وزير الخارجية “غندور” يعلن إفلاس السودان !!

وإذا كانت الحكومة فشلت في سداد إلتزامات سفاراتها فهذا يعني أنها لن تستطيع الإيفاء بكثير من إحتياجاتها الخاصة بالخدمات، وأن إقتصاد (الندرة) الذي بدأ يكشر عن أنيابه سيصبح واقعاً في غضون الأيام القادمة ومن لا يقتنع بذلك عليه أن يسأل الذين يعملون في مجال الإستيراد.
_______
الصباح الجديد – أشرف عبدالعزيز

من الواضح أن كشف غندور لعجز الدولة صرف إستحقاقات العاملين بالسفارات بالخارج، أشار إلى عمق الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد.
القضية في تقديري ليست قضية رفض محافظ بنك السودان المركزي الإنصياع لتوجيهات الرئيس البشير لدفع الإستحقاقات، وإنما في عدم مقدرته الإيفاء بها، وهذا ما يجعل السؤال يرفع عقيرته، هل أفلست الدولة وفشلت في سداد إلتزاماتها؟
كل المؤشرات تقول بذلك، وإلا كيف لدولة تكشف الغطاء عن دبلوماسييها وتجعلهم عرضة للإستقطابات، وتهز هيبتها وسيادتها بهذه الدرجة، ماذا سيفعل هؤلاء الدبلوماسيون في بلاد من المفترض أن يعكسوا فيها سمعة أفضل لبلادهم وتحسين صورتها، هل سيراوغون أصحاب العقارات التي يستأجرونها أم يستجدون أو يستدينون من أجل توفير الخبز لأسرهم.
تصريحات غندور هذه أكدت (تهميش) الوزراة وعدم إيلائها إهتماماً، وأشارت بوضوح للإجراءت السابقة التي أتخذت تجاه الوزارة وقطعت أوصالها، فلقد أسندت العديد من المهام للدكتور عوض الجاز في عرف جديد على وزارة الخارجية لم تعهده الدبلوماسية من قبل، فضلاً عن الأدوار التي قامت بها الدبلوماسية الرئاسية وإن كانت من حقها فقد أثرت على مهنية وزارة الخارجية.
إذا كانت الحكومة عاجزة عن تدبير هذه الرواتب، فالأكرم لنا إغلاق المكاتب الخارجية التي لا نستطيع الصرف عليها، بدلاً من تركها دون رواتب وإيجارات بما يسبب ضرراً كبيراً وغير مقبول بصورة السودان في الخارج، ومادام أن وزارة الخارجية (مشلعة) وبعض الملفات بيد من هم خارجها فلتتم الخصخصة بدلاً عن الفضائح التي لا ننقصها.
كثير من الخبراء إنتقدوا كثرة أعداد الدبلوماسيين السودانيين في الخارج، وقالوا إنهم يكلفون خزينة الدولة أموالاً طائلة لأنهم يتلقون رواتبهم بالدولار، في وقت تعاني فيه الدولة من نقص حاد في العملة الأجنبية، مطالبين بسداد رواتب الدبلوماسيين بالجنيه السوداني، ومع ذلك يجب أن يدرك الجميع أن الدبلوماسية السودانية تعد من أقدم وأعرق الدبلوماسيات في العالم، وأن تأخر رواتب البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج (فضيحة عالمية)، وأمر يسيء لسمعة السودان دولياً، فبعد أن يعرف العالم أن السودان أصبحت غير قادراً على صرف رواتب موظفيه، فهذا يعني شي واحد فقط أنه دولة على وشك الإفلاس، والسبب الرئيس في هذه الفضيحة هو الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لكن هذا لا يعفي الحكومة من المسؤولية، لأنها هي المسؤولة عن سوء إدارة وتخطيط وتوزيع ميزانية وزارة الخارجية.
وإذا كانت الحكومة فشلت في سداد إلتزامات سفاراتها فهذا يعني أنها لن تستطيع الإيفاء بكثير من إحتياجاتها الخاصة بالخدمات، وأن إقتصاد (الندرة) الذي بدأ يكشر عن أنيابه سيصبح واقعاً في غضون الأيام القادمة ومن لا يقتنع بذلك عليه أن يسأل الذين يعملون في مجال الإستيراد.
الجريدة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.