أمين عام رابطة علماء الساحل يحذر من انتقال مقاتلي داعش إلى إفريقيا

قال يوسف بلمهدي الأمين العام لـ”رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل” (مستقلة)، إن المقاتلين ضمن التنظيمات الإرهابية ينفذون أجندات ومخططات لضرب الأمة الإسلامية.

حديث بلمهدي جاء في معرض رده على سؤال لمراسل الأناضول، حول رأيه في الأخبار المتداولة بشأن عودة مقاتلين من تنظيم “داعش” الإرهابي، من الشرق الأوسط، إلى إفريقيا بعد هزيمته في العراق وسوريا.

وكان مسؤولون في الاتحاد الإفريقي قد أعلنوا شهر ديسمبر/كانون الأول، في مدينة وهران (غرب الجزائر)، عودة “وشيكة” لـ6 ألاف عنصر من تنظيم “داعش، إلى إفريقيا.

وفي مقابلة مع الأناضول، أكدّ بلمهدي أن خطر داعش على الجزائر والمغرب العربي ودول الساحل الإفريقي لا شك فيه، وهو (أي التنظيم) يبحث عن مكان يسترجع فيه قوته، بعد خروجه (هزيمته) من مناطق عديدة”.

وأشار أنّ “هذه الجماعات المسلحة (داعش) تبحث عن مكان تأمن فيه وتسترجع قوتها، غير أن ذلك يهدد مناطق آمنة أخرى، ويشيع الفوضى ونشر الجريمة”.

واعتبر بلمهدي أنّ وجود فرد واحد يهدد المنطقة، لذلك “يجب مضاعفة الجهد للحد من نشاطهم”.

وجدد الأمين العام لـ”رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل” دعوته لنبذ العنف، وترك القضاء والمؤسسات العدلية تؤدي دورها.

ورابطة علماء الساحل التي تأسست مطلع العام 2013 ومقرها الجزائر، تضم علماء من الجزائروليبيا فضلا عن النيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا ونيجيريا وتشاد.

وتأسست الرابطة بهدف “مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم التسامح”، حسب تعريف القائمين عليها.

وشدد بلمهدي، وهو كادر سابق بوزارة الشؤون الدينية الجزائرية، على أن “الفكر المتطرف، بغض النظر عن مسمياته ومن يمثله أو يروّج له أو يتبناه، هو نتاج لسوء الفهم للدّين (الإسلامي)”.

وبشأن الحد من خطر “داعش” وأفكاره في إفريقيا، قال إن “الرابطة تعمل على تصحيح المفاهيم ومراجعة أفكار هؤلاء وإقامة جسور الحوار معهم”.

ونوّه بلمهدي إلى لقاءات وجلسات مطولة عقدت، لمراجعة فكر هؤلاء، مؤكدا “عودة الكثير إلى رشدهم”.

وبخصوص التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب والتطرف، قال: “لاشك أنّ مشروعا الوئام المدني، ثم المصالحة الوطنية أصبحا قبلة العالم في هذا المجال”.

و”الوئام المدني” مشروع إصلاحي أقره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد توليه الحكم سنة 1999، بغية النهوض بالبلاد من حالة اللاأمن التي كانت آنذاك، وإقامة مصالحة وطنية شاملة.

وميثاق “السلم والمصالحة الوطنية” قدمه بوتفليقة، في سبتمبر 2005، محاولاً إنهاء حرب العشرية السوداء في الجزائر (الحرب الأهلية الجزائرية).

وأردف بلمهدي: “روجنا لمشروع المصالحة الوطنية، وفتحنا أعين الكثير من الناشطين في إقليم دول الساحل الإفريقي للعمل على نشره وتحقيقه”.

ويضم إقليم دول الساحل الإفريقي السنغال، وموريتانيا، ومالي، وبوركينا فاسو، والجزائر، والنيجر، ونيجيريا، وتشاد، والسودان، وإريتريا.

وفيما يتعلق باتفاق الرابطة مع “المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب”، (مقره الجزائر)، لتطوير برنامج تكويني خاص بأئمة ودعاة وعلماء إفريقيا لمحاربة التطرف في القارة، أوضح أنه “شمل تطوير الخطاب الديني والإعلامي والتنمية في المنطقة ومدافعة الفقر”.

وأكد أنّ “الإمام والداعية يحتاج دورة لضبط المفاهيم المتداولة والمصلحات الرائجة في العمل الدعوي، خاصة تلك التي تستعمل في غير ما وضعت له واستغلها الفكر المتطرف”.

وشدد بلمهدي على أنّ محاربة الفقر بالتنمية وتوفير العمل والشغل، وتقديم الخدمات في المجال يشكل “حصنا منيعا” للشباب من التطرف.

وفي ختام حديثه، تطرّق بلمهدي إلى مسألة إعلان رئيس مالي، أبو بكر إبراهيم كايتا، الاستعانة بالتجربة الجزائرية في المصالحة بين بين الحكومة المركزية في باماكو، وأبرز المجموعات المسلحة الناشطة شمالي البلاد.

وهنا قال إن “مالي لجأت إلى الجزائر للخبرة التي تملكها ولنجاح المصالحة كمشروع جعل الجزائريين يتجاوزون محنة العشرية السوداء (الحرب الأهلية)”.

وشدد في السياق على أنّ “الجزائر حذّرت من الضغوط الأجنبية التي تريد فرض الحل”.

وقال إن بلاده أكدّت مساعدتها مالي.

واعتبر أن “الاستقرار والأمن لا يصنعه إلاّ الماليون أنفسهم بالجلوس إلى طاولة الحوار من غير إملاءات خارجية”.

واندلعت الأزمة في مالي منذ مارس/ آذار 2012، حيث أفضى انقلاب إلى نشوء حركات مسلحة، سيطرت على مناطق واسعة شمالي البلاد.

لكن سرعان ما استولت مجموعات متشددة موالية لتنظيم “القاعدة” على أغلب مدن شمالي البلاد.

ورغم التدخل العسكري الدولي الذي انطلق بمبادرة من فرنسا في 2013 لطرد المتشددين، إلا أن مناطق بأكملها ما تزال حتى اليوم خارجة عن سيطرة القوات المسلحة المالية، والقوات الفرنسية، والأممية ممثّلة في “مينوسما”.

كما لم يفلح اتفاق السلام الموقع، في 2015، بين الحكومة المركزية في باماكو وأبرز المجموعات المسلحة الناشطة شمالي البلاد، في إعادة الاستقرار إلى البلاد.

الاناضول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.