سد النهضة.. البحث عن حلول تبدد المخاوف

مع اقتراب موعد الملء الثاني لسد النهضة، يتقاصر الوقت وتتزايد المخاوف السودانية من العملية التي تنوي أثيوبيا تنفيذها دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بينها ودولتي المصب السودان ومصر، وهي خطوة يعتبرها السودان تهديداً لحياة 20 مليون سوداني يعيشون على شواطئ النيل الأزرق، بجانب الأضرار المتوقع حدوثها على المنشآت المائية السودانية التي ترتبط بمنظومة تشغيل واحدة، ومع تصاعد حالة التوتر الراهنة، رجح وزير الري السوداني السابق عثمان التوم إمكانية التوصل إلى اتفاق ينهي الخلافات.

ورغم المرونة التي أبدتها دولتا المصب (السودان ومصر) بإمكانية التوصل إلى اتفاق جزئي يعالج قضية الملء الثاني دون إحداث أضرار عليها، إلا أن الخلافات ما تزال قائمة إذ اتهمت وزارة الخارجية الأثيوبية في بيان لها السودان ومصر بتعطيل العملية التفاوضية التي يقودها الاتحاد الأفريقي لتسع مرات، ما قوض الجهود الحقيقية للاتحاد وعرقل إجراء مناقشات مثمرة.

وفي سبيل تفادي الأضرار المتوقع حدوثها جراء عملية الملء الثاني البالغ حجمها 13.5 مليار متر مكعب، تعكف لجان سودانية متخصصة من وزارة الري في تنفيذ حزمة من الإجراءات الاحترازية، حتى لا تتأثر المشاريع التنموية القائمة على نهر النيل الأزرق، إذ يؤكد وزير الري السوداني السابق عثمان التوم في تصريح لـ«البيان » أن أبرز الآثار المترتبة على عملية الملء الثاني لسد النهضة تتمثل في نقص التوليد الكهربائي بسبب انخفاض المناسيب بالخزانات السودانية.

تعويض نقص الكهرباء

وأشار التوم إلى أن وزارة الري السودانية وضعت جملة من المعالجات من خلال استمرار التوليد بسد مروي شمالي البلاد، والذي بدوره أدى إلى انخفاض مخزونه بشكل كبير، وذلك في سبيل تعويض نقص الكهرباء، وأضاف» تم تغيير موعد ملء خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم، لرفد سد مروي بالمياه من أجل استمرارية التوليد فيه والمحافظة على طاقته التشغيلية من جانب، وحل الشح في مياه الشرب في ولاية الخرطوم واستمرار عملية الري للزراعة على النيل من الخرطوم وحتى مدينة عطبرة من الجانب الآخر .

اتفاق مرحلي

واعتبر التوم الذي ترأس وفد السودان التفاوضي لسنوات تصعيد القضية لمجلس الأمن أسلوب قصد منه الضغط على الجانب الأثيوبي من اجل الموافقة على الاتفاق القانوني الملزم، وتابع: « السودان طرح الاتفاق المرحلي، وتوقع أن تستجيب أثيوبيا للطرح السوداني خلال الأيام المقبلة، وأكد أنه في حال وافقت أثيوبيا على الاتفاق المرحلي ستحل مشكلة المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، ومن ثم يتم الاستمرار في الحوار بالنسبة للمراحل المقبلة».

البيان


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.