وديع الصافي.. صوت خالد كأرز لبنان

“لبنان يا قطعة سما.. لبنان. صارت بلون البكي زهور الربيع والأرز تاكي ع الأرز بكيان. غمّض عيونو وغفي. وسافر وديع”، بهذه الكلمات ودع الشاعر اللبناني نزار فرنسيس المطرب الكبير وديع الصافي.

وقال فرنسيس لـ”سكاي نيوز عربية”: “مات وديع فرنسيس وبقي وديع الصافي الذي لا يموت “، وذلك بعد أن غيب الموت المطرب الكبير عن عمر ناهز 92 عاما، تاركا وراءه إرثا وطنيا في الفن اللبناني الأصيل.

ما يمز المطرب والملحن الراحل وديع الصافي بحسب نزار فرنسيس “أنه برز في عصر الأصوات الجميلة الرائعة، وكان صوته الأجمل والأروع. فهو تميز بعصر من الصعب أن يتميز فيه إنسان. حتى كبار الفنانين والمطربين العرب في عهده أشادوا بصوته النادر فقائل أحدهم: في وجودك من الأفضل أن نبيع الترمس نحن ..”.

وشارك وديع الصافي إلى جانب الرحابنة وفيروز في وضع أسس الأغنية اللبنانية، ولحن وغنى على مدى سبعة عقود آلاف الأغاني، وأطرب الجمهور في المشرق والمغرب العربي حتى بات يلقب بمطرب المطربين وأبو كلثوم العرب.

ويقول الناقد الفني اللبناني، جمال فياض، إن “الإرث الذي تركه وديع الصافي لن يتكرر، وحجم الثروة الفنية التي تركها توازي حجم خسارته. في كل الأحوال فإن جمهوره كرمه في حياه وسيكرمه بعد وفاته أكثر مما كرمه المسؤولون” .

ويضيف فياض أن “العالم سيتذكر وديع الصافي بعد مرور عشرات بل مئات السنين، أكثر مما يتذكر السياسيين الذين كانوا في عهده وقصروا في تكريمه سواء كان حيا أو ميتا”.

“المواهب الكبيرة صارت نادرة جدا في هذا العصر”، يقول جمال فياض، الذي يضيف “أننا طوينا صفحة كبيرة من كتاب العظمة للفن العربي”.

فوديع الصافي غنى لبنان والإنسان والحب، وكان عملاقا بين المطربين اللبنانيين والعرب منذ انطلاقته الفنية عام 1938 إثر فوزه بمسابقة للغناء نظمتها الإذاعة اللبنانية آنذاك.

والتقى محمد عبد الوهاب عندما سافر إلى مصر عام 1944، وقال له الأخير بعد سماع صوته ” من غير المعقول أن يملك أحد صوتا كهذا” .

“واحد من أهم المطربين الذين غنوا بكل راحة بقرار القرار، وبكل راحة بجواب الجواب ومساحة صوته كانت أكثر من أكتاف ونصف زيادة عن أي مطرب عادي معروف”، كما يشرح جمال فياض.

لاشك أن رحيل وديع الصافي يمثل رحيل أحد آخر العمالقة في عصره، وهو كما قال الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، عندما نعاه السبت “غياب وديع الصافي خسارة وطنية على مستوى الفن اللبناني التراثي الأصيل”.

يودع لبنان الرسمي والشعبي الراحل وديع الصافي، الاثنين المقبل، في مراسم الجنازة التي تقام في كاتدرائية مار جرجس وسط بيروت.

ومن المتوقع أن يمنح الراحل أرفع الأوسمة تقديرا لعطاءاته الفنية والثقافية للبنان والعالم العربي على مر أكثر من ستة عقود.
1 459168
سكاي نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.