بسبب أزمة الوقود.. توقف البصات السفرية والخُطوط الدولية!!

تصاعدت أزمة الوقود بصورة غير مسبوقة وعادت صفوف السيارات والازدحام في محطات الوقود مَرّةً أخرى في مناطق مختلفة بولاية الخرطوم وبعض الولايات – خَاصّة الطرفية -، في غُضُون ذلك تَوقّعَ نائب الأمين العام لغرفة النقل بالميناء البَرِّي أبو بكر بخيت عبد الله حُدوث انهيار قطاع النقل بعد توقف حركة البصات السفرية وخطوط النقل البرية الرابطة بين (الخرطوم والقاهرة.. والخرطوم – أديس أبابا)، مُحذِّراً في ذات الوقت من تفاقم خطورة الوضع بالميناء البرِّي والخُطُوط الدولية بسبب انعدام الوقود، فيما شكا سائقون وأصحاب مواعين النقل من شُح الوقود بعد عودة الأزمة من جديد.
(التيار) وقفت ميدانياً على تفاصيل الأزمة واستطلعت أصحاب المركبات ونقلت حقيقة الوضع بالكامل..

تقرير: سعدية الصديق

ذيول الأزمة

وفي الخرطوم، شَهدت طُلمبات الخرطوم اكتظاظاً وازدحاماً لمئات المركبات في انتظار استلام حصتها من الوقود (بنزين وجازولين) منذ أول أمس الجمعة مروراً بيوم أمس السبت وحتى الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد مما انعكس مباشرة في تضاعف أسعار تذاكر الركاب في عدد من الخطوط الداخلية خاصة في خط الخرطوم – الكلاكلة اللفة التي تضاعفت قيمة تذكرة الركاب إلى (10) جنيهات بدلاً من (5) جنيهات، وكذا الحال في بعض مواصلات الخرطوم بحري وأمدرمان ولم يتوقف الأمر عند هذا الزيادات بل ظل تكدس المُواطنين لانتظار المركبات لفترات طويلة دُون حُلولٍ من الجهات المُختصة، فيما قال بعض سائقي المركبات لـ (التيار) انهم أوقفوا سيارتهم بالمنازل لحين انتهاء الأزمة ووضع حلول جذرية لمشكلة شُح الوقود، مُوضِّحين أنهم لجأوا لشراء الوقود بـسعر (السوق الأسود) وزادوا بأن ارتفاع أسعاره يؤدي إلى مضاعفة قيمة التذكرة..
وبالنسبة للولايات، قال أبو بكر إنّ خطوط (سنار – مدني – الحصاحيصا) تُواجههم فيها مُشكلة حقيقية نظراً لأن بصات هذه الخطوط في حال عودتها للخرطوم إذا لم يتم توفير الوقود لها فإنّ شركات النقل لن تستطيع الحجز للمسافرين إلا في حال ضمان توفر الوقود لها.

خُطورة الموقف

فيما كشف نائب الأمين العام لغرفة النقل بالميناء البري أبوبكر بخيت عبد الله عن خطورة الوضع بالميناء البري والخطوط الدولية (الخرطوم – القاهرة والخرطوم – أديس أبابا) بسبب انعدام الوقود، وقال أبو بكر لـ(التيار) أمس إن الغرفة ممثلة في شخصه تعتزم اليوم وبرفقة مدير عام النقل مالك بشير محمد لمقابلة وزير النقل مكاوي محمد عوض وإدارة الأمن الاقتصادي بجهاز الأمن والمُخابرات الوطني بهدف وضع مُعالجة للأمر، وأعلن أبوبكر أن الغرفة منذ بداية الأزمة قامت بمخاطبة وزير النقل مكاوي محمد عوض رسمياً بغرض احتواء الأزمة لكنهم لم يتلقوا أي رد من وزارة النقل، وشدد أن المشكلة إذا لم يتم حلها سيؤدي لانفجار الموقف، وأصفا الأمر بالخطير، وأقر بوجود مشكلة نقل في الخطوط السفرية بالولايات (شندي – عطبرة – مدني – كسلا – الأبيض والنهود، بجانب خطوط النقل الدولية المتجهة إلى القاهرة وأديس أبابا)، ولفت بخيت إلى أن عدداً كبيراً من شركات النقل تضرّرت من تلك الأزمة بسبب عدم تَوفُّر الوقود وأدّى ذلك لانحسار حركة النقل الخارجية، فعلى صَعيد سَفريات (الخرطوم – القاهرة)، فإنّ عدد الرحلات البرية تقلص من 25 رحلة يومية إلى 12 في اليوم، رغم أنّ غالبية هذه الرحلات تذهب للقاهرة بهدف العلاج لأنّ أكثر من 75% من المُسافرين في رحلات علاجية.. وفي خط (الخرطوم – أديس أبابا) تقلصت الرحلات من 10 بصات خلال يومي (السبت والثلاثاء من كل أسبوع) إلى 4 رحلات برية بسبب شُح الوقود.

فوضى إدارية

وحول هذا الأمر حاولنا الاتصال بأحد المحللين والاقتصاديين البروفيسور عصام عبد الوهاب بوب، الذي وصف ازمة صفوف البنزين والجازولين بانها تُضاعف مشاكل التضخم وغلاء الأسعار، بجانب انعدام السيولة، ولفت الى أن هذه الأزمة تعتبر فريدة من نوعها وتعكس سوء الإدارة في حكومة اليوم، خاصة أن المصفاة توقفت عن العمل بسبب صيانة ضرورية، ولكن لم يتم التنسيق لهذا الأمر مع الوزارة المختصة حتى يتم استيراد وقود من الخارج لضرورة تلك المسألة، وزاد: إنّ هذا ليس أمراً عادياً لو لا وجود الفوضى الإدارية على حد قوله، وقال: مازالت الجهات ذات الصلة في حالة إنكار لوجود الأزمة ومن ثَمّ التصريحات المُتضاربة للمسؤولين في الدولة، واضاف مستدركاً: إنّ أزمة السودان ليست أزمة موارد، ولكنها أزمة إدارة تندرج تحت طائلة التلاعب وسُوء تخصيص الموارد.

المدارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.