صبري العيكورة يكتب: وتبقت ٤٦ سنتمتراً على غرق الخرطوم وهذه اخبارهم

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)

فى الوقت الذي تنقل لنا الاخبار صورة قاتمة عن سير ارتفاع مناسيب النيل بفروعة المختلفة والخطورة الماثلة والدفاع المدني يطلق الصرخة تلو الاخري محذراً ومنبهاً باخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن النيل و رصد تماسيح وثعابين سامة نجد ان حكومتنا النايمة فى العسل فى وادٍ آخر وكأن الامر لا يعنيها . والي سنار ارسل نداًء عاجلاً للمركز وقال وخلال هذا اليوم ( ويقصد الامس) ان لم يصلنا الدعم من المركز فستغرق سنار و عدد ضروريات الولاية من الاليات والمعينات و ختمها ب (دايرين قروش) .
ولاية الجزيرة ورغم الصرخات المبكرة التى نادي بها اهل الولاية لدرايتهم التامة إلا ان المياه قد راوغتهم بجدارة بارعة وغطت شارع النيل و الوالي الدكتور الكنين يتحدث انه ورث وضعاً كارثياً فى التصريف (وقعد مربع ايديهو) وكتبنا فى مقال سابق عن مناطق الهشاشة التى يتمدد فيها النيل الازرق بولايتنا الحبيبة الجزيرة وقلنا لسعادة الوالي (الجهبز) جهز بلدوزراتك وشولاتك وعددناه له خمسة مواقع و لكن ايضاً هو الاخر ينتظر المركز ! ياسيدي قيل فى الاثر (جارك القريب ولا اخوك البعيد) فاستنفر طاقات الولاية من رجال الاعمال والميسورين واصحاب الشركات وسواعد الشباب وبعدين المركز ملحوق .
تعالوا نشوف العاصمة الخرطوم منذ الجمعة الماضية و اروني من اخبار الفيضان نصيباً من مجالسها . حمدوك يقول انا مريخابي (طيب وبعدين) ! الوزير خالد سلك يؤكد علي وفرة الدقيق والمحروقات ولكنه لم يقل لنا كم سعرهما و تفادي ان يقول انها المعونة الامريكية
يا سيدي قبل ان تحدثنا عن الوفرة قل لنا عن خططتم لدعم الفقراء حتي يصلهم قمحكم وجازكم وعندما اقول الفقراء اقول كل الشعب السوداني .
خبر آخر يقول ان حاكم دارفور الجديد سيتقبل حمدوك والبرهان بالفاشر فى العاشر من الشهر الجاري . وخبر ان قرار مجلس الشركاء بتعين الولاة والمجلس التشريعي فى مهب الريح (وما كنا نتوقع غير ذلك) . وخبر عن اضراب واحتجاجات داخل تلفزيون السودان ! والمدير لقمان يباهي باهتمامة بالحديقة الخارجية ! .
مناوي فى زيارته للشيخ الكباشى يقول البياكل براهو بخنق (شفتو السياسة وصلت الى اين) .
المسؤلة الامريكية تلعب الكرة الطائرة بمعسكر ابوشوك (يا سلام ياخ) .
وزارة المالية تعد لميزانية ٢٠٢٢ م ! طيب وميزانية ٢٠ و ٢١ نسأل منها منو؟ . وخبر اخر لذات الضيفة الامريكية مديرة المعونة الامريكية يقول سامنتا تعود لدارفور وحديث عن كتابها (مشكلة من الجحيم) و ذات (الولية) الامريكية يورد عنها خبر لقائها بوزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق والملفت للنظر ان اللقاء لم يتناول (سد النهضة) غريبة لكن !
إذا هذه بعضاً من اخبار الخرطوم والسودان عموما خلال الايام الثلاثة الماضية ولجنة طوارئ الخريف تصيح (عوووووك) تبقت ستة واربعين سنتمتراً فقط من اجتياح الفيضان للخرطوم .
قبل ما انسي : ــــ
ونعيد قصة الرئيس الراحل جعفر نميري مع محافظ الخرطوم آنذاك بابكر علي توم عندما طاف معه حول العاصمة بطائرة (هيلكوبتر) فى احد مواسم الامطار فشاهد الرئيس تجمع مياه بميدان البوستة بام درمان فالتفت الى المحافظ وقيل هزه من كتفة بقوة قائلا له (بكرة على الطلاق كان لقيت الموية دى قاعدة بشربك ليها) فامضى المحافظ ليلته مع العمال حتى اطمأن على الوضع وعندما طلب منه مرؤسية ان يذهب ويرتاح وهم سيكملون العمل قال لهم (انتو ما عارفين الدنقلاوي ده بعملا …بكرة بتشربوها معاي)؟ فرحم الله الهمم التى ماتت .

حمدوك ماااا تورينا سنعبر بالهيلكوبتر ياخ !

المصدر: الانتباهة أون لاين