النساء المدخنات… الهروب من (نظرة المجتمع) عبر بوابة (المرض).!

(اليوم والتاني بتجيني بنت شكل دايرة سيجار نعناع، البتقول إنو أبوها رسلها والبتقول وصفوها ليها علاج وفي البتشتري وتمشي من غير ما تبرر)…هكذا ابتدر البائع أحمد قسم الله حديثه عندما اقتربت منه (كوكتيل) وسألته عن كمية إقبال الفتيات لشراء السجائر، تلك الظاهرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة وسط المجتمع السوداني الذي ظل رافضاً لها وزاجراً للفتيات المدخنات، (كوكتيل) نقبت حول هذه الظاهرة وأسبابها ومدى تقبل المجتمع لها.

(1)
الموظفة إسلام جعفر قالت في حديثها لـ(كوكتيل) إن التدخين تترتب عليه أضرار صحية كبيرة معترف بها علمياً وعلى الجنسين البعد عنه، وأضافت: (المجتمع اعتاد على أن الذكور هم الذين يقومون بهذه الممارسات أما انتشارها وسط الفتيات فهذا شيء جديد اجتماعياً ولا أعتقد أن يتوافق مع المجتمع وعاداته)، وواصلت: (نحن من قمنا لقينا أكبر عيب إنو البنت تشرب سجائر وشيشة)، وزادت: (على العكس تماماً التدخين لا يمكنه أن يكون علاجاً لأمراض الحلق والصدر فهو يزيد من خطر الإصابة بها وبأمراض أخرى أكبر خطورة وأنها مجرد إدعاءات وتبريرات لا محل لها من الصحة).
(2)
ربة المنزل نون محمد أكدت رفضها لهذه العادة التي وصفتها بالحديثة وقالت: (السجائر برستيج صاحبات الأيادي الناعمة، فقد أصبح التدخين نوعاً من الرقي والتحضر ولم يعد التدخين حكراً على جنس معين أو طبقة معينة أو عمر أو مستوى ثقافي معين)، وزادت أن نسبة كبيرة من العاملات بمختلف المجالات أو الطالبات يحملن السجائر بمبررات بعيدة عن العقل أنها مثلاً تخلص من ضغط العمل والدراسة وتعالج أمراض الحلق والالتهاب والاحتقان وغيرها، وأضافت أن هذا المفهوم خاطئ والتدخين له أضرار صحية دائمة تدوم حتى بعد الإقلاع.
(3)
حول الموضوع تحدث الشاب الفاتح الجنوبي قائلا : (انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التدخين بين الفتيات بشكل ملفت للنظر خاصة شرب سجائر النعناع ومعسل النعناع (الشيشة) وواصل: (التدخين خطر يهدد كثير من الأسر والمرأة هي الأم والمربية ودورها كبير في إصلاح المجتمع وتحللها يفسد المجتمع بأكمله لذا عليها التصرف بعقلانية).
(4)
عدد من الأبحاث التي أجراها الأطباء حول العالم أظهرت أن زيادة عدد وفيات النساء بسرطان الرئة ازدادت بسبب التدخين ، وأن النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة من الرجال والتدخين يدفع إلى الاستنشاق بعمق أكبر مما يسهل عملية دخول الجزيئات إلى أصغر الأنسجة حيث يبدأ السرطان وأن مدخني السجائر المعطرة بالنعناع هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، من جانبه قال اختصاصي علم النفس بانقا التوم إن الانفتاح على الثقافات الأخرى أفرز مجتمعاً أكثر انفتاحاً فالمرأة لم تعد معزولة بل أصبحت ملمة بثقافات المجتمعات الأخرى وعاداتها عبر الفضائيات مما جعلها أكثر تأثراً بسلوكيات لا تتفق مع ثقافة المجتمع المسلم وعاداته ، وتابع : عادة التدخين التي بدأت تنتشر بين شرائح متعددة من الفتيات بأعمار متباينة ومستويات تعليمية في الأصل بدأت من باب التجريب وحب الاستطلاع والتقليد انتهت لممارسة فعلية وواصل : (أما عن أسباب التدخين المذكورة فهي ليست أسباباً بل تحايلاً على المجتمع وعلى الأسر أن تكون رادعة لمثل هذه العادة).

السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.