اتهامات سودانية لـ”الإخوان المسلمين” بالتحرك لضرب “التحالف العربي”
اتهمت مصادر سودانية من وصفتهم بـ «جماعة تنظيم الإخوان» بالوقوف خلف إشاعات تستهدف قوات التحالف العربي في اليمن عبر نافذة القوات السودانية هذه المرة، بهدف تخفيف الضغط عن الميليشيات الحوثية التي تعاني ضربات متلاحقة من «التحالف» خلال الفترة الأخيرة، أدت إلى مقتل عدد من قيادات الميليشيات الإرهابية، على رأسهم ما يسمى برئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد وفرار البعض الآخر، وسقوط 700 موقع تابع للحوثيين في يد قوات التحالف.
وأفادت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها في اتصال مع «الحياة» أمس، بأن «العلاقات السعودية- السودانية التي يسعى البعض إلى ضربها الآن، على أفضل ما يكون، خصوصاً في ظل تأكيد قيادة المملكة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وكذلك الرئيس عمر حسن البشير على أهمية واستراتيجية هذه العلاقات».
ولفتت إلى أن «الإشاعات عن انسحاب القوات السودانية من التحالف العربي في اليمن، بدأت في الظهور أوائل شهر نيسان (أبريل) الماضي»، كاشفة أن من روج لها هما نائبان في البرلمان السوداني ينتميان إلى «حركة الإصلاح الآن»، التي تمثل إحدى أذرع جماعة «الإخوان المسلمين» في الداخل السوداني، وواحدة من أهم الحركات الإخوانية في المنطقة.
وتابعت المصادر أن «صحافية سودانية (تتحفظ «الحياة» عن نشر اسمها) دَعَمت تحرك النائبين المذكورين، وكتبت على صفحتها في فيسبوك، خبراً كاذباً ومفبركاً عن إبلاغ القيادة السودانية المملكة العربية السعودية بـ «انسحابها من التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن»، وما يترتب عليه من انسحاب للقوات السودانية المشاركة في هذا التحالف.
وأضافت أن «ما نشرته الصحافية السودانية، تلقفه برلماني من بلادها (تتحفظ «الحياة» عن نشر اسمه)، تشكل جماعته كتلة في البرلمان السوداني، قبل أن تصدر الكتلة بياناً، بخلاف رغبة أعضاء البرلمان، تأييداً لحركة «الإصلاح» الإخوانية، التي يقودها «الإخواني» غازي العتباني.
ولفتت المصادر إلى أن «منصات إعلامية سودانية محسوبة على الإخوان، سبق أن أفردت تقارير مفبركة عن وجود خلافات سعودية- سودانية، ستقوم الخرطوم على إثرها بالانسحاب من التحالف وإعادة قواتها من اليمن».
وأكدت أن القيادة السودانية واجهت التصريحات والحملة العدائية التي تبنتها «الجماعة» وأذرعها في الإعلام والبرلمان السودانيين بوضوح في ذلك الحين. وأشارت المصادر إلى أن «الخرطوم نقلت على لسان وزير خارجيتها السابق البروفيسور إبراهيم غندور، في لقاء عقده عقب هذه الحملة مع كل من سفراء المملكة العربية السعودية علي بن حسن جعفر، والإمارات حمد بن حسين الجنيبي، ومصر أسامة شلتوت، تأكيد السودان، بتوجيهات من الرئيس عمر حسن البشير، استمرار القوات السودانية كعنصر رئيس ضمن قوات التحالف العربي، لتحقيق أهداف التحالف بقيادة المملكة في إعادة الاستقرار إلى اليمن».
وشدد غندور خلال اللقاء على أن «السودان والمملكة العربية السعودية والإمارات ومصر هم ركائز الأمن القومي العربي»، مؤكداً أن «الخرطوم باقية في التحالف، وملتزمة أهدافه واستراتيجياته في اليمن».
ونقلت تقارير إعلامية سودانية تصريحات لعدد من المسؤولين في حكومة الرئيس عمر حسن البشير، تنفي فيها هذه الإشاعات. وأكد القيادي في حزب «المؤتمر الوطني» الحاكم ربيع عبدالعاطي، أن «مطالبات كتلة التغيير ليس لها أي أثر في القرار الرسمي أو الشعبي».
وقال عبدالعاطي إن «إطلاق مثل هذه الإشاعات، لن يكون له أي تأثير في قرار الدولة السودانية»، مضيفاً أن «المطالبات بسحب القوات هي مسائل برلمانية، لكن القرار في النهاية هو قرار رئاسي وليست له علاقة بالبرلمان». وأكد أن «قرار سحب القوات من عدمه بيد الرئيس، وهذا الأمر لا يدخل في إطار التشريع، فالقرار بيد أعلى قيادي في السلطة التنفيذية وهو الرئيس البشير، وبالتالي لا دخل للبرلمان في مثل هذه الملفات»، لافتاً إلى أن «البرلمان لم يشارك في قرار إرسال القوات، وبالتالي ليس منوطاً به المطالبة بسحبها من اليمن». وشدد على أن «تلك الدعوات ليست ملزمة للسلطة التنفيذية».
صحيفة الحياة