جعفر عباس : العاشقة هيلين وتشا العنيدة

سودافاكس ـ هيلين ستودينجر سيدة أمريكية من بلدة فورت ماكوي بولاية فلوريدا الأمريكية، كانت تتمتع بعلاقة ودية مع جارها دوايت بيبتنر الذي كان يساعدها بين الحين والآخر في التخلص من أكياس القمامة، وذات يوم زارت هيلين دوايت في بيته وطلبت منه قبلة فرفضً، فما كان منها إلا أن غادرت بيته، وبعد دقائق فوجئ دوايت بالرصاص ينهال عليه من مسدس هيلين، ولم يصب الجار البخيل بأذى، وجاءت الشرطة واعتقلت هيلين.

لهيلين جلد مثل الشامواه، وشعر قصير كالحرير ومع أرق نسمة هواء يطير، عمرها –– 29 سنة!! معليش، هناك خلل في كمبيوتري يعكس الأرقام، وعلى القارئ تبديل موقع الرقمين ليعرف عمرها الحقيقي (قرن إلا ثماني سنوات)، والرجل الذي لا يعرف العشرة وأصول الجيرة عمره 35 سنة!! فيها إيه لو تبرعت لامرأة تجاوزت التسعين بقبلة وهي حق دستوري في أمريكا؟ لقد ظلت كلمة “تحرش” تعني فقط أن رجلا ما غازل امرأة بالكلام او بالملامسة، ولكن هلونة الحنونة أثبتت أن الرجال يتعرضون للتحرش من قِبل النساء، ولم يكن القراء يصدقونني عندما قلت إنني تعرضت كثيرا للتحرش من قِبل سعاد حسني ونبيلة عبيد وكانتا كلما جلست أمامهن في دور السينما تغمزان لي بعينيها.

ولأنني كنت مراهقا فقد وقعت الفخ وكلفتني العلاقة بهما نحو خمس جنيهات على مدى عشر سنوات، وها هي هيلين تثبت ان هناك نساء من فصيلة القذافي وبشار الأسد والبرهان، “إذا قوبلت رغباتهم بالرفض لجأن الى السلاح ”
واعترف أنني معجب بسيدة اسمها “تشا”، وحتى لا أتعرض للقمع والخلع لو سمعت المدام بالأمر، أبادر وأقول إن تشا هذه تبلغ من العمر 68 سنة. ولست معجبا بحلاوة وجهها او حسن حديثها بل بكونها ذات رأس “ناشف- فهي كورية خضعت لامتحان قيادة السيارات 772 مرة ورسبت بجدارة، وعلى الفور عبأت استمارة الامتحان رقم 773!! وحسب النظام الكوري الجنوبي على طالب رخصة قيادة سيارة أن يجتاز اختبارا تحريريا حول قوانين السير قبل النزول الى الميدان بالسيارة.

وكان كل رسوب تشا في الامتحان التحريري، والعمة تشا متفائلة بطبعها، وتقول إنها تأمل في الحصول على رخصة قيادة السيارات قبل بلوغها الخامسة والسبعين، أما عندنا فلو قرر شخص في السبعين حشو ضرس مسوس قالوا له: اختشي على دمك.. عاوز تأكل زمنك وزمن غيرك
ما يعجبني في طنط تشا هو أنها مصرة على الحصول على رخصة قيادة السيارات، لأنها تريد ان تعمل بالتجارة، بأن تكون لها شاحنة صغيرة تقودها بنفسها لتصريف وتوزيع السلع. يعني لا تريد مرسيدس او بي إم دبليو لزوم العنطزة والنفخة.

بل فقط تريد ان تؤمن “مستقبلها”، بينما في قاموسنا الاجتماعي يصبح الإنسان بلا مستقبل بعد ان يتجاوز الخمسين. أما بالنسبة لتشا فالمستقبل يبدأ وهي على أعتاب السبعين.

عندما تكون سودانيا في سن ال 75 لا يسمح لك أعضاء أسرتك حتى بالاستحمام بمفردك: “ولو مُصِر خلي باب الحمام مفتوح” حتى لو لم تكن ضحية مرض غدار. هو نوع من الاهتمام ولكنه محبط؛ فلا تجعل أفراد عائلتك يقعدونك ويعقدونك بالاهتمام والقلق الزائد على حالك. ولا تجعل الحكومة تقتلك بالإحالة التقاعد. كن مثل تشا وقل “المستقبل يبدأ الآن”


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.