واجهات حقوقية تحث على ضمان العدالة للمتظاهرات المغتصبات
كانت النساء السودانيات قوة دافعة خلال أشهر الاحتجاجات التي أطاحت بالديكتاتور عمر البشير، لكن العنف الجنسي الذي تعرضن له تم نسيه بتوقيع اتفاق لتقاسم السلطة حسبما تقول مدافعات عن حقوق المرأة.
وتطالب المدافعات عن حقوق المرأة باتخاذ إجراءات لمعالجة عشرات حالات الاغتصاب التي ارتكبت خلال عملية فض الاعتصام التي قامت قوات الأمن في يونيو والتحرش الجنسي المستمر في شوارع السودان اليوم.
وتقول هالة الكارب، من منظمة المبادرة الاستراتيجية للنساء في القرن الإفريقي “كان هناك اعتراف كبير بالدور الذي لعبته المرأة في ثورة السودان، ولكن لا يوجد الآن أحد يقدر هذه التضحيات التي قدمناها”.
وتضيف الكارب من الخرطوم: “لدينا العديد من حالات الاغتصاب التي ارتكبتها قوات الأمن، لكن لا يزال مرتكبي هذه الجرائم يتجولون في شوارع السودان ويضايقون النساء ويخوفونهن، ولا يتم فعل شيء لمنعهم”.
ولم يتسن على الفور الاتصال بالسفارة السودانية في نيروبي للتعليق. وكان المجلس العسكري الانتقالي نفى من قبل وقوع حالات اغتصاب.
وخرجت النساء السودانيات، من طالبات وأكاديميات وربات بيوت، إلى الشوارع للاحتجاج على حكم البشير الذي استمر 30 عامًا.
لكن الاحتجاجات لم تتوقف، حيث يطالب المتظاهرون المجلس العسكري الحاكم بتسليم السلطة بسرعة للمدنيين، مما أدى إلى هجوم على المعتصمين أمام القيادة العام للجيش في 3 يونيو، حيث قُتل 128 شخصًا على الأقل، وفقًا للمعارضة، بينما قدرت وزارة الصحة عدد القتلى بـ 61.
ووقع المجلس العسكري وتحالف المعارضة اتفاقا الأربعاء يهدف إلى قيادة الدولة الواقعة في شمال إفريقيا إلى الديمقراطية عن طريق إجراء انتخابات في غضون ثلاث سنوات. كما اتفق الجانبان على بدء تحقيق مستقل في أعمال العنف التي وقعت منذ بدء الاحتجاجات.
وفي تقرير نشرته مؤسسة طومسون رويترز تقول الكارب، التي كانت ناشطة في الاحتجاجات منذ انطلاقها في ديسمبر ” إن العنف الجنسي كان “انتقاصًا” لدور المرأة في الانتفاضة ” مضيفةً أن هناك محاولة “لإعادة النساء إلى المنزل”.
وبرغم انطلاق التظاهرات بسبب المصاعب مثل ارتفاع التضخم ونقص الوقود، رأى العديد من النساء والفتيات أن الاحتجاجات فرصة للمطالبة بمزيد من الحريات في البلاد الإسلامية، حيث تخضع حياة النساء لسيطرة الرجال بشكل صارم.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي فتيات من بورتسودان يرتدين الحجاب، ويرددن شعارات ضد العسكر، حيث رد أفراد الجيش بصورة وحشية.
وتقول لجنة الأطباء السودانيين إنها وثّقت 70 حالة اغتصاب خلال عملية فض الاعتصام في 3 يونيو، وأن الطالبات وبائعات الشوارع يتعرضن لمضايقات مستمرة، بما في ذلك اللمس في المناطق الحساسة والإهانات الجنسية.
ودعت مجموعات حقوق المرأة في جميع أنحاء إفريقيا المجلس العسكري إلى إنهاء الانتهاكات ضد المرأة، وحثت المجتمع الدولي على ضمان محاسبة المسؤولين عن العنف الجنسي.
وقالت جماعة ائتلاف التضامن من أجل حقوق المرأة الأفريقية ” أشرف المجلس العسكري على مجموعة من الانتهاكات بما في ذلك أعمال القتل بلا رحمة والاغتصاب الوحشي والعنف الجنسي الذي يتعرض له المتظاهرون المسالمون من قبل الجهات الحكومية..إننا ندعو الاتحاد الأفريقي وهيئة الإيقاد وأعضاء السلك الدبلوماسي وأصدقاء السودان إلى وضع حد لهذه الانتهاكات والانتقال السلمي في السودان”.
سودان تربيون