مراوغة أمريكية.. تحقيق أمريكي حول تهريب الأسلحة لـميليشيا الدعم السريع عبر “أم جرس”!
مع مرور أكثر من 16 شهراً منذ اندلاع المواجهات العسكرية المستمرة في السودان، تبرز تساؤلات عن الآلية التي تعوض عبرها ميليشيا الدعم السريع، خسائرها في المعارك، التي تتمدد يوما بعد آخر.
اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وميليشا الدعم السريع في 15 أبريل 2023، بعد خلافات عن مدة وكيفية دمج الدعم السريع في الجيش، وايلولة إدارة القيادة والسيطرة، بناء على الاتفاق الإطاري المدعوم من الأمم المتحدة، ومن القوى المدنية الباحثة عن الديمقراطية. وانتقلت الحرب التي بدأت في العاصمة الخرطوم إلى 14 ولاية سودانية، ما اعتبره خبراء عسكريون وأمنيون أمرا مثيرا للتساؤل عن الوسيلة التي تحصل بها ميليشيا الدعم السريع على السلاح والعتاد.
واشنطن تحقق في إدخال الأسلحة الأمريكية للسودان
وفي نفس السياق، تشير تقارير إعلامية، على أن قوات الدعم السريع تحصل على السلاح الغربي والمسيرات الأوكرانية، بإشراف الإمارات والولايات المتحدة، مشيرين إلى أن ذلك يتم عبر مطار أم جرس الحدودي مع تشاد، الجارة الغربية للسودان.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، ذكرت في أغسطس الماضي، أن “الإمارات ترسل أسلحة إلى قوات الدعم السريع”، عبر مطار أم جرس، مرورا بمطار أوغندا.
وفي السياق ذاته، ونقلا عن “سودان تربيون”، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية للصحيفة الاثنين، إن واشنطن تحقق حول مزاعم إدخال أسلحة أميركية إلى السودان بعد مرورها عبر مطار أم جرس في تشاد وصولا الى قوات الدعم السريع.
وسألت قوى إعلان الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية، المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيريلو، خلال لقاء في العاصمة المصرية القاهرة، عما أسمته “استمرار وصول أسلحة أميركية لدعم الميليشيات عبر أم جرس في تشاد”.
وقالت الكتلة في بيان الأربعاء الماضي انها استفسرت المبعوث حول اسباب التركيز على إدخال الإغاثة عبر معبر أدري مع تجاهل مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ومنافذ السودان الاخرى.
وأكد المسؤول الأميركي لـ”سودان تربيون” مفضلا عدم الاشارة لاسمه، أن ادارته “على علم بهذه التقارير وتحقق حاليًا في هذا الموضوع”.
وتحدث المسؤول في تصريحه عن أن حدود السودان ممتدة، مضيفًا: “ربما تم تهريب أسلحة أميركية على يد تجار أسلحة”.
تحليل
ردا على المسؤول الأمريكي، أكد الباحث المهتم في الشأن السوداني، عبدالبصير المحمودي، دور البيت الأبيض في تسيس الحروب في المنطقة، هي وحلفائها، حيث تأتي الإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا ومن ورائهم الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية في مقدمة تلك الدول. مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأدلة والصور والمعلومات التي توثق الدعم الإماراتي المباشر لميليشيا الدعم السريع. حيث تداولت بعض وسائل الإعلام معلومات وصور جوية لوصول عدد من طائرات الشحن الإثيوبية والاماراتية إلى قاعدة “أم جرس” الجوية شمال تشاد، محملة بالعتاد والذخيرة والأسلحة المتفرقة، ومنها المسيرات الأوكرانية التي تم رصدها سابقا، تمهيداً لنقلها إلى ميليشيا الدعم السريع في السودان، بهدف إطالة أمد الصراع لتحقيق مصالح البيت الأبيض في المنطقة.
وأضاف الباحث قائلا: “إن عدم نفي الولايات المتحدة المزاعم بدعم واشنطن لميليشيا الدعم السريع عبر -أم جرس-، يؤكد تورطها في هذا الدعم وماهي إلا أيام لتجد واشنطن كبش الفداء الذي ستلقي عليه اللوم ليمر الأمر مرور الكرام وبدون أن تتحمل الولايات المتحدة أو حلفاءها في المعسكر الغربي أو حلفاءها العرب العواقب المتقدمة على قراراتهم في المنطقة، وهذا ما إعتدنا عليه…”.
صحيفة السوداني