أبوقردة: الجنائية ما كان فيها أي ضمانات وأنا زول متمرد قاعد في الخلاء.. سلمت خليل 158 عربة

قلنا للحكومة نحن عندنا قضية إذا مستعدين تعالجوها جداً وإذا غير مستعدين ليس لدينا شغلة باستقطاب أحد لكي يصبح وزيراً أو موظفاً هذه ليست قضيتنا

المحكمة الجنائية ما كان فيها أي ضمانات وأنا زول متمرد قاعد في الخلاء وأتهمت زوراً وكنت مطمئناً لأنني واثق من نفسي بأن هذه مكايدات قدَّمها للأسف بعض الأخوة الخصوم -لاحقاً- ولم يكن عندي خيار غير الذهاب

في 2006 عندما ساءت العلاقة بين السودان وتشاد وأصبح عندنا نوع من القبول، بصراحة الرئيس دبي كان ضد شغلنا ودائماً يقول لنا أنتوا عايزين تخرِّبوا العلاقات بين السودان وتشاد وأنه لن يسمح بهذه القصة نهائياً

عندما ذهبت إلى الميدان وجدت 3 عربات، وكان التسليح تعبان جداً والناس وضعهم سيئ وحينما جاء دكتور خليل وعملنا لقاءنا في الحدود أنا سلمته 158 عربية، 62 منها أسلحة كبيرة، مافي عربية اشتريناها من السوق كلها جبناها من الميدان

كشف وزير العمل والإصلاح الإداري والقيادي السابق بحركة العدل والمساواة، بحر إدريس أبو قردة، عن معلومات مثيرة تتعلق بحياته منذ أن كان طالباً بالمرحلة الابتدائية وطريقة انضمامه للحركة الإسلامية ومغادرتها بطريقة دراماتيكية، وأزاح الستار بمنتدى (كباية شاي) الأسبوعي، الذي تنظمه “التيار”عن أسرار تروى لأول مرة عن مراحل تأسيس حركة العدل والمساواة والانتقال ما بين تشاد والسودان، والعمل في ميادين القتال حتى عودته إلى الخرطوم عبر اتفاقية الدوحة. فإلى التفاصيل.
الخرطوم: عمار حسن
الحلقة الثالثة
التحوُّل إلى العمل العسكري
فعلاً كان عمل الحركة سياسي إلى حد كبير، لكن أنا ساهمت في أن تصبح حركة عسكرية وعندما ذهبت إلى الميدان وجدت ثلاث عربات فقط، وواحدة كانت معطلة كان هذا الكلام يوم 25 أبريل سنة 2004م، وبعد 10 أيام، أصبحت أمين عام للحركة منذ تلك الفترة وحتى العام 2011م، وقعنا اتفاق السلام، أنا طلعت من الميدان ثلاث مرات، مرة مشيت مفاوضات أبوجا وكان أخوانا ناس نيام تبع الوفد المفاوض، وفي المرة الثانية ذهبت إلى أسمرا وكان خليل إبراهيم، موجود هناك، المرة الثالثة كانت إلى المحكمة الجنائية وهي أطول فترة طلعت فيها واستمرت لأكثر من سنة تقريباً، أما بقية الفترة كنت موجوداً في الميدان، أود أن أقول لكم عندما ذهبت وجدت 3 عربات، وكان التسليح تعبان جداً والناس وضعهم تعبان، في 2006 عندما ساءت العلاقة بين السودان وتشاد وأصبح عندنا نوع من القبول، بصراحة عايز أقول الرئيس دبي كان ضد شغلنا ودائماً يقول لنا أنتوا عايزين تخرِّبوا العلاقات بين السودان وتشاد وأنه لن يسمح بهذه القصة نهائياً، يعني السودان أخطأ التقديرات وبعد ذلك يمكن غيَّر بعض الشيء، لكن كل تلك الفترة كان باستمرار غير راضٍ عن العمل المسلح ضد السودان وأن لا يقوم من تشاد، في 2006م، حينما جاء دكتور خليل وعملنا لقاءنا في الحدود أنا سلمته 158 عربية، 62 منها أسلحة كبيرة، ما في عربية اشتريناها من السوق كلها جبناها من الميدان، يمكن يكون إلى حد كبير أسسنا الميدان بشكل دقيق وقدرنا درَّبنا الناس رغم أن الظروف كانت صعبة جداً في أنك تعد المقاتلين لأنه ما كان عندنا قبول أننا ندرِّب ناس في داخل أي دولة فكنا نعتمد على التدريب داخل الميدان، وقمنا بمجهود جبار وكان التدريب جيِّد وعدد العربات كبير وأنا لا أدعي أنني قمت بهذا المجهود لوحدي وكان معي أخوان وأسسنا الميدان سويا.
اختلاف القيم
القيم التي تربيت عليها خلال فترتي بجيش العدل والمساواة تختلف عن التي تربيت عنها في الحركة الإسلامية، وهنالك نوع من الإدارة غير موجود بالجامعات يعني أنا درست دراسات تجارية وسكرتاريا وفي نفس الوقت كنت أدرس إدارة أعمال بجامعة النيلين وبعد ذلك درست علاقات دولية بجامعة الخرطوم ولاحقاً عملت الماجستير في نفس المجال، أنا اشتغلت عمل إداري ودرسته، لكن هناك نوع من الإدارة غير مكتوب في الكتب وهي تجربتي الإدارية مع المقاتلين وكان أغلبيتهم غير متعلمين، يعني أنت مثلاً عايز الناس ديل يمشوا اتجاه القضية المطروحة وأننا نقاتل لأننا لدينا مظالم موجودة وبصورة أساسية تتمثل في التنمية المطروحة في البلد والمشاركة العادلة في الحكم هذه هي المظلمتين الأساسيتين، في أشياء كثيرة غير صحيحة ذكرها الناس في فترة من الفترات مثل حكاية الانفصال والمشاكل الإثنية وقضايا متعلقة بالدين وكانت قضيتنا تتعلق بالعدالة بصورة أساسية في التنمية المستدامة وحكم البلد، وكان خطابنا موجه نحو المركز ولم نسع لصنع الخلافات مع الإثنيات في إقليم دارفور أو القبائل اأسخرى بالسودان وما عندنا مشكلة مع الشمال أو الجنوب أو الوسط أو الشرق، وكانت قضيتنا مع الحكومة فقط، واتفقنا مع البعض في ذلك الوقت بأن هناك مناطق في أقصى الشمال مهمشة وتفتقر للخدمات الأساسية وكنا نوجه رسائلنا للمركز، لكن ما بالضرورة يستوعبوا ليك الكلام دا ودي كانت حاجة صعبة جداً، يعني مثلاً نجلس في اجتماع القيادة نتخذ قراراً، ولكن لا نستطيع أن نقود الناس في الاتجاه الصحيح -أحياناً- وتضطر تمشي في الطريق الخطأ، لكن مسؤوليتك أن تصحح القرار بعد اتخاذه، وهذا غير موجود في الإدارة.
الانشقاق عن خليل؟
السؤال ليس الانشقاق عن خليل إبراهيم وبحر، بالعكس أنا لم أناصبه العداء ولم أساعد الحكومة ضده وأتحدى من هذا المنبر جيب كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وأسالهم شنو المساعدة القدمتها، بالعكس أنا لم أقدم أي حاجة ضد خليل مطلقاً، والخلاف بيننا كان خلافاً في طريقة القيادة وعلى مستوى من القيادات مثل نيام وأخونا شريف، لمسار الحركة وطريقة اتخاذ القرار، طبعاً خليل توفي، ربنا يتقبلوا، لكن لا توجد أشياء شخصية، وكان خلافاً سياسياً في طريقة قيادة الحركة، وبعد ذلك هم ذهبوا في طريق ونحن مشينا في طريق آخر وحصلت عداوات في الميدان معروفة ولكن كلُ مشى في طريقه.
الذهاب إلى المحكمة الجنائية
المحكمة الجنائية ما كان فيها أي ضمانات، وأنا زول متمرد قاعد في الخلاء وأتهمت زوراً بأنني قدت القوة التي ضربت منطقة حسكنيتة المعروفة، المعلومة غير صحيحة، وأنا قائد لا يمكن أن أقوم بشغل زي دا أصلاً بأي حال من الأحوال، وبالتالي كنت مطمئناً لأنني واثق من نفسي بأن هذه مكايدات قدمها بعض الأخوة الخصوم -لاحقاً- للأسف ولم يكن عندي خيار غير الذهاب، صحيح أننا تشاورنا ولكن أنا قراري شخصي طالما أنني أُتهمت، وأستفسرنا من المعلومات والأخوين شريف ونيام أجريا أكثر من جولة اتصالات بخصوص المحكمة الجنائية والاتهام الموجه ضدي وكنت لا أعرف أي شيء عن المحكمة، لكن كان لازم أمشي ولاحقاً عرفنا معلومات كثيرة جداً وأنك يمكن أن تمشي طوعاً وكان في ناس بقولوا لينا أنو عويرين ولا شنو؟ وكان هناك شخص يسمى عيسى سيسي من سيراليون حاكموه بـ50 سنة، في نفس اللحظة التي كنا نتناقش فيها بأن نذهب أم لا، وبعض الناس كانوا يقولون لي جريمتك دي فيها 70 سنة، لكن كان القرار ابتداءً لابد أن نذهب ونبرئ أنفسنا.
ماذا دار هناك؟
في المحكمة الجنائية هناك طريقتين للذهاب، الأولى الذهاب طوعاً والثانية طريقة الملاحقة المعروفة لديكم، ونحن ذهبنا ستة أشخاص، أنا ونيام وشريف آدم نصر وحيدر قالوكما والصادق شالو وعبد العزيز أور، وبعد ذلك كان عندهم إجراءات تأمينية طالما أنك جئت طوعاً أنت حر، لكن تقعد في مكان معيَّن تحت رقابة، وقبل ذلك هناك شيء مهم وهو عندما استفسرنا قالوا لنا لابد من توكيل محامي وهناك أخ لابد أن أشكره وهو عمر قمر الدين، الذي كان موجوداً بأمريكا، اتصلنا عليه وحكينا له القصة وقلنا له: تنصحنا بي شنو في حكاية المحامي، فأرسل لنا لستة تضم 100 محامي، يتعاملون مع المحكمة الجنائية لقينا في واحد اسمه كريم خان وأشكره جداً من هذا المنبر هو من أصل باكستاني لكنه بريطاني الجنسية من أم بريطانية وأب باكستاني، ووجدنا في سيرته الذاتية تجارب عالية جداً واطمأنينا للاسم وقلنا لعمر نريد أن نتواصل مع كريم خان وربطنا معه وقعدنا وعرف نوع القضية والحكاية طويلة في هذه القصة وبعد ذلك عندما ذهبنا إلى المحكمة في اليوم الأول سألوني أسئلة عادية جداً عن الكيس دا حصل كيف وما هو دورك فيه؟ بعد ذلك رجعنا في اليوم الثاني طوالي وكان ذلك في شهر 9 /2007 وكانت المحاكمة في مدينة لاهاي، ثم غادرنا ورجعنا بعد أربعة أشهر، وكانت فيها 14 يوماً، محاكمة متواصلة ومستمرة وبعد أن أكملت المحاكمة ذهبت وكنت متابع مع المحامي إلى أن برئت لاحقاً، وأذكر لكم شيء مهم هنا، المحامي كان يعتقد أن القضية فيها حتات خطرة وأخرى سهلة وبعد أن شرحنا له كل هذا الكلام وفهم حيثيات القضية قال لي حكاية أنك أنت مشيت، ضرب القوات في حسكنيتة هذه واضحة ما فيها مشكلة، وممكن نطلع منها، لكن الآن الحركة انشقت والقوات انحازت لك، ولكن هناك حيثيات كثيرة بها خطورة، وقال لي: لابد أن أتبرأ عن القوة التي نفذت الهجوم، لكن قلت له: هذا مستحيل وفيه تخاذل، وأنا زول قائد سياسي، ولا يمكن أن أقول قضيتي منفصلة عنهم، صحيح أن هذا الهجوم ليس لديَّ فيه دور، لكن هذه القوة كانت تتبع لنا، وبعد المفاصلة انحازوا لنا، لكنه- المحامي كان متمسك بهذه القصة وأتذكر أنه ركز على نقطتين، وقال لي هذه المحكمة عرفت فيها ثلاثة أشياء أساسية هي: القضاء والإدعاء والمحامين، القضاء هم أُناس بروفشنال يشتغلوا بمهنية إلى حد كبير ولا أستطيع أن أقول هم ناس مسيَّسين، المحامون بشتغلوو مع الناس العندهم مشكلة، واللعبة كلها في حتة الإدعاء بصراحة وفيها شغل سياسي يمكن أن يبرئوك من مجلس الأمن لذلك ركز المحامي على أن نقنع القضاة بالحيثيات العندنا، وهنا قال لي: أول شيء هذه الحركة انشقت وبعد ذلك أنت لميت الناس وهل بعد ما لميتهم تبعك حصل تاني كيس؟ هل ذهبوا وضربوا مكاناً أو عملوا أي خرق؟ وقال لي: أنت لغتك الإنجليزية كويسة، بل ما أتكلم أنا، سأعطيك الحيثيات واتكلم أنت، وهذا وضعه أفضل بالنسبة للقضاة، وفعلاً مشينا في هذا الخط وفي النهاية القضاة ذهبوا في اتجاه التبرئة باعتبار أنني ليس لديَّ علاقة بهذه القضية أو أنني استقبلت الناس وعملت منهم قوات لاحقاً، وضح أن هذا لمصلحة الناس باعتبار أنه لم يحدث أي تفلت.
التواصل مع الحكومة
التواصل كان لفترات وناس الحكومة لم ينقطعوا في التواصل معنا منذ العام 2003م، بعد أن أعلنا العمل المسلح إلى أن عملنا الاتفاق في 2011م، كانوا يحاولوا أن يتواصلوا معنا بطرق مختلفة يمكن يكون رسلوا لينا عدداً من الناس في مناسبات مختلفة منذ أن كنا حركة واحدة وبعد أن تفاصلنا مع مجموعة خليل، وكان عندنا رأي واحد لأننا أولاد دكة واحدة وبنعرف بعضنا كويس، فما توهمونا بأنكم عايزين تمنحوا الناس وظائف، نحن كنا قاعدين مع بعض وعارفين داخلنا كويس، نحن عندنا قضية إذا مستعدين تعالجوها جداً وإذا غير مستعدين ليس لدينا شغلة باستقطاب أحد لكي يصبح وزيراً أو موظفاً هذه ليست قضيتنا، وكان هناك نقاش باستمرار إلى أن وصلنا الدوحة، وقالوا إنهم مقتنعين بضرورة التفاوض الحقيقي والوصول إلى اتفاق حقيقي يعالج المشكلة وهذا هدفهم، وقالوا إنهم لاحظوا انشقاق في الحركات المسلحة ويريدون أن يلموا الناس ونعمل اتفاق عنده معنى وليس اتفاق لاستيعاب بعض الناس يعالج القضية، وفي هذه كان لابد من لمة الناس ودي ما كانت حاجة ساهلة لأنه كانت هناك مرارات ومشاكل كثيرة وقلنا لابد أن نأتي بشخصية محايدة تكون جزءاً من العمل المسلح يلتف حولها الناس كلهم لأننا شعرنا بأن العمل المسلح ما بمشي لي قدام، ونريد أن نخدم القضية بالتفاوض طالما الحكومة اقتنعت بقضيتنا ولم يكن أمام الحكومة حل غير التفاوض بصورة حقيقية فيها معالجة للقضية وحلول مشاكل الناس والتنمية وانتزاع آثار الحرب وحكاية النازحين واللاجئين والمقاتلين السابقين وقضايا المظالم وضرورة رتق النسيج الاجتماعي الذي تهتك، كل هذه الأشياء كانت من القضايا المهمة بالنسبة لنا وهم اعترفوا بأنهم على استعداد لمناقشتها ومعالجتها وبالتالي قعدنا وتناقشنا حول مجموعة من الأسماء وكانت حوالي 17 اسماً، ثم اتفقنا على التجاني السيسي، ومشينا اتكلمنا معاه ووصلنا معه لاتفاق وجعلناه رئيساً لحركة التحرير والعدالة وتوحدنا حوالي 21 حركة، طبعاً في حركات عندها قوات وأسلحة وفي حركات صغرى لكننا قلنا هذه مرحلة يجب أن نلم فيها أي زول وبعد ذلك بدأنا التفاوض مع الحكومة ثم وقعنا الاتفاق يوم 14 يوليو 2011م.

التيار


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.