كلهم صقور .. من هم رجال ترامب الجدد
مازال الإعلام الأمريكي والعالمي تحت تأثير “عاصفة” عودة ترامب للبيت الأبيض، ويحتل موضوع تعيينات الرئيس الجديد لإدارته المقبلة رأس اهتمامات المحللين والمتابعين. ووصف عدد من المراقبين الشخصيات التي اعتمدها ترامب حتى الآن لتولي المهمات الرئيسة في إدارته المقبلة بـ”الصقور”، حيث يتشارك معظمهم في المواقف تجاه “التقدميين” في الولايات المتحدة والصين والعلاقة مع روسيا، ودعم إسرائيل.
في أحدث التسميات، عين الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب إيلون ماسك، رئيس شركتي تسلا وسبيس إكس، في وزارة “الكفاءة الحكومية”، إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي.
وقال ترامب في بيان “هذان الأمريكيان الرائعان (ماسك وراماسوامي) سيمهدان الطريق معا أمام إدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الإجراءات التنظيمية المفرطة وخفض الهدر في النفقات وإعادة هيكلة الوكالات الفدرالية (…) وهو أمر ضروري لحركة إنقاذ أميركا”.
وماسك، حليف ترامب خلال الحملة الانتخابية، أنفق أكثر من 100 مليون دولار لمساعدة الرئيس الجمهوري على الفوز.
ويهدف رجال الأعمال الثلاثة الأثرياء ترمب وماسك وراماسوامي في حال توافقهم، إلى إجراء خفض بقيمة 2 تريليون دولار في ميزانية الحكومة الفدرالية البالغة ما بين 6,5 إلى 7 تريليون.
وأضاف ترمب “أتطلع إلى أن يقوم إيلون وفيفيك بإجراء تغييرات على البيروقراطية الفدرالية، مع رؤية للكفاءة، وفي الوقت نفسه، تحسين حياة جميع الأمريكيين”.
بيت هيغسيث وزيرا للدفاع
كما أعلن ترامب ترشيح بيت هيغسيث (44 عاما) الضابط السابق في الحرس الوطني الأميركي ومقدم البرامج في شبكة “فوكس نيوز”، لتولي منصب وزير الدفاع في إدارته المقبلة.
وخدم هيغسيث، وهو من المحاربين القدامى، في العراق وأفغانستان، وخاض انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية مينيسوتا عام 2012 إلا أنه لم ينجح فيها قبل أن ينضم إلى قناة فوكس نيوز.
وقال ترامب في بيان إنه “مع قيادة بيت، سيأخذ أعداء أميركا حذرهم… جيشنا سيكون عظيما مرة أخرى، وأمريكا لن تتراجع أبدا”.
وقد يتيح تعيين هيغسيث تنفيذ ترامب لوعوده الانتخابية بالتخلص من قيادات في الجيش الأمريكي اتهمهم بدفع سياسات يعارضها المحافظون. كما من المتوقع أن يصطدم هيغسيث برئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي.كيو براون، الذي سبق أن اتهمه هيغسيث “بتبني المواقف المتطرفة للسياسيين اليساريين”.
وينتاب القلق بالفعل مسؤولين في البنتاغون من أن ترامب قد يتخلص من العسكريين والموظفين المدنيين الذين يرى أنهم غير مخلصين.
وكان ترامب قد صرح لفوكس نيوز في يونيو/حزيران بأنه سيقيل جنرالات، وصفهم بأنهم “مستنيرون”، وهو مصطلح يشير إلى أولئك الذين يركزون على العدالة العرقية والاجتماعية، ولكن يستخدمه المحافظون لانتقاد سياسات تقدمية. وقد يكون هيغسيث مؤيدًا للتخلص من هؤلاء.
مايك والتز مستشارا للأمن القومي
أعلن ترامب الثلاثاء تسمية مايك والتز (50 عاما)، النائب عن فلوريدا والعنصر السابق في القوات الخاصة، وهو من “الصقور” المتشددين في ملفات السياسة الخارجية، مستشارا للأمن القومي في الإدارة المقبلة.
وقال ترامب إن والتز “معروف على المستوى الوطني بقيادته في مجال الأمن القومي” و”خبير بشأن التهديدات التي تمثّلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي”، مشددا على أنه “مدافع شرس عن برنامجي للسياسة الخارجية، أمريكا أولا”.
وخلال مقابلة الشهر الماضي، اقترح والتز من أجل تحقيق الانتصار على روسيا “إغراق سوق النفط بالخام الأمريكي لخفض الأسعار”.
كما أعرب عن قلقه خلال محاضرة في “مؤسسة رونالد ريغان” الشهر الماضي من “البناء العسكري على غرار ألمانيا النازية في حقبة الثلاثينيات” للصين.
وركز والتز أيضا في خطاب المؤتمر الوطني الجمهوري على رغبته في رؤية “مساءلة” بشأن الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021 في عهد الرئيس جو بايدن.
وخدم والتز في أفغانستان خلال مسيرته التي استمرت 27 عاما في الجيش الأمريكي، كما لديه خبرة واسعة في الكونغرس حيث كان عضوا في لجنة القوات المسلحة والاستخبارات ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.
مارك روبيو لوزارة الخارجية
ما من تأكيد نهائي حتى الآن لكن يبدو أن ترامب ذاهب باتجاه تعيين السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو بمنصب وزير الخارجية.
نيويورك تايمز نقلت عن ثلاثة مصادر قولهم إن القرار ليس نهائيا، لكن يبدو أن ترامب استقر على اسم روبيو الذي كان على لائحة ترشيحات ترامب لمنصب نائب الرئيس.
وتردد اسم روبيو باستمرار على مدار الأسبوع الماضي كواحد من المرشحين الأوفر حظا لقيادة الدبلوماسية الأمريكية، إلى جانب السفير السابق لدى ألمانيا ريك غرينيل.
ويعرف عن روبيو (53 عاما) نهجه المتشدد حيال الصين، كما أنه يدعو إلى تشديد العقوبات على إيران. وشغل سابقا منصب الرئيس المشارك للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.
ومن شأن تعيين روبيو ووالتز أن يضعهما في مرتبة مهندسي السياسة الخارجية للولايات المتحدة في إدارة ترامب، ترامب الذي كان وعد خلال حملته بوضع حد للحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط وتجنب أي انخراط عسكري أمريكي جديد في نزاعات مسلحة.
لي زيلدين لوكالة حماية البيئة
ورشح ترامب عضو الكونغرس السابق لي زيلدين للإشراف على السياسة البيئية للولايات المتحدة.
وتوجه زيلدين بالشكر إلى ترامب على ترشيحه في منشور على منصة إكس قائلا إنه سيعمل على “استعادة هيمنة الولايات المتحدة في مجال الطاقة وتنشيط صناعة السيارات لدينا لإعادة الوظائف الأمريكية مع حماية الوصول إلى هواء ومياه نظيفين”.
وفي حال مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه مديرا لوكالة حماية البيئة، قال ترامب إن زيلدين سيُكلف باتخاذ “قرارات سريعة لإلغاء إجراءات تنظيمية” بهدف التراجع عن حمايات بيئية أقرتها إدارة بايدن.
ويعد ترامب من المشككين في ظاهرة الاحتباس الحراري، وقد كانت سياسة الديمقراطيين بشأن سياسة التغير المناخي مثارا لسخريته. وعام 2016 عندما ترشح أول مرة للرئاسة، تعهد بالتخلص من وكالة حماية البيئة “في كل أشكالها تقريبا” وترك “أجزاء صغيرة” منها فقط عاملة.
توم هامون لوكالة الهجرة ومراقبة الحدود
توم هامون كان خيار ترامب لشغل منصب رئيس وكالة الهجرة ومراقبة الحدود، وهو من المقربين من ترامب وممن ينتهجون سياسات متشددة ويوصف بأنه من “الصقور”.
وشغل هامون نفس المنصب خلال عهدة ترامب الأولى، وسيكون مطالبا بتنفيذ خطة الرئيس الجمهوري في مجال الهجرة، أي إبعاد الملايين من المكسيكيين والهايتيين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير شرعي خلال السنوات الأربع الماضية.
وكتب ترامب في تغريدة على موقع “تروث سوشيال” الذي يملكه “يسعدني أن أعلمكم بأن توم هامون سيلتحق بالإدارة التي سأقوم بتعيينها وستوكل له مهمة مراقبة الحدود وإبعاد المهاجرين غير الشرعيين”. وأضاف “أعرف توم جيدا ومنذ زمن بعيد. لا يوجد أحد أحسن منه لمراقبة حدودنا”.
وخلال مؤتمر الحزب الجمهوري في يوليو/تموز، قال هامون “لدي رسالة لملايين المهاجرين غير الشرعيين الذين سمح لهم جو بايدن بالدخول إلى بلادنا: عليكم أن تبدؤوا في حزم أمتعتكم من الآن”.
مايك هاكابي سفير الولايات المتحدة لإسرائيل
وكسفيره إلى إسرائيل، اختار ترامب حاكم أركنساس السابق، مايك هاكابي، لهذا المنصب.
وقال ترامب في بيان “يسعدني أن أعلن أن الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابي، تم ترشيحه ليكون سفير الولايات المتحدة في إسرائيل”، وأضاف أن هاكابي “يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وعلى نحو مماثل، يحبه شعب إسرائيل. سيعمل مايك بلا كلل لإحلال السلام في الشرق الأوسط”.
ومن المرجح أن يعمل هاكابي ضمن الجهود الأمريكية للمساعدة في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصفت القناة 12 الإسرائيلية هاكابي بأنه “حليف كبير لإسرائيل ومعارض لحل الدولتين”، وذكرت بتصريحات سابقة له، من بينها ما قاله عام 2015 حول أن مطالبة إسرائيل “بضم الضفة الغربية أقوى من مطالبة الولايات المتحدة بمانهاتن”.
ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية
وتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي، فور إعلان نبأ تعيينه، مقطع فيديو لهاكابي يعود لعام 2017 يقول فيه “لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه مستوطنات، إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال”.
ستيفن ويتكوف مبعوث الشرق الأوسط
كما أعلن ترامب اختيار المستثمر العقاري والمتبرع لحملته الانتخابية ستيفن ويتكوف (67 عاما) ليكون مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط.
وجاء في إعلان ترامب أن “ويتكوف قائد يحظى بالاحترام في مجال الأعمال التجارية والعمل الخيري، وقد جعل كلّ مشروع ومجتمع شارك فيه أقوى وأكثر ازدهارا”، مضيفا “سيكون ستيف صوتا لا يلين من أجل السلام، وسيجعلنا جميعا فخورين”.
وفقا لموقع “واشنطن إكزامينر”، لا يملك ويتكوف أي خبرة ديبلوماسية، وهو بعيد كلّ البعد عن كونه سياسيا أو موظفا حكوميا. ويتكوف صديق ترامب منذ أكثر من 20 عاماً، وقد جمع ثروة من العقارات تماما مثل ترامب، كان جزءا من حملة ترامب منذ خطابه عن “صديقه المقرب” في المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو/تموز الماضي، وساعد في جمع التبرعات له بين المتبرعين اليهود.
مونت كارلو الدولية