طائرات الجيش تحلق بأجواء الخرطوم وصواريخه الموجهة تقصف أهدافا للدعم السريع

واصلت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني صباح اليوم الثلاثاء التحليق في أجواء العاصمة الخرطوم ومدنها الثلاث وقصفت بالصواريخ أهدافا لقوات الدعم السريع التي ردت باستخدام المسيّرات في هجماتها ضد الجيش، وذلك في ظل تحذير أممي من تدهور خطير للوضع الإنساني في البلاد بعد أكثر من 100 يوم من المعارك.

وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات متقطعة شمال مدينة أم درمان، مشيرا إلى أن صواريخ موجهة انطلقت من منطقة “وادي سيّدنا” العسكرية صوب تجمعات الدعم السريع شمال أم درمان.

وأضاف المراسل أن الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني ظلت تحلق منذ الصباح الباكر بصورة مكثفة في سماء العاصمة.

وبالتزامن مع ذلك، سُمعت أصوات إطلاق مضادات أرضية تابعة لقوات الدعم السريع في مواقع مختلفة من العاصمة، خصوصا في جنوب ووسط أم درمان، ووسط الخرطوم.

وفي الأثناء أفاد مصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة، أن دفاعات الجيش أسقطت طائرة مسيّرة تابعة للدعم السريع أثناء هجوم على سلاح المهندسين في أم درمان أمس.

وواصلت قوات الدعم السريع استخدام المسيرات لمهاجمة أهداف للجيش في عدة مناطق.

قوات حفظ سلام
وفي سياق متصل، رفض الفريق أول ركن “ياسر العطا” مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية بشدة مبادرة تقودها كينيا لإرسال قوات حفظ سلام من شرق أفريقيا للمساعدة في إنهاء الصراع الدائر بالسودان منذ أكثر من 100 يوم.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اقترحت الهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” مبادرة تشمل نشر قوات حفظ سلام في العاصمة السودانية الخرطوم.

أما الجيش السوداني فقد رفض مرارا المبادرة التي تقودها كينيا، متهما إياها بدعم قوات الدعم السريع، وقال إنه سيعتبر أي قوات حفظ سلام أجنبية قوات معادية.

تحذير من المجاعة
في غضون ذلك، حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في البلاد، وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن نحو 19 مليونا (ما يمثل نحو 40% من السكان) يواجهون الجوع بسبب الصراع الدائر.

وأضاف أن المنظمة الدولية وشركاءها يواصلون بذل ما في وسعهم للاستجابة للتداعيات الإنسانية للأزمة، رغم استمرار القتال والقيود المفروضة على وصول الإغاثة.

وقال إن السودان أحد أكثر المناطق التي تصعب الاستجابات لحاجاتها الإنسانية في العالم في الوقت الحالي.

كما حذرت منظمة الصحة العالمية من مغبة تدهور الأوضاع الصحية في السودان، وذلك بعد 3 أشهر من القتال.

جاء ذلك في بيان مشترك أمس الاثنين لمدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أحمد المنظري، ومديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم أفريقيا، ماتشيديسو مويتي.

وأشار البيان إلى أن الوضع داخل السودان بلغ مستويات خطيرة، حيث خرج أكثر من 67% من مستشفيات البلد من الخدمة، في حين تتزايد التقارير التي تفيد بوقوع هجمات على مرافق الرعاية الصحية.

حصيلة الحرب
وبعد 100 يوم من الحرب، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 3900 قتيل على الأقل حتى الآن، وفق منظمة “أكليد” غير الحكومية، في حين تؤكد مصادر طبية أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.

وقالت منظمات إنسانية إن ما يقرب من 3.8 ملايين شخص قد نزحوا داخليا في السودان، منهم 1.9 مليون طفل، كما تم تهجير 1.7 مليون طفل إضافي من ديارهم، وهم الآن يتنقلون داخل السودان ويعبرون حدوده، وهم عرضة للجوع والمرض والانفصال عن أسرهم.

كما تسببت الحرب في نزوح أكثر من 3.5 ملايين شخص، وغادر أكثر من 700 ألف منهم إلى دول الجوار.

ويحتاج أكثر من نصف عدد سكان البلاد -الذي كان يقدر بنحو 40 مليون نسمة- إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من المجاعة.

الجزيرة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.