الطاهر ساتي : ليس بالسيول وحدها..!!

:: بعد خراب المناقل وأخواتها بالجزيرة ونهر النيل وكسلا وغيرها، رئيس المجلس السيادي يلتقي بمن بقي من رجال المال والأعمال بالسودان، ويشكرهم على ما قدموه للمنكوبين في خريف هذا العام، ثم يناشدهم على تقديم المزيد.. فالباقون من رجال المال والعمال بالسودان لم يخذلوا البرهان، وكالعهد بهم دائماً بالوقوف مع أهلهم عند الشدائد، استجابوا لنداء الوطن و المواطن ، وشكلوا لجنة الدعم، ثم شرعوا في العمل..!!

:: كان الأمل عظيماً في إزالة أسباب تشريد المستثمرين التي خلفتها حكومة البشير.. ولكن بعد الثورة، حكومة النشطاء (زادت الطين بلة) بواسطة ثور مستودع الخزف المسمى بلجنة إزالة التمكين، والتي تسببت – بكل جهل و حقد – في تجميد المشاريع و تدميرها و تشريد ملاكها.. فالتغيير السياسي – في الدول ذات النخب الواعية – مدخل جيّد لجذب المستثمرين، ولكن حين يُترك أمر البلد للمهرجين، فمن الطبيعي أن يهرب المستثمر من من موطن الترهيب و الابتزاز الرخيص.!!

:: بعد لقاء البرهان، تحدث معاوية البرير عن حجم الكارثة، داعياً إلى تكامل الأدوار، لتجاوز الأزمة.. معاوية مالك مشروع أبو نعامة الذي حرقوه في (عهد النكبة)، قبل أن يصادروه .. كبدوه خسائر قدرها (20 مليون دولار)، فالحريق شمل معدات ومبانٍ وورش وجرارات وغيرها.. ومع ذلك لم تُعبر حكومة النشطاء – حتى على المستوى المحلي – عن حزنها واستنكارها، بل وفروا الغطاء السياسي – لمن حرقوا المشروع – بالبيانات غير المسؤولة..!!

:: وقبل لقاء البرهان، لنجدة المنكوبين بالسيول، أرسل أشرف الكاردينال قوافل الدعم للمناطق المنكوبة.. وكانت لجنة إزالة التمكين قد رفضت التصديق للكاردينال بقناة فضائية بدون أسباب.. وقبل الرفض، بحثوا عن مشاريعه وملفاته وكشفوا أرصدته وحجزوها وفتشوا حتى (أوراق منزله)، وراجعوا عقوداته مع الهلال، ولم يجدوا ما يذهبون به إلى منبر التهريج – سونا – لإشانة سمعته.. ومن المحن، عندما اتصلت قناة الهلال بصلاح مناع لإجراء حوار في شأن عام، رد على المعد قائلاً : (أنا ما بتكلم في قناة الكاردينال، وقول ليهو لسه ما قفلنا ملفك ولسه ما فضيت ليك)؛ فتأملوا؛ هذا كان قاضي تلك المرحلة.. !!

:: وهناك وجدي ميرغني، وكان قد حبسوه وابتزوه.. و..و.. لكل مستثمر قصة و غصة.. والبرهان الذي يلجأ إليهم اليوم – ليساعدوه في إغاثة المنكوبين – يعرف ما كان يحدث لهم من تنكيل وترهيب؛ ولم يحرك ساكناً لنصرة مظلوم.. نعم، ما حدث للمستثمرين كان بعلم كل الحكومة، بشقيها العسكري والمدني.. ولجنة النشطاء التي تسببت في تشريد المستثمرين وتدمير المشاريع مسؤول عنها (البرهان وحمدوك)، باعتبار أن أحدهما كان على رأس السلطة السيادية والآخر كان على رأس السلطة التنفيذية، وذلك بعد تغييبهما السلطات التشريعية والرقابية و المحكمة الدستورية..!!

:: المهم.. إنها الدروس، و يجب أن يتعلموا، لكي لا يعيدوا إنتاج الخراب.. وليست بالسيول وحدها تخرّب الأوطان، بل بمن نلقبهم بالمسؤولين أيضاً.. مع جذب الأجانب، فمن حُسن مظهر الاقتصاد الوطني تشجيع أبناء الوطن (معنوياً ومادياً)، ليتنافسوا في الإنتاج والتصدير، وكان يجب محاسبتهم – بالمحاكم – على المخالفات.. بالمحاكم وليس بصلاح مناع ونهج (حقنا كم؟).. واليوم، بدلاً عن الاستثمار في الفشل، يجب رعاية المستثمر الوطني بالسياسات الراشدة، ليستثمر مُطمئناً، ثم يغيث المنكوب.. و… يتواصل الحديث – غداً إن شاء الله – عن أموال المسؤولية المجتمعية وتغول الحكومة (عليها)..!!


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.