جعفر عباس : الكهول والشطح

سودافاكس ـ لليوم‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬أبقى‭ ‬في‭ ‬سيرة‭ ‬الزواج‭ ‬فقبل‭ ‬يومين‭ ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬البريطانية‭ ‬جيليان‭ ‬هدسون‭ ‬التي‭ ‬وقفت‭ ‬أمام‭ ‬القاضي‭ ‬مطالبة‭ ‬بالطلاق‭ ‬من‭ ‬زوجها‭ ‬بهدف‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬ممتلكاته‭ ‬كما‭ ‬ينص‭ ‬عقد‭ ‬توافقا‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬الزواج‭ ‬‮«‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬الطلاق‭ ‬يحصل‭ ‬الطرف‭ ‬سين‭ ‬على‭ ‬كذا‭ ‬وكذا‭ ‬والطرف‭ ‬صاد‭ ‬على‭ ‬كذا‭ ‬وكذا‮»‬،‭ ‬وبالأمس‭ ‬بشّرت‭ ‬الكهول‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬بأن‭ ‬دراسة‭ ‬وأبحاثا‭ ‬أجراها‭ ‬علماء‭ ‬من‭ ‬ألمانيا‭ ‬والدنمارك‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يتزوج‭ ‬بامرأة‭ ‬تصغره‭ ‬كثيرا‭ ‬يعيش‭ ‬سنوات‭ ‬أطول،‭ ‬بينما‭ ‬زواج‭ ‬الرجل‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬أكبر‭ ‬منه‭ ‬سنا‭ ‬يخصم‭ ‬من‭ ‬سنوات‭ ‬عمره‭ (‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬كلامي‭ ‬بل‭ ‬كلام‭ ‬علماء‭ ‬أوربيين‭).‬

وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬كتبت‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬كلاما‭ ‬فحواه‭ ‬أنني‭ ‬أرجح‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬الجو،‭ ‬ترتفع‭ ‬معدلات‭ ‬الهبل‭ ‬والخبل‭ ‬عند‭ ‬الرجال،‭ ‬وكأنما‭ ‬يتم‭ ‬إفرازها‭ ‬مع‭ ‬العرق،‭ ‬فينكشف‭ ‬حالهم‭ ‬ويفتضح‭ ‬أمرهم،‭ ‬وقلت‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عرض‭ ‬حكاية‭ ‬الفحل‭ ‬لكيني‭ ‬أكوكو‭ ‬الذي‭ ‬طلق‭ ‬85‭ ‬من‭ ‬زوجاته‭ ‬الـ130‭ ‬لأنهن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مخلصات‭ (‬وما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬عليه،‭ ‬كان‭ ‬مطمئنا‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬85‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الزوجات‭ ‬الـ45‭ ‬اللواتي‭ ‬ما‭ ‬زلت‭ ‬على‭ ‬ذمته‭ ‬الواسعة‭ ‬مخلصات‭ ‬ووفيات،‭ ‬وأن‭ ‬العيال‭ ‬الـ27‭ ‬الذين‭ ‬حملوا‭ ‬اسمه‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أولاد‭ ‬حلال‭(‬،‭ ‬ثم‭ ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬الممثل‭ ‬الأمريكي‭ ‬مورغان‭ ‬فريدمان‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تجاوز‭ ‬الثمانين‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬وأعلن‭ ‬عن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬بابنة‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ (‬من‭ ‬زوج‭ ‬آخر‭) ‬إيدينا‭ ‬هاينز‭ ‬وعمرها‭ ‬27‭ ‬سنة،‭ ‬وبرر‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ ‬ظل‭ ‬على‭ ‬‮«‬علاقة‮»‬‭ ‬معها‭ ‬طوال‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمرها‭ ‬17‭ ‬سنة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ربما‭ ‬رأى‭ ‬أنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الاختبار‭ ‬وقرر‭ ‬التكويش‭ ‬عليها‭ ‬بصورة‭ ‬قانونية‭ (‬المسكينة‭ ‬ماتت‭ ‬مقتولة‭: ‬قتلها‭ ‬البوي‭ ‬فريند‭/ ‬الصديق‭/ ‬العشيق‭).‬

ونقرأ‭ ‬اليوم‭ ‬حكاية‭ ‬الروسي‭ ‬غريغوري‭ ‬كولكوف،‭ ‬الذي‭ ‬التقى‭ ‬فتاة‭ ‬حلوة‭ ‬عمرها‭ ‬26‭ ‬سنة‭ ‬اسمها‭ ‬مروسيا‭ ‬فقرر‭ ‬الزواج‭ ‬بها‭. ‬قرر‭ ‬ذلك‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬نفسه‭!! ‬ولكنه‭ ‬واجه‭ ‬مشكلة‭ ‬بسيطة‭: ‬فعمره‭ ‬84‭ ‬سنة،‭ ‬يعني‭ ‬قرن‭ ‬‮«‬إلا‮»‬‭ ‬16‭ ‬سنة،‭ ‬والزواج‭ ‬بامرأة‭ ‬شابة‭ ‬يتطلب‭ ‬استعدادات‭ ‬معينة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متوافرة‭ ‬لدى‭ ‬عمنا‭ ‬كولكوف‭ (‬رغم‭ ‬أن‭ ‬اسمه‭ ‬يوحي‭ ‬بأنه‭ ‬بندقية‭ ‬أوتوماتيكية‭). ‬تعمل‭ ‬إيه‭ ‬يا‭ ‬أبو‭ ‬الكلاكيف؟‭ ‬صار‭ ‬يقرأ‭ ‬الصحف‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬معجزة‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬صيدلانية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وجد‭ ‬إعلانا‭ ‬عن‭ ‬عقار‭ ‬يجعل‭ ‬الرجال‭ ‬يستردون‭ ‬فحولتهم‭!! ‬ما‭ ‬معنى‭ ‬هذا؟‭ ‬فالفياجرا‭ ‬وأخواتها‭ ‬مطروحة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬ولم‭ ‬يسمع‭ ‬بها‭ ‬كولكوف‭ ‬إلا‭ ‬مؤخرا‭!! ‬فهمت؟‭ ‬اللهم‭ ‬طولك‭ ‬يا‭ ‬روح‭.. ‬يعني‭ ‬الرجل‭ ‬نسي‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬رجل‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.. ‬يعني‭ ‬رجولته‭ ‬‮«‬تقاعدت‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رأى‭ ‬مروسيا‭ ‬اللهلوبة،‭ ‬فكان‭ ‬أن‭ ‬استعان‭ ‬بغوغل‭ ‬وعرف‭ ‬أمر‭ ‬الوصفة‭ ‬الفحولية،‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬المضمون‭ ‬قرر‭ ‬أبو‭ ‬الكلاكيف‭ ‬تجريب‭ ‬ذلك‭ ‬العقار‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬جدواه‭ ‬قبل‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬رسميا‭. ‬وطوال‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬ظل‭ ‬يشتري‭ ‬العلبة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬العقار‭ ‬المنشط‭ ‬جنسيا‭.. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬سعد‭ ‬باشا‭ ‬زغلول‭ ‬يظهر‭ ‬أمامه‭ ‬ويقول‭ ‬له‭: ‬مفيش‭ ‬فايدة‭.. ‬ولكن‭ ‬الرجل‭ ‬عنيد‭ ‬ومروسيا‭ ‬حلوة‭ ‬تهبل‭. ‬فواصل‭ ‬شراء‭ ‬العقار‭ ‬حتى‭ ‬نفدت‭ ‬مدخراته‭ ‬البالغة‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬وصار‭ ‬ع‭ ‬الحديدة‭. ‬

وبداهة‭ ‬فإن‭ ‬حمارا‭ ‬مثل‭ ‬كولكوف‭ ‬هذا،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يفتقر‭ ‬إليه‭ ‬ليس‭ ‬القدرة‭ ‬الجنسية‭ ‬بل‭ ‬القوى‭ ‬العقلية،‭ ‬ولهذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستغربا‭ ‬أن‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ليشكو‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬راح‭ ‬ضحية‭ ‬احتيال‭ ‬شركات‭ ‬الأدوية،‭ ‬ونقلت‭ ‬حكايته‭ ‬جريدة‭ ‬موسكو‭ ‬نيوز‭ ‬الإنجليزية‭ ‬ثم‭ ‬طيرتها‭ ‬وكالة‭ ‬يونايتد‭ ‬برس‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.. ‬يعني‭ ‬حب‭ ‬الرجال‭ ‬الكهول‭ ‬للتكويش‭ ‬على‭ ‬الحسناوات‭ ‬صغار‭ ‬السن‭ ‬ليس‭ ‬ظاهرة‭ ‬عربية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أنه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الخرف‭ ‬المرضي‭ ‬يصاب‭ ‬به‭ ‬الرجال‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجنسيات‭.. ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬كولكوف‭ ‬الملهوف‭ ‬هذا‭ ‬يملك‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬العقل،‭ ‬لما‭ ‬فكر‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬بواحدة‭ ‬في‭ ‬السبعين‭. ‬ولكن‭ ‬الأنانية‭ ‬الغريزية‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬الرجال‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تجعلهم‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يرونه‭ ‬جميلا‭ ‬باعتقاد‭ ‬أن‭ ‬وفرة‭ ‬الفلوس‭ ‬هي‭ ‬المحك‭: ‬أنا‭ ‬فوق‭ ‬الثمانين‭ ‬ولكن‭ ‬طالما‭ ‬عندي‭ ‬فلوس‭ ‬أقدر‭ ‬اشتري‭ ‬عروسا‭ ‬تطبخ‭ ‬لي‭ ‬رزا‭ ‬مهروسا‭ ‬وتنظف‭ ‬أسناني‭ ‬الثلاثة‭ ‬من‭ ‬السوس‭.‬


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.