في جنوب أفريقيا حرس الرئيس السوداني طلب قطع إضافية من الأسلحة ،،الرئاسة ووزارات الدفاع والشرطة عقدوا العزم على حماية البشير
وضعت عدد من أجهزة حكومة جنوب افريقيا خططا لاعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير أثناء مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي، الإسبوع الماضي، حال اتخذ قضاة المحكمة العليا قرارا في هذا الشأن، وفقا لتقرير إخباري .
واثار حضور البشير جدلا واسعا داخل وخارج جنوب أفريقيا بالنظر إلى وضعه كأحد المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي يزعم أنها ارتكبت في دارفور منذ عام 2003.
وجنوب أفريقيا، باعتبارها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، ملزمة نظريا بالقبض على البشير ولكنها اختارت عدم اعتقاله على أساس أنه يتمتع بحصانة دبلوماسية باعتباره من بين الوفود المشاركة في قمة الاتحاد الافريقي.
وتحدت الحكومة أيضا أمر قاض محلي طلب رسميا، منع الرئيس السوداني من مغادرة البلاد لحين النظر في قضية رفعها مركز تقاضي أفريقيا الجنوبية لإجبار الدولة على اعتقال البشير.
وتمكن الرئيس السوداني من مغادرة جنوب أفريقيا عائدا لبلاده قبل ساعات، من إعلان المحكمة العليا في شمال “غوتنغ “رفضها لحصانة البشير وأمرت باعتقاله.
وقبل تلاوة القاضي لمنطوق الحكم ابلغ محامي الحكومة أن الرئاسة ووزارة الخارجية اخطرته بأن البشير غادر البلاد وانهم بصدد فتح تحقيق حول كيفية حدوث ذلك .
وعبر قاضي المحكمة عندها عن قلقه من تجاهل الحكومة لقرار منع سفر البشير وقرر أن تودع الحكومة مذكرة خلال 7 ايام حول كيفية خروح البشير من البلاد، تمهيدا لتحديد الجهة المسؤولة والتي ستواجه إتهامات مباشرة باحتقار المحكمة.
ومع ذلك، افادت تقارير صحفية نشرت يوم الاحد أن جزء كبير من الحكومة كان يتأهب لاعتقال البشير.
وقالت صحيفة “سيتي برس” التي تتخذ من جنوب أفريقيا مقرا لها أنه تم إرسال رسالة نصية الساعة 6:15 مساء بالتوقيت المحلي لغرفة العمليات المشتركة الوطنية (NATJOINTS) وهي تتألف من أجهزة الاستخبارات والأمن.
“بخصوص موضوع المحكمة و السودان. أعطيت كل اللجان المعنية في NATJOINTS مهمة وضع خطط تنفيذية لاعتقال البشير بحلول 8:00 صباح الغد” حسب جزء من الرسالة.
“إذا تم إعطاء أمر للقبض على رأس الدولة السودانية. فأن المدير العام لوزارة الداخلية الذي هو حاليا في المحكمة مع أفراد التقاضي سيعطي تعليمات بعد ذلك حول ما يجب أن يحدث. على لجنة تنسيق مراقبة الحدود (BCOCC) ضمان أن التعليمات يتم ابلاغها لجميع المنافذ الحدودية ”
وقالت الصحيفة أن الوثائق التشغيلية لقمة الاتحاد الافريقي اظهرت ان البشير غادر قبل يوم من الموعد المحدد.
وكان من المقرر ان يغادر البشير من مطار أور تامبو الدولي يوم الثلاثاء 16 يونيو في تمام الساعة 11:00 صباحا ولكنه غادر عبر قاعدة وتركلوف الجوية قبل وقت قصير من ظهر الاثنين 15 يونيو.
واضافت الصحيفة ان حرس الرئيس السوداني طلب قطع إضافية من الأسلحة تحسبا لأي محاولة القبض عليه شملت “5 مسدسات و 70 طلقة. وتم طلب التصريح بـ 5 مسدسات إضافية “حسب الوثيقة.
ولكن صحيفة “صنداي تايمز” في جنوب أفريقيا قالت أن أجزاء أخرى من الحكومة بما في ذلك الرئاسة ووزارات الدفاع والشرطة عقدوا العزم على حماية البشير في جنوب أفريقيا – حتى لو كان ذلك يعني تجاهل الأحكام القضائية وتقويض الدستور.
وقالت ان احد مساعدي البشير تحدث مع رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، الذي يرأس حاليا الاتحاد الأفريقي، ورئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني- زوما – زوجة الرئيس زوما السابقة – لتأكيد ان البشير لن يتم القبض عليه وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ولكن مع تطورات الدعوى القضائية بدأ البشير والوفد المرافق له بالشعور بالقلق.
وقالت “صنداي تايمز” ان البشير قد تلقى نصيحة بأنه يجب أن يترك البلاد “لأن القضية لا تبشر بالخير بالنسبة له”، وغادر برفقة أعضاء من وحدة الحماية الرئاسية وقوة من الشرطة باتجاه طائرته في القاعدة الجوية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله انه “عندما كان الناس يثيرون ضجة يوم الاحد انه يجب ان يتم القبض عليه، قلنا للبشير انه يتعين عليه الاسترخاء،”.
وقال المصدر ” أعطيناه الامان. قلنا له انه سيعود الى بلاده وسوف تتعامل مع المحكمة في وقت لاحق “.
وبحسب مصدر آخر فان كبار وزراء الحكومة في حفل عشاء في قمة الاتحاد الافريقي “كانوا يتباهون بانهم سيلقنون القضاة درسا عن طريق ترتيب مغادرة البشير سرا قبل أن يتم سماع المسألة في المحكمة.”
سودان تربيون