لماذا أسمرا و إسطنبول؟!

والبشير يستقبل السيسي.. وأنت تعض الهواء ويهبط في إسطنبول. وأنت تبحث عما وراء ذلك..

وما تراه وما لا تراه هو أن ترتيب البيت داخلياً وخارجياً عمل يقطع الآن شوطاً بعيداً..
و…( ترتيب البيت) جملة مسالمة هادئة تجعل الأمر يبدو هيناً مثل نعجة ترعى في القش.. بينما الجملة التي ترسم الحقيقة هي ان كل شيء الآن هو نوع من الرقص مع الذئاب..
وأخبار أمس الأول تتحدث عن ألف مقاتل وحفتر.. وأخبار تتحدث عن مزاعم اكتشاف أسلحة داخل صهاريج النفط في دولة جارة من السودان.
وما لا يصل إليك من رقصة الذئاب هو أن رحلة نيلية هادئة لأسبوعين كانت عيونها ترصد بوابات تهريب السلاح من الغرب إلى شرق البلاد.
والخرطوم تنظر بدهشة الى عمل مخطط (لا ندري أين بلغ التنفيذ لتحويل بعض النظاميين إلى بوابات للتهريب.. وتهريب كل شيء).
وما جعل العيون تلتفت هو أن الجندي عادة ما يظل يتململ ويحسب شهور خدمته ليهرب من جحيم الخلاء.. والخرطوم تجد أن الجنود هناك في بعض النقاط الحدودية يطلبون تمديد خدمتهم.
والخرطوم تكتشف أن مخطط صناعة التهريب يستخدم عدداً هائلاً من الفتيات والأموال للجنود.
وعمل في أحد المعابر ينشط الآن بالأسلوب ذاته.
(٢)
وأخبار الأسبوع الماضي التي يطلقها المخطط تتحدث عن أن أحداث الفشقة تقع نوعاً من دقات خشبة المسرح التي تسبق فتح الستار عادةً.
والخرطوم تنظر .. ولا تجد جيشاً هناك.
عندها… المخطط يطلق الهمس عن معسكرات ويسميها .. سحبت لها القوات هذه للتمويه..
وأن بعضها يجري تدريبه علي شيء واحد ..هو .. حرب المدن.
والنزاع القبلي الكبير في إثيوبيا الذي يستقبل تنصيب أبي أحمد بالقنبلة المشهورة يستخدم بحيث يطلق الحديث عن مزاعم شحنات من الأسلحة السودانية والعربات السودانية تتسلل الى هناك.
( كان هذا قبل أربعة أشهر).
والأسلحة الصغيرة هذه ليست شيئاً يكفي لانقلاب… لكنها شيء يكفي لإثارة القلاقل..
و (تركيا) أيام العساكر ظلت والمدن فيها تشهد حرب الطبنجات في الطرقات العامة).
كل شيء كان يجري ترتيبه لإشعال نوع من (حمى القش) تحت جلد السودان.
فالمخطط كان يقرأ ما كان يجري في السودان ويجد أن السودان يغسل جروحه الآن.. الجروح الاقتصادية ليشفى.. وأن الشفاء يتم حين يغسل السودان ما بينه وبين الجيران وحين يطلب المشروعات.. ومنها مشروعات تركيا..
وغسل الجروح.. كان يجعل الخرطوم تستقبل السيسي وأسمرا تستقبل قادة سودانيين.
(٤)
ثم خطوة قادمة هي التلاعب بإعلام الخرطوم.. التلاعب الذي يقيد مسرحية شرق السودان أول هذا العام.
فقبل شهور قليلة كان المخطط لضرب إعلام الخرطوم يجعل صحافة الخرطوم تتحدث عن حشود على حدونا والإعلام يحشد أسماء مواقع هناك.
بينما الأسماء هذه كلها.. كانت هي أسماء مواقع بعيدة عن الحدود.
والخطوة القادمة للتلاعب هي حشد أسماء حقيقية بها أسماء معسكرات حقيقية ..
وقوات في خور محمود وخور بركة هي قوات التمرد السودانية التي تحولت الى مكان آخر..
ثم الخطوة القادمة هي أحاديث عن أن استثمارات تركيا في سواكن وغيرها هي قواعد عسكرية.
وكل شيء يمكن تفسيره ليذهب في اتجاهات الدائرة كلها.
والأشجار تحت الظلام تبدو وحوشاً عدوانية تهاجم وتطارد..
والخرطوم تعرف هذا..
وتعرف أيضاً أن الأشجار تحت الظلام يمكن أن تكون وحوشاً حقيقية.

المصدر : كوش نيوز


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.