البحر الأحمر يشرّد 180 سفينة: تحويل الوجهة وزيادة مدة الرحلات

تواجه الملاحة البحرية مشكلة متصاعدة في البحر الأحمر وسط تهديدات الحوثيين للسفن الإسرائيلية وتلك المتعاملة مع الاحتلال، رداً على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. ويستهدف الحوثيون هذه السفن خلال إبحارها عبر اليمن في طريقها إلى قناة السويس المصرية أو منها. وعلى بعد حوالي 7200 ميل إلى الغرب، يتعرض الممر المائي الرئيسي الآخر في العالم في بنما للتعطيل الشديد بسبب الجفاف.

ومع وصول هذه المشكلات إلى الطرق التي تتعامل مع ما يقرب من 20 في المائة من التجارة، فإنها تفرض تحولات واسعة النطاق على الأسطول التجاري العالمي، مما يؤدي إلى ارتفاع فواتير الشحن، بحسب وكالة “بلومبيرغ” الأميركية.

وقد حولت حوالي 180 سفينة حاويات مسارها من البحر الأحمر حول أفريقيا أو تم إيقافها في انتظار التعليمات لتجنب الهجمات في البحر الأحمر، وفقًا لبيانات شركة Flexport Inc، وهي منصة شحن رقمية مقرها سان فرانسيسكو.

وبالمثل، استمرت عمليات تحويل الإبحار في بنما منذ أسابيع، حيث أدى انخفاض مستويات المياه إلى تقييد عمليات العبور. تؤدي عملية إعادة التوجيه واسعة النطاق من القنوات إلى إيقاف أو إبطاء السفن التي تنقل كل شيء بدءًا من الألعاب وقطع غيار السيارات إلى الغاز والوقود والنفط الخام. على المدى القصير، سيؤدي ذلك إلى رفع التكاليف، وسيتسبب في أسابيع من التأخير، وقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض السلع. كما أنه سيعرقل الخدمات اللوجستية للشركات البرية التي تعتمد على جداول بحرية يمكن التنبؤ بها، بحسب الوكالة الأميركية ذاتها.

وقفزت تكلفة نقل البضائع في حاوية بطول 40 قدمًا من آسيا إلى شمال أوروبا بنسبة 16 في المائة خلال الأسبوع الماضي وارتفعت بنسبة 41 في المائة هذا الشهر، وفقًا لمؤشر “دريوري كونتاينر” الذي صدر يوم الخميس. وبالمثل، تقفز فواتير شحن الوقود، حيث تقول بعض شركات النفط الكبرى وشركات الناقلات إنها ستتجنب البحر الأحمر.

يحدث ذلك خلال واحد من أكثر الأوقات ازدحامًا في العام بالنسبة للصادرات من الصين لإعادة التخزين التي يقوم بها تجار التجزئة بعد العطلات وقبل إغلاق المصانع الصينية لقضاء عطلة السنة القمرية الجديدة في فبراير/ شباط.

وقالت ترين نيلسن، المدير الأول ورئيس قسم الشحن البحري الأوروبي لدى شركة Flexport، لوكالة “بلومبيرغ”: “ليس هذا هو الوقت الأسهل لممارسة الأعمال التجارية هذه الأيام. من الواضح أن احتمال نفاد المخزون هو أحد الأشياء التي نشجع الجميع على النظر فيها لأن تكلفة ذلك قد تكون عالية”.

العربي الجديد


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.