دولة الجنوب… ملامح فشل (إيقاد) تلوح في الأفق
ترأس النائب الأول للرئيس سلفاكير ميارديت، تعبان دينق قاى، وفد بلاده للمشاركة فى قمة الـ”إيقاد” الاستثنائية بأديس أبابا بشأن مناقشة الوضع الأمنى والإنسانى فى جنوب السودان ووفقاً لموقع “آفريكان بريس” فأن تعبان سيحضر القمة ممثلاً لحكومة الوحدة الوطنية وسيلقى خطاباً نيابة عن الرئيس سلفاكير ميارديت . وقال مدير مكتب الرئيس ،شول لام ، إن تعبان سيستعرض مع القادة الخطوات التى تمت فى إنفاذ اتفاقية السلام وشحذ الدعم الأقليمى. وأضاف ” عدد من كبار المسؤولين الحكوميين ومساعدى الرئيس سيحضرون القمة التى تستغرق يوماً واحداً ضمن وفد تعبان دينق”.
سقوط الكويك
أعلنت المعارضة بقيادة مشار إحكام سيطرتها على منطقة الـ”كويك”، وقال الناطق الرسمى باسم المعارضة، سايمون قاروج، إن قوات الفرقة الأولى بقيادة الجنرال جنسون ولينج تمكنت من إحكام سيطرتها على مدينة” كويك” وكبدت قوات لجيش الشعبى والمتمردين الدارفوريين خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات . وقال إنها قتلت ما يزيد عن 80 جندياً كما تمكنت من السيطرة على دبابيت وليد وعربة أورال وناقلة الجنود محملة بمدفع رباعى وثلاث عربات تاتشر وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر فضلا عن تدميرها دبابتين.
وسطاء مزيفون
انتقد وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة في جوبا ،مايكل مكوي لويث،وسطاء الـ”إيقاد” الراعي الرسمي لإتفاقية تسوية الأزمة في جنوب السودان ، وذلك بشأن الخطاب الأخير والذي أشار إلى تراجع الأوضاع الأمنية في جنوب السودان.
و وصف الوزير، في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء اجتماعات مجلس الوزراء الذي حضره رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت، وسطاء الإيقاد بأنهم غير حقيقيين وكأنهم ليسوا جزءاً من هذا العالم. وذلك في إشارة إلى خطاب وسطاء الـ”إيقاد” الذي انتقد فيه سير تنفيذ اتفاقية السلام وخرق وقف إطلاق النار وفشل عملية الحوار الوطني الذي دعا له كير مؤخراً .
وقال الوزير ” أولا عملية الحوار الوطني لم تبدأ وما يحدث الآن عبارة عن إجراءات أولية توطئة لبدء الحوار” قائلا إن عملية السلام في جنوب السودان تسير بصورة أفضل ،وبشأن النزاعات الدائرة في انحاء متفرقة من جنوب السودان ،قال إن ما يحدث عبارة عن نزاعات قبلية فقط ليس له تأثير بالحكومة ولا بإجراءات تنفيذ اتفاقية السلام.
اعتذار رئاسى
أما بشأن مشاركة الحكومة في القمة الطارئة لل”إيقاد” بأديس ابابا، والذي من المنتظر أن تناقش الأوضاع في جنوب السودان،أوضح الوزير بأن بلاده لم تشارك وذلك لعدم تلقيهم الدعوة لتكليف ممثل للرئيس سلفاكير ميارديت الذي اعتذر رسمياً ،وقال لويث في تصريحاته :إذا ما كان هنالك شخص يمكن أن يذهب فنحن سوف نذهب ولكن ليس هنالك ممثل وهذا دليل أننا لن نذهب ولم يتم إخبارنا لنوفد شخصاً ليمثل جنوب السودان في القمة إلا المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب السودان،ماوين مياكول ،من جانبه توقع مشاركة الحكومة بمندوب يمثل رئيس الجمهورية بعد أن اعتذر رسمياً عن حضور القمة،وقال ماوين ،أن الرئيس يقوم بإختيار من يمثله في القمة ،إما بإرسال وفد من جوبا أو إخطار سفير جنوب السودان في أديس ابابا لتمثيل الرئيس في قمة رؤساء الـ”إيقاد” التي من المنتظر أن تلتئم اليوم الأثنين.
من ناحية أخرى جدد مكوي رفض الحكومة القاطع لعودة رياك مشار إلي جنوب السودان،وقال مكوي في تصريحاته الجمعة ،أن(كل من يؤمن أن مشار سوف يعود عليه أن يذهب ويبحث عنه) ، واضاف من لم يتسنى له رؤية مشار في جنوب السودان سابقا لا يمكن أن يرأه في جنوب السودان.
مصفاة جنوبية
كشف وزير خارجية جنوب السودان “دينق ألور”، عن خطة لبناء مصفاة تكرير نفط لبلاده على الحدود مع إثيوبيا، للمساهمة في التكامل الاقتصادي بين البلدين.جاء ذلك في تصريحات أدلى بها “ألور”، خلال لقاء جمعه و “ورقنا قبيو” في أديس أبابا،.وأوضح “ألور” في اللقاء، الذي نقله التلفزيون الإثيوبي، أن الهدف من بناء مصفاة النفط، هو تعزيز استفادة الأخيرة من احتياجاتها النفطية، والمساهمة في التكامل الاقتصادي بين بلديهما.وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها في كافة المجالات، إضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأشاد الوزير بالعلاقات الثنائية بين بلاده وإثيوبيا، ووصفها بـ”البلد الأقرب لشعب جنوب السودان”.وذكر أن حكومة بلاده تتطلع إلى زيادة وتعزيز التجارة والاستثمار مع أديس أبابا.
بدوره قال وزير الخارجية الإثيوبي، إنه بحث مع الوزير الضيف، “اتفاق السلام في جنوب السودان، وزيادة تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين ولفت إلى أن بلاده شريك في عملية السلام في جنوب السودان؛ وستستمر في تقديم الدعم لجوبا.
اتفاقيات هرارى وجوبا
أفاد مسؤول رفيع المستوى من جنوب السودان أن زمبابوي وجنوب السودان يتفاوضان على اتفاقيات التجارة الثنائية وغيرها من الاتفاقيات التجارية الثنائية، وذلك من خلال تعميق علاقاتهما السياسية.بينما رحب مدير إدارة الهجرة في زيمبابوي نكليمنس ماسانغو، (يمين) ومدير الهجرة ،ستيفن موسكي، بمدير المنظمات الدولية في جنوب السودان، السفير جون أندروغا دوكو،
. وقال جون اندروغا دوكو مدير، المنظمات الدولية في جنوب السودان، لصحيفة “نيوز داي” اننا بحاجة الى تطوير اتفاقاتنا الثنائية والنفط وغيرها من الاشياء التي ستكون جزءا من هذا الاتفاق وأضاف ” صحيح أننا نعمل على عدد من اتفاقيات التعاون مع زيمبابوى”.
وأضاف أن جنوب السودان يريد التوصل الى اتفاق على وجه السرعة.
وقال دوكو “إننا نأمل فى التوصل إلى وضع مربح للجانبين بالنسبة لنا جميعاً ونحن بحاجة إلى القيام بذلك عاجلاً وليس آجلا”.
ويعتمد جنوب السودان على النفط من أجل جمع الدخل، وهو وضع أدى إلى تفاقم عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي المستمر بسبب انخفاض أسعار النفط الخام. وقد حصلت الدولة الشابة على حصة الأسد من النفط عندما انفصلت عن السودان في عام 2011، إلا أن طريق التصدير الوحيد هو من خلال السودان، مما يعطي الخرطوم النفوذ ويؤدي إلى نزاعات التسعير الجارية.
وفى الوقت نفسه، كان عدد من مسئولى الهجرة فى جنوب السودان فى زيمبابوى فى جولة دراسية استمرت أسبوعاً استضافتها وزارة الهجرة.
قاد ماجاك أكيك مالوك، مدير وزارة الداخلية في جنوب السودان للجنسية وجواز السفر والهجرة الوفد إلى هراري.
تعود العلاقات بين زيمبابوي وجنوب السودان إلى الأيام التي كانت فيها جوبا تقاتل من أجل الاستقلال عن الخرطوم. لعبت هرارى دورا ًرئيسياً فى المفاوضات بين السودانين خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب التى انتهت باتفاقية السلام الشامل .
التماس الكومسا
قال سانتيو واني ،المحامي في جنوب السودان،إن محكمة العدل في شرق إفريقيا قررت عقد جلسة استماع بشأن الالتماس المقدم من الحكومة بشأن وقف ممثلي جنوب السودان المرشحين للانضمام لبرلمان شرق افريقيا ،على خلفية انضمام جنوب السودان لكتلة شرق أفريقيا مؤخراً.
وأوضح واني، في تصريحات لإذاعة (آي راديو) أن النواب التسعة المعينين قبل أشهر من المفترض أن يؤدوا القسم في أوائل الشهر الجاري إلا أن المحكمة الإقليمية منعتهم من أداء اليمين وذلك بدواعي عدم ترشيحهم من قبل البرلمان،مشيراً إلى أن المحكمة الإقليمية قبلت الالتماس وقررت عقد جلسة استماع الخميس المقبل
بينما زعم المتحدث باسم خارجية جنوب السودان،ماوين مياكول، في تصريح لراديو تمازج، أن إجراءات ممثلي جنوب السودان في برلمان شرق إفريقيا إجراءات صحيحة، مبيناً أن تعيين الممثلين جاءت بالتشاور بين الرئيس سلفاكير ميارديت و البرلمان القومي في جنوب السودان،مشيراً إلى أن الرئيس قام بتعيينهم بعد أن تلقى ترشحيهم من قبل رئيس البرلمان القومي.
انتقادات أفريقية
توالت الانتقادات على هيئة الإعلام التابعة للحكومة في جنوب السودان، وذلك على خلفية منع (20) صحفياً من التوقف من العمل في البلاد،وذلك بدواعي أنهم ينشرون تقارير كاذبة تحرض على العنف والكراهية في جنوب السودان ، حيث انتقدت جمعية مراسلي شرق أفريقيا ومقرها العاصمة الكينية نيروبي ،أواخر الأسبوع المنصرم، قرار سلطة الإعلام بجنوب السودان القاضي بمنع (20) صحفياً أجنبياً من العمل في البلاد، وطالبت الجمعية الحكومة بالتوقف الفوري عن منع الصحفيين الدوليين والخبرا. وكشفت الجمعية في بيان لها إن الحكومة رفضت إعطاء رخص عمل لوسائل الإعلام الاجنبية ، وقالت الجمعية إنها قامت بتوجيه خطاب لهيئة الإعلام منذ أبريل الماضي طالبتهم بتقديم مبادئ أو قوانين واضحة أو معايير الرفض والقبول بعمل الصحفيين الأجانب بالبلاد ، إلا إنها لم ترد على الخطاب .
وحثت الجمعية، في بيانها، المجتمع الدولي على مواصلة إعطاء الأولوية لحرية وسائل الإعلام والوصول إلى جنوب السودان مبينة أن صحفيي جنوب السودان يواجهون ظروف عمل مروعة وتهديدات لأمنهم الشخصي.
وكانت جمعية تنمية وتطوير الصحافة بجنوب السودان قد انتقدت قرار هيئة الإعلام الذي قضى بمنع (20)صحفياً أجنبياً من العمل بالبلاد ، وقال كوانق بال شانق، السكرتير العام للجمعية، في تصريح سابق لراديو تمازج إن الخطوة التي اتخذتها السلطة الإعلامية غير قانونية ، وكان يجب عليها أن تكون محايدة ولا تدعم قررات الحكومة ،لافتاً إلى أن دولة جنوب السودان بها مؤسسات قانونية وإذا ارتكب أي صحفي مخالفة يجب تقديمه للمحاكمة بدلاً من إصدار قرارات لا تخدم الصحافة وسمعة الدولة .
معرض قومى
أختتم معرض الصناعات والمنتوجات المحلية الذى نظمته ولأول مرة وزارة الصناعة فى جنوب السودان بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ، أعماله السبت ، بعد أن افتتح الثلاثاء الماضى ، وسط تفاؤل من المشاركين فى أن يسهم المعرض فى تنمية الصناعة المحلية، وقالت أريما فلورانس ، مديرة جمعية المرأة العاملة فى جنوب السودان ، إن المعرض وفر فرصة جيدة لأصحاب المنتجات اليدوية لعرض منتجاتهم ونقاش طرق تطويرها ، مبينه أن جمعية المرأة العاملة التى تم إنشاؤها فى فبراير الماضى قامت بعرض العديد من المنتجات اليدوية التى لاقت قبولاً كبير اً،ودعت فلورنس النساء والفتيات اللائى لم يكملن تعليمهن وحتى الرجال بالحضور إلى موقع الجمعية فى فندق جنوب السودان ، لتعلم الصناعة اليدوية لتساعدهم فى تدبير أمورهم المعيشية. وأشارت فلورنس إلى وجود عدد من التحديات التى تواجه عمل الجمعية ، منها عدم وجود ماكينات تصنيع المواد المحلية ، مناشدة الحكومة والمنظمات بتقديم المساعدة بتوفير الماكينات.
هذا توقيعى
انصاف العوض
الإيقاد…قمة أخرى للفشل
تنعقد بأديس أبابا قمة أخرى لـ”إيقاد” بشأن مناقشة الوضع فى جنوب السودان والبحث عن آليات لإنهاء العنف هناك، والعيب ليس فى القمة بل فى التعقيدات المحيطة بها خاصة وأنها تأتى فى ظروف مشابهة لقمم أخرى سبقتها .
وجوبا تتعامل مع القمة بذكاء شديد وتخطيط مدروس وذلك أن أحد أعذارها لعدم الالتزام بمخرجات قمة 2016 إنها ذكرت أن دول الايقاد تعاني من صراعات داخلية متفجرة أكثر من تلك التى بدولتها وضربت بذلك العنف فى دارفور مثالاً.
والآن أثبتت أقوال الشهود الذين تم أسرهم فى المعارك الأخيرة بدارفور تورط دولة الجنوب فى الهجوم وذلك أن جوبا خططت مسبقاً للهجوم لتقول إن السودان به عنف وصراعات متمردة وهو غير مؤهل ليعطينا النصائح والأكثر من ذلك أن نلزم بالوفاء بها .
أيضاً القمة تحمل فى طياتها بذور الفشل ،كيف لا وزعيم المعارضة المسلحة الدكتور رياك مشار اتهم دول الـ”إيقاد” بعدم الحياد، وقال إنها وحكومة جوبا والولايات المتحدة الامريكية عملوا على وضعه قيد الإقامة الجبرية فى جنوب أفريقيا .
كما أن الرئيس سلفاكير ميارديت اعتذر عن حضور القمة بسبب شواغل داخلية، وقال انه سيرسل مدير مكتبه ليبلغ رئيس الوزراء الأثيوبى باعتذارة عن حضور القمة.
وهناك أمر ثالث هل سيحضر نائب الرئيس تعبان دينق غاى القمة ؟ وفى حال حضوره هل سيمثل حكومة جوبا أم تيار سلفاكير داخل الحكومة؟ أم تيار المعارضة المسلحة ؟وفى حال مثل المعارضة المسلحة التى أصبح رئيسا معتمدا لها بحسب قرار تعيين سلفاكير هل سيضمن التزام المعارضة بما يتم الاتفاق عليه مع القادة الأفارقة؟ .
الـ”إيقاد” أثبتت فشلها فى التعاطى مع المشكل الجنوبى منذ انهيار اتفاقية السلام التى رعتها فى العام 2015 بعد أن سمحت للرئيس سلفاكير بإقصاء أحد أهم أطراف الاتفاقية وهو الدكتور رياك مشار وسكتت على استهدافة وهو الذى جاء جوبا تحت ضمانتها ولم تشجب محاولة اغتياله بالرغم من أنه جاء لينفذ اتفاقها الذى رعته.
يد الـ”إيقاد” أثبتت مراراً وتكرارًا أنها عاجزة عن التعامل مع الرئيس سلفاكير أو مقارعته الحجة من أجل إيقاف الحرب أو حتى فرض ضغوط فاعلة لإنقاذ ما تبقى من شعب الجنوب كما وأنها جهة غير موثوق فيها من قبل المعارضة والتى ترى أن الـ”إيقاد خانتها عندما سمحت للرئيس سلفاكير باستهداف مشار ومطاردته ومحاولة اغتيالة مرة و أخرى عندما قبلت بتعيين تعبان دينق بديلاً له لإنفاذ اتفاقية السلام .
ويقينى أن قمة الإيقاد الأخيرة لم تأت إلا نتاج ضغوط دولية وإقليمية كبيرة من دول ذات ثقل مثل الولايات المتحدة الأمريكية والتى كلفتها الحرب فى الجنوب تكاليف هائلة خاصة بعد مناشدات من قبل الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة والدول الغربية للقادة الأفارقة بتحمل مسؤولياتهم تجاه الأزمة فى الجنوب باعتباره أنه باحتهم الخلفية والتى يجب أن يراعوا استقرارها وأمنها.
إلا أن هذه الأطراف تدرك تماماً عجز الـ”إيقاد” عن حل المشكلة وأن هناك أجسامًا أكثر قدرة وتأثيراً على اختراق الملف الجنوبى مثل مجلس الأمن والاتحاد الإفريقى وفى حال أراد العالم وفى مقدمته الراعى الشرعى للدولة الوليدة والمتمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية إنقاذ ما تبقى من الجنوب وشعبه تفعيل هذه الاجسام للضغط على طرفى الصراع من أجل إيقاف نزيف الحرب باستخدام آلياتهم الفاعلة التى تفتقرها الـ”إيقاد”.
الصيحة