قيادي سابق بالمخابرات السودانية : الموساد رحّل الفلاشا لإسرائيل من منتجع على البحر الأحمر

قال مستشار الأمن القومي السوداني السابق، الفاتح عروة، إن السودان قد ظلم في قضية ترحيل يهود الفلاشا إلى إسرائيل، موضحا أنه “لم يتم تهريبهم” من قبل السلطات السودانية، وأوضح أن عملية الترحيل باشرها الموساد خلسة من منتجع على البحر الأحمر.

وجاءت تصريحات عروة خلال حواره مع بودكاست “حكايات أفريقية” عبر منصة الجزيرة ” أثير” وتطرق في حديثه المطول (أكثر من 5 ساعات) إلى قضايا أخرى مهمة كان لها تأثير مهم جدا على المشهد السياسي السوداني مثل ترحيل أسامة بن لادن إلى أفغانستان، والثورة في إثيوبيا وإريتريا، ومحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995، وغيرها من القضايا السودانية الأخرى.

والجدير بالذكر أن الفلاشا، وهم يهود إثيوبيون، فروا باتجاه السودان من الأوضاع التي خلفتها المجاعة التي ضربت إثيوبيا عام 1984، واستضافتهم السلطات السودانية في مخيمات للجوء بالمناطق الشرقية من البلاد.

وأشار عروة إلى أن المنظمات الصهيونية واليهودية في الغرب هي من تحركت من أجل تهجير الفلاشا إلى إسرائيل.

وأكد أن محاولات التهجير بدأت عبر سواحل البحر الأحمر من طرف المخابرات الإسرائيلية “الموساد” التي استأجرت منتجعا سياحيا قرب ميناء بورتسودان لهذه المهمة، قبل أن تكتشف المخابرات السودانية عملياتهم.

ووصف الحديث عن قيام الحكومة السودانية يومها بترتيب التهجير “بالهراء” لكنه ذكر بصفته من قام على تأمين العملية في إحدى مراحلها أن الأميركيين طلبوا من الرئيس الراحل جعفر النميري بأن يقوم بتسهيل ترحيل الفلاشا، إلا أن الأخير رد عليهم بالقول “لا أعرف شيئا اسمه إسرائيل ولا أتعامل ولن أتعامل معهم، والفلاشا لاجئون يمكنهم الخروج إلى أي اتجاه يريدون إلا إسرائيل”.

ترحيل عبر مرحلتين
وبحسب عروة فقد جرى ترحيل اليهود الفلاشا عبر مرحلتين، كانت الأولى عبر مطار الخرطوم باتجاه بلجيكا “قبل أن نتفاجأ بأن الطائرات كانت تتحول مباشرة من بلجيكا نحو تل أبيب”.

وقال إنه قرر مع قيادي آخر في المخابرات توقيف عملية الترحيل حينما بدأت المنظمات الصهيونية في الغرب تتكلم عما سمته أكبر عملية إنقاذ لليهود الفلاشا.

وبخصوص المرحلة الثانية لعملية ترحيل الفلاشا، فقد قال عروة “لم أكن مشاركا فيها لكن كنت أعلم بكل تفاصيلها “. وأوضح أن جورج بوش (الأب)، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي، زار السودان في 3 مارس/آذار 1985 (قبل انتفاضة السادس من أبريل/نيسان بأقل من شهر واحد ضد حكم النميري) وطلب من الأخير أن يسمح باستئناف ترحيل الفلاشا.

وأوضح عروة أن النميري اشترط على بوش (الأب) أن يتم الترحيل عبر طائرات حربية أميركية، وهو ما حصل بالفعل.

كما اعترف القيادي المخابراتي السوداني بتسريبه معلومات حول المرحلة الثانية للمعارضين السودانيين الإسلاميين بسبب غضبه الشديد مما أقدم عليه النميري حينها.

واعتبر عروة محاكمة عدد من المسؤولين فيما عرف بملف يهود الفلاشا عقب انتفاضة أبريل/نيسان، والإطاحة بالنميري، بأنها محاكمة سياسية لنظام النميري.

السودان والقضية الفلسطينية
وفي السياق ذاته، قال عروة إن السودان لم يكن له في أي يوم أي علاقة مع إسرائيل “لا في عهد النميري ولا البشير”.

وأكد أن الرئيس النميري أنقذ الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من الموت في الأردن بأحداث أيلول الأسود، حيث سافر الى العاصمة عمان وأعاده معه على متن طائرته الخاصة إلى القاهرة لحضور القمة العربية.

وأوضح عروة أن أبواب السودان ظلت مفتوحة أمام المقاتلين الفلسطينيين حينما غزت إسرائيل بيروت عام 1982، موضحا أنه كان يتولى شخصيا منح جوازات سفر سودانية للفلسطينيين.

وأشار إلى أن طائرة عرفات كانت تملك إذنا مفتوحا لدخول الأجواء السودانية في أي وقت تريد “لكن منذ توقيع اتفاق أوسلو، لم يعد عرفات يزور السودان”.

وأورد عروة حادثة وقعت في جنوب أفريقيا عام 1994 حينما رفض الرئيس المخلوع (البشير) مصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز، وقال “لن ألوث يدي بمصافحتهم”.

الجزيرة نت


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.