السفير البريطاني بالخرطوم يطالب بإستمرار بعثة اليوناميد في دارفور
قبل أن يجف حبر المداد الذي كتب به قرار مجلس الأمن رقم (2525) الخاص بتمديد بقاء بعثة اليوناميد في دارفور لحين نهاية العام الحالي، طالب السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق بإستمرار بعثة اليوناميد في دارفور دون مراعاة لشعور الحكومة الانتقالية والقرار الصادر من مجلس الأمن بهذا الشأن.
وما زاد الطين بلة في هذا الشأن مطالبة دول الترويكا التي تقوها بريطانيا من الحكومة الإنتقالية بفتح تحقيق في أحداث فض الاعتصام بمنطقتي كتم وفتابرنو بولاية شمال دارفور، كذريعة لإستمرار أو تجديد بقاء قوات بعثة اليوناميد في دارفور قبل خروجها بدعاوي الأنفلات الأمني وتأمين حياة المواطنيين.
ويرى الخبراء والباحثون أن بريطانيا بدأت تعمل بكل جهودها الدبلوماسية وقوتها السياسية خلف الكواليس تقدم مقترحات لمجلس الأمن ومشاريع القرار الخاصة بشأن السودان ويطالب سفيرها بالخرطوم عرفان صديق بإستمرار بقاء بعثة اليوناميد في دارفور بالرغم من أصدار مجلس الأمن قرار بخروج البعثة بنهاية العام الحالي، الأمر الذي يعزز فرضية ان لبريطانيا نوايا مبيتة لتمديد بعثة اليوناميد فى دارفور.
ويؤكد الخبراء بان بعثة اليوناميد باتت مخلب قط في يد بريطانيا لتنفيذ أجندتها ومصالحها عبر حكومة حمدوك بالرغم من ان الرئيس البشير طرد السفيرة البريطانية في الخرطوم في وقت سابق بسبب التدخل في الشأن السوداني، فهل يستطيع حمدوك رفض املاءات السفير البريطاني عرفان صديق الشعب بشرعية الثورة بأي حال من الأحوال في السيادة السودانية.
ويكشف الخبراء ان الدعم المالي من قبل مؤتمر شركاء السودان الذي عقد مؤخراً في برلين عبر الفيديو بخصوص دعم السودان للخروج من الأزمة الإقتصادية ما هو الإ عبارة عن اداء من أدوات ضغط الدول المانحة لحكومة حمدوك لتحقيق مصالحها، وليس من أجل دعم الشعب السوداني وهذا ما يعزز فرضية ما ذهب اليه مسؤول الأتحاد الأوروبي بان الاتحاد عمل كل ما في وسعه للتأثير علي واشنطن لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، لكن واشنطن لم تستجب لطلبه، وهو عاجز أن يفعل المزيد.
وفي ذات الأتجاه أشار الخبراء إلى ان هنالك العديد من الصحفيين والناشطيين السودانيين أعربوا عن بالغ اسفهم من تدخل السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق في الشأن السوداني بشئ من عدم المسؤولية وكأن السودان ضيعة بريطانية أو مستعمرة بريطانية بفرض املاءات على حكومة حمدوك لتنفيذ وجهات نظر وسياسية بريطانيا في السودان.
يذكر الخبراء ان رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك تقدم في وقت سابق بطلب لمجلس الأمن بأرسال بعثة سياسية تابعة للأمم المتحدة بهدف تنفيذ اتفاق السلام المنتظر التوقيع عليه في جوبا الأمر الذي استنكره العديد من الناشطيين ومنظمات المجتمع المدني والعسكريين وطالبوا حمدوك بتعديل الخطاب الذي ارسله الي مجلس الأمن مما أثار حفيظة السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق وجعله يفضح خطاب حمدوك الأول بشأن طلب البعثة السياسية.
المصدر: صحيفة الوطن