قال (شيخ العلمانيين) المفكر المصري الراحل الدكتور لويس عوض في مذكراته (نعم كنت مسطولاً). حيث دخل لويس عوض دنيا تعاطي المخدرات وعالم (الشديدة) أي سيجارة الحشيش (القوية)،
على يد صديقه عمر الحكيم الذي أقنعه بدور الحشيش في زهزهة العقل وفرفشة النفس، ومنحه سيجارة (قوية) قام (لويس) بتدخينها لتنسيه اللغة العربية فأصبح يتكلم الإنجليزيَّة. تلك كانت تجربة لويس الأولى في المخدرّات. من بعد عمر الحكيم، كان رفيق لويس عوض في تعاطي المخدرات الفنان التشكيليّ كامل التلمساني الذي (صقعه) ذات مرَّة بسيجارة (قوية) جعلت لويس يمشي في وسط شوارع القاهرة وهو يضحك بمفرده. (كان حينها أستاذاً في كلية الآداب). قال لويس عوض صرت أمشي في (ميدان العتبة) في تراخٍ وأنا مخدَّر وعقلي يتشتت ثمَّ يتركز كالموجات الهادئة. وفجأة وجدت نفسي أضحك ضحكات هستيرية. وتنبَّهت إلى أني كنت أسير وحدي فأصبت بارتياع. خيّل إلي أن بعض المارّة كانوا يحملقون فيّ بدهشة ويظنون أني مجنون. وعن علاقته بالبغاء حكى لويس عوض عن تجربته الأولى التي حدثت في (بني سويف). حيث دخل لويس عوض عالم البغاء في السابعة عشرة من عمره، عندما ذهب إلى أداء امتحان البكالوريا (الثانوية العامة) في مدرسة (بني سويف) الثانوية. حيث كانوا يسكنون أثناء الامتحانات في (الداخلية). ثمَّ ذهب لويس عوض برفقة عشرة من زملائه من (الداخلية) إلى حيّ البغاء. ودخل أحد تلك البيوت. وصف لويس عوض المومس التي كانت (بطلة) تجربته الأولى بأنها (بنت جميلة فاحمة الشعر بيضاء البشرة في العشرينات قادتني إلى الفراش في حنان بالغ عندما أدركت أني بغير تجربة سابقة). ثم استغرق (لويس) في حكاية تفاصيل تلك الليلة إلى نهايتها، وكيف أن في تجربته الأولى في عالم البغاء والفاحشة كانت البنت الجميلة، على حدّ وصفه، تقوم بدور المعلِّم، وأنها بعد النهاية قبَّلته بعطف شديد، بعد أن أدركت أنه كان (بكراً)، وقادته من يده على السُّلَّم حتى الباب الخارجي. ثم تحدث لويس عوض عن (رينيه) اليهودية المصرية بنت خواجة (معتوق) في مدينة الإسكندرية، التي كانت بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة من العمر متوسطة الجمال، ولكنها ناهدة فاحمة الشعر جذابة و (سكسي)، على حدّ تعبيره . وكيف أن (رينيه) الإسكندرانية (فياضة الحيوية) التي تتكلم الفرنسية بطلاقة وتجيد الغناء بالفرنسية، كما تجيد الرقص، كانت تجلس على حِجره، وكأنها لا تعرف الفرق بين الخطأ والصَّواب!.
*نواصل
الجزء الثاني
عن تجربته في البغاء تحدث لويس عوض عن (رينيه) اليهودية المصرية بنت خواجة (معتوق) في مدينة الإسكندرية. كانت بين الخامسة عشرة والسادسة من العمر.
متوسطة الجمال. ولكنها ناهدة فاحمة الشعر جذابة و (سكسي)، على حدّ تعبيره . و وصف (شيخ العلمانيين) كيف أن (رينيه) الإسكندرانية (فياضة الحيوية) التي تتكلم الفرنسية بطلاقة وتجيد الغناء بالفرنسية، كما تجيد الرقص، كانت تجلس على حِجره، وكأنها لا تعرف الفرق بين الخطأ والصَّواب!.
قال لويس عوض في مذكراته: كانت (رينيه) معتوق مؤثراً من المؤثرات الهامة في ثقافتي الفنية. وقد حاولت أثناء وجودي في الإسكندرية أن تعلمني الرقص الأفرنجي. وبدأت بـ»التانجو» و «الڤالس». ثم أشار لويس عوض إلى انتشار الكوكايين والمخدرات بين فئات وطبقات المجتمع من الفنانين والأدباء والمثقفين و(الأسطوات) وأولاد الذوات. وأشار إلى سيِّد درويش الموسيقار العبقري الذي توفي في سن باكرة عام 1924م بسبب تعاطي الكوكايين. سيد درويش ذلك (الشيخ) الذي قام بتلحين النشيد الوطني المصري (بلادي بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي). ذلك سيد درويش صاحب الأغنية الرائعة التي تغرِّد بها فيروز (زوروني كلُّ سنة مرّة حرام تنسونا بالمرَّة). وأشار لويس عوض إلى أن محمد حسين هيكل السياسي والأديب كان (يشمُّ) الكوكايين ولا يكتب إلا وزجاجة الويسكي على مكتبه. ممَّا كتب الأديب محمد حسين هيكل كتاب (حياة محمد) و (رواية زينب). ويورد لويس عوض أغنية شعبية كان يتداولها الناس عن انتشار المخدرات في المجتمع يقول مطلعها (شمَّ الكوكايين … خلاَّني مسكين… وعيني في راسي رايحين جايين … ألخ). وهي نظيرة لأغنية شعبية انتشرت في السودان في الستينات عن أوضاع مماثلة تقول (مشيت لعمّى عطية أدَّاني وزنة قوية… «دلدوم» سيجارته قوية… سطلت سطلة قوية .. وانسطلت العربية والنور طفا) !. كان يتمّ غناء تلك الأغنية الشعبية بنفس لحن أغنية (الليمون سقايته عليّ). ومثلما كانت المراهقة الإسكندرانية (رينيه) بنت خواجة معتوق تجلس على حِجْر (شيخ العلمانيين) الدكتور لويس عوض، وكأنها لا تعرف الفرق بين الخطأ والصّواب، على حدّ تعبيره، كذلك كان (شيخ العلمانيين) يتعاطى الخمر وكأنه لا يعرف الفرق بين الحرام والحلال. كان لويس عوض ضد تحريم الخمر. وعندما طالب حزب (مصر الفتاة) بتحريمها، كان أن سخر لويس عوض بقوله (كان من الوصايا العشرة الجديدة لا تشرب الخمر). وتشير مذكرات لويس عوض إلى علاقته بالخمر منذ دراسته الجامعية، حيث كان يشرب النبيذ الأحمر القبرصي (الشيري) و(البيرة) ألمانيَّةً و مصريةً. تلك كانت من (ملذَّات) لويس على حدّ تعبيره في مذكراته. كما كان (البغاء) من ملذَّات لويس عوض التي كتب عنها ، وأسماه (الحبّ بالأجر). وتحدث لويس عوض عن (حي الأزبكيَّة) حيّ البغاء الذي اعتاد الذهاب إليه. حيث المومسات ثلاث درجات، فتيات الدرجة الأولى (البريمو) وتكلف خمسة عشر قرشاً، وفتيات الدرجة الثانية (السوكوندو) وتكلِّف عشرة قروش، وفتيات الدرجة الثالثة الشعبية (الترسو) وتكلف خمسة قروش. إلى جانب حيّ الأزبكية، كانت هناك من حوله البيوت السّرية للبغاء. حيث الفتيات أغلى ثمناً، وحيث أعِدَّت تلك البيوت للرجال (المحترمين). تبلغ تكلفة الفتاة في تلك البيوت خمسة وعشرين قرشاً. هذا قليل من كثير من علاقة لويس عوض الحميمة بالمخدرات والخمر والبغاء. (شيخ العلمانيين) المفكر المصري الراحل الدكتور لويس عوض ظلّ طوال حياته خصماً عنيداً للتيَّار الإسلامي والقوانين الإسلاميَّة، وطفق يغلِّف تلك المعارضة الشرسة بمفردات زاهية ولغة فلسفية من زخرف القول عن مبادئ الحرية والحداثة والإنسانية. معارضة العلمانيين السودانيين للقوانين الإسلامية والنهج الأخلاقي الإسلامي في الحياة… هل هي الأخرى نجمت عن علاقة حميمة بالخمر والمخدِّرات والبغاء؟