ماذا تعرف عن النودلز سريع التحضير؟

سنخصص حديثنا في هذه المقالة عن النودلز سريع التحضير، فمن المؤكد أن معظمنا تناوله وهو في عجلة من أمره كبديل عن وجبة الغداء أو كوجبة خفيفة أثناء تواجده في عمله، ولعلها من أكثر الأطعمة المحببة لأطفالنا، لكن هل تود أن تعرف حقاً ما محتوى هذه الوجبة الخفيفة من الناحية الغذائية؟ وهل بإمكانك استخدامها ضمن نظامك الغذائي الصحي؟

هيا بنا إذن لنتعرف على النودلز عن قرب:

بدأت صناعة النودلز سريعة التحضير عام 1958 في اليابان، وكانت تعتبر طعاماً خاصاً للأغنياء؛ حيث كان سعرها 6 أضعاف سعر النودلز الطازج، ثم انتشرت فكرة النودلز سريعة التحضير لتشمل شرق وشمال آسيا، وإذا أمعنا النظر الآن سنجد أنها منتشرة عالمياً وتباع في أغلب محلات الأغذية والمطاعم وبأسعار زهيدة.

تصنع النودلز من دقيق القمح والماء والملح؛ حيث تعجن المكونات معاً ثم يرق إلى شرائح رقيقة ثم تقطع إلى خيوط رقيقة، بعدها تطهى بالبخار على درجة حرارة 100 س ثم تقلى حتى يتم تجفيفها والتخلص من الرطوبة، ثم تترك لتبرد وتغلف، إما بأكياس أو أكواب، وقد أصبح الآن بالإمكان التخلص من الرطوبة عن طريق تعريض النودلز المطبوخة للهواء الساخن لمدة 30 – 60 دقيقة دون الحاجة إلى قَليه، وبالتالي فإن هذه الطريقة تعطينا منتجاً قليل الدهون إجمالاً.

وتتم إضافة النكهة إلى النودلز، إما خلال عملية العجن أو تكون ملحقة بأكياس، وتختلف النكهات وتتنوع بناءً على رغبة المستهلكين، فالدارج في مجتمعنا نكهات الدجاج والخضار والكاري، تشترك جميع أنواع النودلز على اختلاف نكهاتها ومصادرها بوجود معزز النكهة الذي يدعى مونوصوديوم جلوتمات والذي يسمى أمامي (Umami) ويصفه الطهاة والذواقة بحاسة التذوق الخامسة.

تعتبر النودلز سريعة التحضير مصدراً غنياً بالنشويات والدهون والملح؛ حيث يحتوي الكيس الواحد من النودلز على 356 -400 سعر حراري تقريباً، مما يجعلها من الأطعمة عالية السعرات الحرارية إجمالاً، فإذا كنت من متبعي الحميات أو تود الحفاظ على وزنك، فيجب عليك أن تعيد النظر في حال كانت النودلز إحدى وجباتك المفضلة؛ حيث تشير بعض الدراسات إلى أن تناول النودلز سريعة التحضير مرتبط بارتفاع معدل السمنة، وفي إحدى الدراسات وجد أن لها علاقة بمتلازمة الأيض عند الإناث.

أما بالنسبة للمونوصوديوم جلوتمات التي تعطي للنودلز طعمها المميز، وهي المستخدمة في مرق الدجاج الجاهز، فهي ما زالت محور التساؤلات في الأوساط العلمية ووسائل الإعلام أيضاً، فقد تمت تبرئتها من قبل عدة منظمات غذائية ومنظمات صحية، فمثلاً صرحت منظمة الغذاء والدواء بأن المونوصوديوم جلوتمات يعتبر مكوناً آمناً بشكل عام، لكن اشترطت ضرورة وضعها في المكونات المدونة على الملصق الغذائي في حال تواجدها.

أما الأسئلة التي تطرح عن مدى سلامة المونوصوديوم جلوتمات فهي عديدة، أولها أنها مرتبطة بالسمنة ذلك أن هناك العديد من الدراسات التي أجريت على الفئران؛ حيث تم إعطاؤها جرعات عالية من مونوصوديم الجلوتمات، لكن لم يتم إجراء دراسات محكمة حتى الآن على الإنسان؛ لذلك من الصعب إعطاء توصيات بناء على دراسات أجريت على الفئران، ومعظم هذه التجارب كانت للفئران حديثي الولادة، ويمكن أن يكون أيض هذه المادة مختلفاً عنها عند الإنسان، بالإضافة إلى أن معظم التجارب استخدمت جرعات كبيرة من مونوصوديوم الجلوتمات تفوق الكمية التي يتناولها الإنسان يومياً.

لذلك تعتبر قضيتنا خاسرة أمام المونوصوديوم جلوتمات والسمنة؛ لذلك يجب دراسة العلاقة بين المونوصوديوم جلوتمات وسمنة البشر عن قرب أكثر وعلى المدى الطويل؛ لنستطيع أن نعطي توصيات فيما يخص السمنة.

من التساؤلات الأخرى إذا كانت المونوصويدوم جلوتمات تسهم في إحداث تغيرات في الكيمياء العصبية في الدماغ وارتباطها بألزهايمر، ليس هناك أي دليل يشير إلى أن النظام الغذائي الغني بمونوصوديوم جلوتمات يسهم بذلك، ومعظم الدراسات التي أجريت كانت على الحيوانات المخبرية بجرعات عالية جداً، والدراسات القليلة التي أجريت على الإنسان لم تجد أن هناك علاقة، بالإضافة إلى أن الدراسات أوجدت أن الجلوتمات متواجدة طبيعياً في الأطعمة ويصنعها الجسم أصلاً، وأن الخلايا العصبية قادرة على التحكم بكمية الجلوتمات المتواجدة، فيها سواء كانت من مصدر خارجي أو تصنع في الجسم؛ حيث لا تستطيع الجلوتمات التي مصدرها الطعام الدخول إلى الخلايا العصبية.

إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأشخاص يتحسسون من المونوصوديوم جلوتمات؛ حيث تظهر عليهم أعراض عند تناول هذه المادة، وتسمى هذه الحالة متناذرة الطعام الصيني الذي يكثر استخدام هذه المادة فيه، ومن هذه الأعراض الصداع، والتعرق، وخدران في الفم، إلا أنه أيضاً حتى الآن لم يثبت أن مادة المونوجلوتمات الصوديوم متورطة في إحداث هذه الحساسية.

ولنعُد لسؤالنا الرئيسي: هل نستطيع تناول النودلز السريع التحضير؟ الجواب أنه لا بأس من تناوله بين فترة وأخرى، والاستعاضة عنه بوجبات خفيفة سريعة أكثر صحة مثل اللبن أو فواكه مجففة أو ذرة، وفي حالة تناول النودلز ممكن إضافة لمسة صحية إليه، مثل إضافة بعض الخضراوات المقطعة واستبدال النكهات برب البندورة، أو البهارات كالكاري أو الزعتر أو الريحان، ويبقى الاعتدال هو المفتاح.

هاف بوست


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.