تعليق مفاوضات المنطقتين

أعلن الرئيس الجنوب إفريقي السابق ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى التي تتولى الوساطة بين حكومة السودان وقطاع الشمال بالحركة الشعبية في مفاوضات حول المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق، أعلن رفع المفاوضات على أن تستأنف بعد عشرة أيام في «27» فبراير الجاري. وقال أمبيكي في الجلسة الختامية للمفاوضات التي كانت قصيرة ومقتضبة ومقصورة على حديثه هو فقط، إن الوساطة بعد أيام من بدء التفاوض والحوار بين الطرفين وتقديم كل طرف لورقته وتصوره التفاوضي، قدمت الوساطة تصورها للجانبين وقررت رفع المفاوضات لمدة عشرة أيام حتى يتمكن كل طرف من التشاور والتفاكر ليعودا بعدها لاستئناف التفاوض.

وبعد كلمته المقتضبة مباشرة، دون أن يتحدث رئيسا الوفدين اللذان التزما بعدم الإدلاء بأية تصريحات لأجهزة الإعلام، قال أمبيكي لـ «الإنتباهة» إن الوساطة حريصة على أن يعود طرفا التفاوض بعد دراسة الورقة المقدمة إليهما ومواصلة النقاش حولها، وبها نقاط بناءة تصلح كأجندة للحوار المباشر في كل القضايا المطروحة.
مشاورات قبل الختام
وكان مقر التفاوض قد شهد منذ الصباح الباكر يوم أمس اجتماعات مكثفة للوساطة مع رئيسي الوفدين كل على حدة، قبل أن تعقد اجتماعاً مشتركاً عصر أمس استمر حوالي أربعين دقيقة، بعدها اجتمع كل رئيس مع وفده، ثم دخل الجميع إلى الجلسة الختامية.
بوث يحاول
كما عقد المبعوث الأمريكي دونالد بوث الذي يتابع المفاوضات عن كثب ولم يغادر طوال يوم أمس مقر التفاوض على الإطلاق، عقد اجتماعات مع أمبيكي وسكرتارية الوساطة ومع رئاستي الوفدين.. ومع ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي.
تصور الوساطة التوفيقي
وحسب متابعة «الإنتباهة» فإن التصور المقدم من الوساطة حاول التوفيق بين الورقتين المقدمتين من طرفي النزاع، وحدد نقاطاً مهمة في الجانب الإنساني ووقف إطلاق النار الشامل وأمن على أن التفاوض مقصور على قضايا المنطقتين، وتكوين ثلاث لجان لمناقشة الملفات الثلاثة الأمني والسياسي والإنساني على أن يكون ذلك مدخلاً للتشاور في القضايا العامة، ورهن أية قضية أخرى مثل المؤتمر القومي الدستوري بالحوار بين القوى السياسية السودانية.
وعكفت لجان من كل طرف في دراسة التصور كل طرف لوحده، قبل أن يتأهب الطرفان للمغادرة صباح اليوم، وسيعود وفد الحكومة إلى الخرطوم مساء هذا اليوم.
أليكس دي وال خبير الصياغات
ولفت الأنظار منذ الصباح وصول الخبير البريطاني أليكس دي وال، مستشار الآلية الرفيعة المستوى من لندن، وقال في تصريحات محدودة إنه جاء إلى مقر التفاوض لمتابعة ما يحدث والمساهمة في تقدم المفاوضات، إلا أنه لم يؤكد أو ينف مشاركته الفعالة في إعداد التصور الذي قدمته الوساطة للطرفين. وقال أليكس أيضاً في تعليق يتفق مع موقف الحركة الشعبية قطاع الشمال، إنه «يؤمن بحل شامل للقضايا السودانية وليس تجزئتها».
النقاش الجانبي ينتهي بصفر
وشهد اليوم الأخير من التفاوض جلسات نقاش جانبية بين أطراف من الطرفين، خاصة اللقاء الطويل بين عضو الوفد الحكومي دانيال كودي وياسر عرمان، وأبناء منطقة النيل الأزرق بعدد من أبناء المنطقة في الوفد الحكومي، إضافة إلى لقاءات عرمان بالصحافيين والإعلاميين.
بيان الوفد الحكومي
وكان الوفد الحكومي قد أصدر بيانا صحفياً قبل نهاية المفاوضات أشار فيه إلى موقفه من المفاوضات المخصصة لقضية المنطقتين وتحليه بالصبر والمرونة من أجل تقدم المفاوضات وتقديمه للمقترحات والحلول، في مقابل ما اتسم به موقف الحركة الشعبية قطاع الشمال من تزمت وتعنت ومراوغة وتنصل ونكوص عما اتفق عليه، وأن وفد الحركة فاقد للإحساس بمعاناة مواطني النيل الأزرق وجنوب كردفان وتسخيره واستغلاله لهذه القضية لخدمة أجندة لا علاقة لها بالمنطقتين وأهلها، وقال البيان إن وفد الحركة أعلن في بيان رسمي انهيار المفاوضات قبل انتهائها بيومين، ونشر ذلك في عدد من المواقع. وأكد البيان موقف الحكومة من الشأن الإنساني منتقداً موقف الحركة الشعبية قطاع الشمال غير المعترف بالاتفاقية الثلاثية وعدم استعداده لمناقشتها، وحمَّل الوفد الحكومي وفد الحركة تعقيد مسار التفاوض ونتائجه السالبة غير آبه بمشاعر وأحاسيس وآلام وآمال وتطلعات أهل المنطقتين. وأكد الوفد الحكومي التزامه الكامل بالسلام وتمسكه بالحوار السلمي كوسيلة لإيقاف الحرب وحفظ أرواح الناس ودمائهم وفق قرارمجلس الأمن الدولي «2046»، وأن أي تفاوض مستقبلي يجب أن يكون حول المنطقتين وفق الأجندة المتفق عليها حول المحاور السياسية والأمنية والإنسانية وفق مراجعها المعروفة.

أديس أبابا: رئيس التحرير – عبد الله عبد الرحيم
علَّقت الوساطة الإفريقية برئاسة ثامبو أمبيكي التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال بشأن المنطقتين لـ«10» أيام، على أن تستأنف المفاوضات في «27» من الشهر الجاري، في ذات الأثناء التي سلمت الوساطة فيها تصورها بشأن التفاوض للجانبين، وعلَّقت التفاوض لمنح الطرفين فرصة للمزيد من التشاور، وكان مقر التفاوض قد شهد جولات ماكوكية للوساطة والمبعوث الأمريكي دونالد بوث صباح الأمس مع رئيسي الوفدين كل على حدة لإنقاذ التفاوض والعمل على استمراره، بينما وصل مستشار الوساطة الخبير البريطاني أليكس دي وال بصورة لافتة، في غضون ذلك دخلت الوساطة وسكرتاريتها والمبعوثون الغربيون«الأمريكي والنرويجي والبريطاني والاتحاد الأوربي» في اجتماعات لتقييم نتائج جولة التفاوض وضربت حولها سياجاً من السرية ولم تتسرب أية معلومات بشأن الاجتماع للإعلاميين، بينما شرع الوفد الحكومي في دراسة فورية لورقة الوساطة التي دفعت بها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وأبلغ أمبيكي «الإنتباهة» أمس عقب تعليق التفاوض أن الوساطة حريصة على أن يعود الطرفان برؤية واضحة ونقاط بناءة للحوار المباشر في كل القضايا المطروحة بعد دراسة تصور الوساطة.
تفاصيل
وتحصلت «الإنتباهة» على تفاصيل التصور الخاص الذي دفعت به الوساطة لطرفي التفاوض للتوفيق بين الورقتين اللتين دفع بهما طرفا التفاوض كل على حدة.
وحدد التصور نقاطاً مهمة في الجانب الإنساني ووقف إطلاق النار الشامل، وأمن على أن التفاوض مقصور على قضايا المنطقتين، وتكوين ثلاث لجان لمناقشة الملفات الثلاثة الأمني والسياسي والإنساني على أن يكون ذلك مدخلاً للتشاور في القضايا العامة، ورهن أية قضية أخرى مثل المؤتمر القومي الدستوري بالحوار بين القوى السياسية السودانية.
حل شامل
وقال أليكس لـ الإنتباهة» في تصريحات محدودة إنه جاء إلى مقر التفاوض لمتابعة ما يحدث والمساهمة في تقدم المفاوضات، إلا أنه لم يؤكد أو ينف مشاركته الفعالة في إعداد التصور الذي قدمته الوساطة للطرفين، وقال: «إنه يؤمن بحل شامل للقضايا السودانية وليس تجزئتها».
تزمت وعناد
وكان الوفد الحكومي قد أصدر بياناً صحفياً قبل نهاية المفاوضات أشار فيه إلى موقفه من المفاوضات المخصصة لقضية المنطقتين وتحليه بالصبر والمرونة من أجل تقدم المفاوضات وتقديمه للمقترحات والحلول، فى مقابل ما اتسم به موقف الحركة الشعبية قطاع الشمال من تزمت وتعنت ومراوغة وتنصل ونكوص عما اتفق عليه، وأن وفد الحركة فاقد للإحساس بمعاناة مواطني النيل الأزرق وجنوب كردفان وتسخيره واستغلاله لهذه القضية لخدمة أجندة لا علاقة لها بالمنطقتين وأهلها، وقال البيان إن وفد الحركة أعلن في بيان رسمي انهيار المفاوضات قبل انتهائها بيومين ونشر ذلك في عدد من المواقع. وأكد البيان موقف الحكومة من الشأن الإنساني منتقداً موقف الحركة الشعبية قطاع الشمال غير المعترف بالاتفاقية الثلاثية وعدم استعداده لمناقشتها، وحمل الوفد وفد الحركة تعقيد مسار التفاوض ونتائجه السالبة غير آبه بمشاعر وأحاسيس وآلام وآمال وتطلعات أهل المنطقتين.
تمسك بالسلام
وأكد الوفد الحكومي التزامه الكامل بالسلام وتمسكه بالحوار السلمي كوسيلة لإيقاف الحرب وحفظ أرواح الناس ودمائهم وفق قرارمجلس الأمن الدولي «2046»، وأن أي تفاوض مستقبلي يجب أن يكون حول المنطقتين وفق الأجندة المتفق عليها حول المحاور السياسية والأمنية والإنسانية وفق مراجعها المعروفة.
اكسح وامسح
توعَّد وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين، الحركة الشعبية ــ قطاع الشمال ــ بالحسم، واتهمها بعرقلة محادثات السلام الجارية بأديس أبابا.
وأكد وزير الدفاع في خطاب ألقاه أمام حشد من قوات الدفاع الشعبي بالخرطوم أمس، حرص القوات المسلحة على حل القضايا عبر الحوار، لكنه شدد في الوقت نفسه جاهزيتها للحسم عبر البندقية إذا ما فرضت عليها، وقال حسين مخاطباً مفاوضي الحركة الشعبية في لهجة حادة «نحن أكثر حرصاً على حل القضايا بالحوار والحوار فقط، لكن إذا ما فرض القتال علينا لا بد من ذلك ونحن له»، وتابع قائلاً: «نحن جاهزون لإكمال مشروع الصيف الحاسم وهو اكسح وامسح وامشي إلى الأمام».
صبح الخلاص
ومن جانبه قال منسق عام الدفاع الشعبي عبد الله الجيلي إن كتائب قوات الدفاع الشعبي جاهزة لإكمال مشروع الصيف الحاسم الذي بدأ مبكراً لهذا العام، مجدداً وقوفهم سنداً للجيش في كل الخنادق، وقال إنهم سوف يصلون صبح الخلاص في كل الأراضي التي دنسها التمرد، مؤكداً أن المؤتمر رسالة قوية تؤكد استمرار الدفاع الشعبي، وأنه لن ينخذل عن المسيرة التي بدأها.

الانتباهة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.