جعفر عباس : عليك بالنوم والعلك قبل الامتحان
سودافاكس ـ أبقى مع موال الامتحانات الذي أردده في مثل هذا الوقت من كل عام، وبالأمس عرضت هنا نصائح من علماء عن نوع التغذية التي تحفز الدماغ وعن وسائل الترويح عن النفس أثناء استذكار الدروس تفاديا للرهق الذهني، وجاء ذكر الأطعمة التي تحوي زيوت أوميغا 3، وكيف إن هناك مكملات غذائية (أقراصا وكبسولات تحوي تلك الزيوت تفيد من يريدون الاستزادة من تلك الزيوت)، وأستدرك اليوم وأقول إنني لا أحبذ استخدام العقاقير كبدائل للتغذية أو كمنشطات أو محفزات جسمانية أو ذهنية، ولكنني سمعت وقرأت الكثير عن عقار سي إكس 717 المخصص أصلا لضحايا متلازمة الزهايمر (العته والخرف)، والذي طوره العالمان الأمريكيان كريستوفر مارز وغاري روجرز، وربما يعرف الكثيرون أن اكتشاف الفياغرا جاء عن طريق الصدفة، بعد أن بلغ علماء الأدوية أن بعض مرضى القلب الذين كانوا يتناولون عقارا بعينه، أن العقار جعلهم أفضل قدرة جنسية وهكذا توصل العلماء إلى المادة التي يحويها ذلك العقار ذات الخاصية.
التحفيزية جنسيا فكانت الفياغرا. وبالمصادفة أيضا لاحظ العلماء أن بعض الناس الأصحاء الذين تناولوا عقار سي إكس 717 صاروا أفضل من حيث القدرات الذهنية وتذكر الأشياء. وتم التوصل إلى معادلة لإنتاج المادة المحفزة للعقل والذاكرة في ذلك العقار وأسموه عقار الذكاء، ولو كان هذا العقار مطروحا في الأسواق حاليا لما أوردت اسمه لأنني كما أسلفت ضد اللجوء إلى المواد الكيميائية لتحفيز المخ أو الجسم. وعموما فإن الشركة المنتجة للعقار سحبته من الأسواق بحجة أنها مازالت في مرحلة استكمال بحوثها والحصول على الموافقات اللازمة لطرحه تجاريا (وليس معنى هذا أن تقرر أن ترسب هذا العام على أساس أن العقار سيكفل لك النجاح العام المقبل!!). وعلى مسؤوليتي وأنا «خريج كلية الآداب» ولا علاقة لي بالعلم والطب إلا كمستهلك، فإن ذلك العقار حتى في حال السماح بتداوله ستكون له أعراض جانبية سيئة شأنه شأن كل المنشطات الكيميائية. وتوصلت إلى ذلك كما يفعل الفقهاء وعلماء الشرع بـ«القياس»:
هناك عقاقير تجعل عضلاتك تنمو في شهور قليلة بمعدلات هائلة ولكن من يتعاطونها يصبحون بعد سنوات قليلة كائنات شبحية لا تقوى حتى على المشي.. ولماذا نذهب بعيدا: عندك القهوة.. تشرب منها فتنال قدرا من اليقظة الذهنية، ومن ثم فإن ملايين الطلاب يتناولونها والمشروبات الأخرى الغنية بالكافيين في مواسم الامتحانات.
فما النتيجة؟ قد يبقى الطالب متيقظا عشرين ساعة متتالية، ولكن معظم ما قرأه خلال اليقظة الإجبارية لن يبقى في ذاكرته، لأن المخ لديه طاقة استيعابية، وقد يصاب بالفتور والخمول بينما أنت تحسب نفسك متيقظا بسبب القهوة أو المشروب المشبع بالكافيين الذي تناولته.. ومن ثم فإن النوم لساعات معقولة (6 إلى 8 ساعات يوميا) أحد أهم وصفات الاستذكار المُجدي، فالنوم ليس ضروريا فقط لإراحة المخ كي يواصل الاستيعاب لاحقا، بل ضروري لتثبيت ما قرأته قبل أن يداهمك النعاس، بمعنى أن النوم يساعدك على تخزين المعلومات، كما أنه يساعدك على استقبال المزيد منها.. بل إن باحثين في جامعتي هارفارد الأمريكية ولندن البريطانية توصلوا إلى أن «التعسيلة» أي نوم القيلولة ولو لربع ساعة فقط يجعل المخ أكثر نشاطا ويمنع زيادة التحميل عليه.
وإليك نصيحة «تعجبك» ولن تكلفك كثيرا: عليك بِلوْك علك اللبان العلكة بقدر ما تستطيع، فقد أكدت دراسات نشرها باحثون في جامعة تكساس الأمريكية أن من يلوكون اللبان يكونون أفضل أداء في اختبارات الذاكرة من الذين لا يلوكونه، ذلك أن لوك علك اللبان يزيد من سرعة تدفق الدم إلى المخ.