا أعمال النهب والسلب.
وأضاف “بعد ذلك اغتصبوا خمس عاملات فى منظمات إغاثة إنسانية. وأطلقوا النار على جون جتلوك فى الساعة 6.15 مساء”
انشقاقات المعارضة
قللت المعارضة المسلحة من أهمية انضمام عدد من قادتها بولاية الـ”إماتونج” و”ياي” لمجموعة نائب الرئيس تعبان دينق قاى، ووصف الناطق الرسمى باسم المعارضة “لام بول” محادثات كمبالا التى أفضت للاتفاقيات بالهراء، مضيفاً بأن الدافع من ورائها كسب مادى وخواء قيمى، وقال : هلرى يوكانى لم يكن يوماً عضوًا فى المعارضة ناهيك عن قوات المعارضة. ونفى لام بأن يكون الموقعون أعضاءً فى المعارضة وقال إن أي اتفاق بين المعارضة وحكومة جوبا يجب أن يتم عبر رئيس المجموعة الدكتور رياك مشار.
هذا توقيعى
إنصاف العوض
ازمة الجنوب… ميلاد المارد الجديد
يواجه العالم تغيراً خطيراً فى المناخ السياسى يهدد بزلزلة الاستقرار العالمى ككل وذلك أن الانشقاقات العميقة والخطيرة ضربت كيانات ما كان يتوقع أن تظهر خلافاتها فى العلن ناهيك ان تظهر جفوة وقطيعة تهدد السلام والأمن العالميين. وقبل أن يفيق العالم من هول الانشقاقات التى ضربت حلف الناتو بعد أن أعلنت الدول الأوربية عدم رضائها من موقف إدارة الرئيس الأـمريكى ترامب، إبان القمة الأوربية الأمريكية الأخيرة وما أعقبه من دعوة المستشارة الألمانية أنجلينا ميركل للدول الأوربية بإدراة شؤونها وكتابة قدرها دون الاعتماد على الغير.
فضلاً عن إظهار فرنسا تبرمها من العلاقات الدافئة التى بدأت فى التشكل بين إدارة ترامب وعدد من الحلفاء الجدد فى آسيا والشرق الأوسط .
وقبل أن يفيق العالم فوجىء مرة أخرى بانشقاقات عميقة وسط دول الخليج والتى تتميز عن دول حلف الناتو بروابط أكثر عمقاً وتجذراً هذا فضلأً عن دورها المحورى فى الصعيدين الإفريقى والعربى.
وافرازات هذه الانشقاقات والتحولات السياسية الكبيرة ستحرك كثيراً من الرمال الساكنه فى المنطقة وذلك أنها ستصرف الأنظار عن القضايا التى لا تمت بصلة قوية لتكل التكتلات مثل الصراع فى العراق وليبيا وسورية واليمن وجنوب السودان وغيرها من البؤر المتفجرة الكثيرة .
ويقينى أن مثل هذه التغيرات العميقة عادة ما تقود لميلاد لاعبين دوليين جدد والسودان مؤهل دون غيره لأن يكون هذا اللاعب الجديد خاصة فى ظل موجة الجفاف التى تضرب كينيا والأزمة الاقتصادية الخانقة التى تحاصر أوغندا الامر الذى يجعل منه المحرك الأساسي لملف السلام بالجنوب .
والسودان دون غيره من دول الإقليم مطالب بحل الأزمة الجنوبية لمصلحته أولاً كون العنف الدائر هناك صدر أنواعاً من الأوبئة والأمراض جاهد السودان لاجتثاثها فى المستقبل القريب كما أن الانهيار الاقتصادى العميق وانهيار قطاع النفط بالجنوب سيؤثر سلباً أكثر ما يؤثر على السودان كونه سيستضيف أشقاء الأمس فى ظل ظروف إنسانية متردية ومجاعة حادة غير مسبوقة أيضاً. الجنوب المضطرب بالحروب سيكون ملاذًا آمناً لأعمال العنف ووولادة التوترات وإن نجحت الحكومتان فى البلدين فى عدم إيواء العناصر المتمردة على الجانبين كون البؤر المتفجرة الحاضنة الحقيقية للإرهاب بمختلف أشكاله ومسمياته .
وبعد تحسن العلاقات السودانية الأمريكية ودخول واشنطن فى صراعات مع حلفائها التقليديين وتملم قادتها من الحرب فى الجنوب والخسائر المكلفة التى اهدرتها الحرب فأن بزوغ السودان كلاعب أساسي فى حلحلة الملف الجنوبى سلمياً سيكون له ما بعده فى تطوير هذه العلاقة والدفع بها إلى مجالات استثمارية ضخمة على المدى الطويل ليس فى مجال المال والأعمال فقط ، بل في شراكات سياسية ومصالح إستراتيجية تدعم مسارات التحولات العالمية الجديدة وتسلط الضوء على اللاعبين العالميين الجدد.
وسواء رغبت الـ”إيقاد” أو كرهت التورط المباشر فى المشكل الجنوبي، فلن يكون لها خيار بعد أن أكدت القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ضرورة تصدى دول المنطقة للأزمة الجنوبية وأهمية تحملهم مسؤليتهم الكاملة فى الوضع المتفجر هناك .
كما أن على جوبا أن تقبل بإجراء جراحات مؤلمة ومؤثرة من أجل رأب الصدع بين حلفاء الأمس أعداء اليوم وهى تستصحب مقولة بيدى لابيد عمرو لأن يد عمر ستحمل المشرط وتستأصل ما يسهل لها استئصاله بذراع طويلة عابره للقارات والمحيطات .بينما يدها تحرسها عين الوطنية والدم والنضال الطويل من أجل الاستقلال وعلائق ووشائج لا يمزقها العنف والشقاق .
وعليه السودان الآن أمام امتحان مصيرى مطالب فيه بإدارة ملفات دبلوماسيته عالمياً وعربيًا وإقليمياً بحكمة وحنكة وتجرد ليؤذن بميلاد مارد إقليمى لا يمكن تجاوزه .
المصدر: الصيحة