هل يرحل ميسي عن باريس سان جيرمان؟
مباشرة بعد الخسارة الأولى منذ حوالي عامين لفريق باريس سان جيرمان على أرضه في الدوري الفرنسي، والتي حدثت أمام فريق رين، وصافرات الاستهجان التي تعرّض لها ليونيل ميسي، عند نهاية المباراة، عاد الحديث عن مصير النجم الأرجنتيني مع الفريق “الباريسي”، خصوصاً وأن عقده ينتهي نهاية الموسم الحالي، إذ تناولت وسائل الإعلام الفرنسية والإسبانية خبر مغادرته للدوري الفرنسي وعودته إلى برشلونة، أو انتقاله إلى فريق إنتر ميامي الأميركي، أو حتى انتقاله إلى السعودية وانضمامه الى فريق الهلال.
وفي الوقت الذي يلتزم ميسي الصمت، خرج رئيس فريق باريس سان جيرمان بتصريح يعبّر فيه عن سعيه لتجديد عقد الأرجنتيني، رغم إخفاقه في الفوز في مسابقة دوري الأبطال وخروجه من مسابقة كأس فرنسا، وتراجع نتائجه ومردود لاعبيه في مسابقة الدوري، في ظل تضارب أخبار عدة حول خليفة المدرب كريستوف غالتييه.
صحيح أن عقد ميسي ينتهي نهاية هذا الموسم وبإمكانه الرحيل حراً دون مقابل و”الباريسي” مطالب ببذل مجهود مالي آخر لتجديد عقده، ومجهود آخر للتعاقد مع مهاجم فريق نابولي، النيجيري فيكتور أوسيمين، وكذلك تعويض المدرب كريستوف غالتييه، مما يقتضي التخلص من البرازيلي نيمار وراتبه المرتفع للحفاظ على التوازن المالي للفريق وتجنب الوقوع في مخالفات مع قوانين اللعب النظيف، خصوصاً مع تراجع مداخيل النادي بسبب تراجع نتائجه، مما يفتح المجال أمام احتمالات كبيرة.
ومن بين هذه المعطيات غير المتوقعة، نتيجة ظهور معطيات موضوعية أخرى جعلت ميسي مطلوباً في أميركا والسعودية وإسبانيا، وأخرى منعت عودة المدرب الألماني توماس توخيل، الذي تعاقد مع بايرن ميونخ، في وقت كانت بعض التقارير تشير إلى عودته إلى الفريق الباريسي.
وتحدثت وسائل الإعلام الإسبانية بإسهاب عن عودة ميسي إلى برشلونة لإنهاء مشواره رغم المتاعب المالية التي يعانيها الفريق، والتي تقتضي من ميسي تخفيض راتبه ، ورغم تردي العلاقة بينه وبين خوان لابورتا، الذي كان السبب في رحيل ميسي عن برشلونة من دون مقابل قبل موسمين.
لكن يبدو أن المدرب تشافي متردد في قبول الفكرة، خصوصاً وأنه يتوجه نحو إعادة بناء فريق الأمجاد بجيل جديد، وعودة ميسي ربما تعطل المشروع الجديد لفريق يستند على مجموعة مواهب ومنظومة لعب جماعية لا تعتمد على لاعب واحد، لكن حتى الأن لا يزال الغموض هو المُسيطر من كل الأطراف (ميسي، تشافي، لابورتا)، في وقت ينقسم الجمهور بدوره بين مؤيد ومعارض لعودته.
وذهبت وسائل الإعلام السعودية من جهتها إلى حد الحديث عن تفاصيل الصفقة بين ميسي وفريق الهلال، وتداولت مبلغ 600 مليون يورو مقابل توقيعه لمدة موسمين، في إشارة إلى اتفاق أولي توصل إليه ميسي مع الطرف السعودي.
في المقابل، نفى محيط ميسي وبعض التقارير الإعلامية المختلفة خبر موافقة ميسي على الانتقال إلى السعودية مهما كانت الإغراءات، استجابة لرغبة عائلته التي خيّرته بين العودة إلى إسبانيا أو الانتقال إلى الولايات المتحدة الأميركية، أو حتى البقاء في باريس إذا اقتضت الضرورة، بشرط زيادة راتبه لموسمين إضافيين، لكن السعوديين لم يفقدوا الأمل في استقطاب ميسي ومودريتش وبنزيمة وحتى راموس ونجوم آخرين.في باريس تستعد الإدارة لكل الاحتمالات، من خلال التفكير في انتداب المهاجم النيجيري لفريق نابولي، فيكتور أوسيمين، بموافقة من القائد كيليان مبابي، لكن الأمر يتطلب مبلغا لا يقل عن 100 مليون يورو، يضاف إليه مبلغ آخر لتجديد عقد ميسي الذي لم يعد مرتبطاً بمستواه المتذبذب أو بنتائج الفريق المسجلة في عهده، بقدر ما يتعلق بجوانب مالية وأخرى فنية مرتبطة بالمدرب المرتقب للفريق، خاصة بعد توقيع توخيل لعقد جديد مع البايرن الأسبوع الماضي، واقتراب زيدان من خلافة أنشيلوتي في ريال مدريد.
في المقابل، تبقى إمكانية التحاق مورينيو بالنادي “الباريسي” صعبة جدا، لكن مع ذلك يبقى استمرار ميسي مع باريس سان جيرمان وارداً بنسبة كبيرة، رغم كل الإغراءات والعروض التي تصله وهو في منتصف عقده الرابع.
العربي الجديد