مشهد المواطنين وهم على حافة الكوبري يترجلون سيراً على الأقدام، نسبة لتوقف الحركة تماماً، من المشاهد النادرة داخل العواصم المتحضرة، ومشهد البطاح المحمل بالجوالات وسط الكوبري ومن حوله رافعة وعدد كبير من (العتالة) يفرغونه من المشاهد المؤلمة والتي لا توجد في البلدان (الجاهزة).
هذا ما حدث قبل يومين وسط كوبري النيل الأبيض وتسبب في شل الحركة تماماً بأم درمان والخرطوم، وضاعفت حركة السير بالخرطوم بحري والتي هي أيضاً تعاني من اختناق مدة عام إن صحت تقديرات صيانة كوبري النيل الأزرق.
هذه الواقعة وغيرها، تضع قراءة واضحة للواقع المروري بالعاصمة، وتؤكد ضعف البني التحتية للطرقات، وشرطة المرور يومها لم تجد خياراً لطرق بديلة، فهذا الوضع يجعل شرطة مرور الخرطوم تعمل في واقع بالغ التعقيد، والذي يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، والواضح للعيان أن البني التحتية هي الأخرى تعمل في ظروف استثنائية جعلتها في حالة طوارئ دائمة.
وبحسب إحصائية رسمية، فإن البني التحتية بالخرطوم فرغت من رصف (3500) كيلومتر من طرقها الداخلية، وتستهدف الوصول بها الى (5000) كيلومتر خلال هذا العام، وبالتالي فإن ما هو مرصوف من طرق يساوي (أحفظوا معي الرقم دا) (3) ملايين و(500) ألف متر، بالرجوع لسجلات ترخيص مركبات الخرطوم الملاكي فقط، فإنها في حدود المليون مركبة، ولو اعتبرناها مركبات صغيرة طولها مترين فقط، فإنها لو اصطفت طولياً أو خرجت في وقت واحد، فإنها تحتاج لمليوني متر، المتبقى من المسافة (مليون) و(500) متر، تسير عليها المركبات الحكومية ومركبات الأجهزة النظامية وبصات الولاية الكبيرة في حدود (1045) بص، وحوالي (17337) من الحافلات الصغيرة. أما الأمجاد، فهناك حوالي (15) ألف عربة، والتاكسي والليموزين حوالي (10) آلاف، بالإضافة لأكثر من (90) ألف ركشة، (هذه إحصائيات قديمة في العام 2016)
هذا هو الواقع المروري للعاصمة، وبالتالي فإن خرجت هذه المركبات في وقت واحد فإن مما رصفته البني التحتية لن يسعها، وإن تعطلت مركبة داخل الكوبري نصف ساعة فإنها تشل الحركة تماماً، وإن كان هناك أي وقوف خاطئ، فإنه يعرقل السير في كل الاتجاهات لدرجة أن الونش لن يجد طريقه لسحبها.
لذلك على مستخدمي الطريق مراعاة هذا الواقع بالوقوف الصحيح وتجهيز الشاحنات والالتزام بالحمولات القانونية.
أفق قبل الأخير
في حال استمرار تدقف المركبات للخرطوم بهذه الكمية، فإن الخرطوم ستختنق دون تعطل شاحنات أو وقوف خاطئ.
أفق أخير
الهم المروري مسؤولية الجميع..
الانتباهة